في مدينة كبيرة حدثت قصة التاجر والغني الطماع، كان يا مكان رجل غني جداً يعيش وسط مجموعة كبيرة من الفقراء والمحتاجين ولكن الغني كان طماع لا يعطي أموال لأحد من الفقراء، كان ينفق أمواله على نفسه فقط وعلى تزيين القصر الكبير الذي كان يعيش فيه، نصحه الصالحين في المدينة أن عليه الإنفاق والإحسان إلى الفقراء حتى تزداد بركة المال، ولكنه كان يضحك ويقول: أنا اغنى رجل في المدينة ولا احتاج البركة، ومن هنا بدأت الحدوتة.
قصة التاجر والغني
نظر الرجل الغني إلى القصر وقال لنفسه: سوف اشتري الذهب واضعه في حوائط القصر، ولكن لا يوجد أحد في المدينة يمتلك كل هذا الذهب الذي يريده الرجل الغني، وعندما سأل عن تجار الذهب نصحه الناس بالسفر إلى بغداد وهناك سوف يجد أكبر تجار الذهب وسوف يشتري الكمية التي يريدها، فرح الرجل الغني كثيراً وسافر إلى بغداد ومكث في الرحلة لمدة ثلاث أيام وليالي حتى وصل إلى التاجر، وهنا تغيرت الحكاية.
قصة تاجر الذهب
عندما وصل الغني إلى تاجر الذهب طلب منه كمية كبيرة من الذهب، تعجب التاجر وقال للغني: لماذا تريد شراء كل هذه الكمية من الذهب؟ قال له أريد أن أضع الذهب في حوائط القصر حتى يبدوا شكله جميل، تعجب التاجر ولكنه أعطى للرجل الغني كل كمية الذهب التي يريدها، وقبل أن يغادر الغني دكان التاجر قال له: أيها الرجل الغني أن تدهورت أحوالك المادية لا تتردد في اللجوء إلى، ضحك الغني وقال له: أنا غني جداً ولا يمكن أن أصبح فقير.
قصة التاجر والغني المغرور
وضع الرجل الذهب على حوائط القصر فأصبحت جميلة، وصار القصر حديث الناس في المدينة، وذات يوم أرسل التاجر قافلة من الجمال تحمل بضائع كثيره إلى بلاد الشام، ولكن القافلة لم تأتي في الموعد وضاعت في الصحراء، وعندما وصل الخبر إلى الغني أن القافلة ضاعت قال: لا يهم عندي قصر من الذهب كما يوجد لدي أموال كثيرة في داخل القصر.
اختفاء القصر
كان قصر الرجل الغني يوجد بالقرب من النهر وذات يوم حدث فيضان وغرق القصر بأكمله في المياه، ولم يتمكن الغني من إنقاذ القصر بل خرج مسرعاً للنجاة بنفسه وكان يرتدي سروال وحذاء، وفقد الرجل الغني كل أمواله حتى القصر الكبير غرق في المياه، الغني أصبح فقير الآن وذهب للبحث عن عمل في المدينة، ولكنه كان طماع لا أحد يحبه لهذا رفض الجميع أن يعطوا للغني فرصة في العمل.
الغني والتاجر الأمين
تذكر الغني التاجر الأمين الذي طلب منه اللجوء إليه أن تدهورت به الأحوال، ذهب الغني إلى التاجر وأخبره انه فقد ماله وأصبح الآن فقير ومحتاج، ضحك التاجر وقال له: لم تفقد مالك لأني أعطيتك النحاس بدل من الذهب وهذه أموالك احتفظت لك بها عندما تدهورت أحوالك، فرح الغني وعاد إلى المدينة ووجد أن القصر قد ظهر بعد أن جفت مياه الفيضان، كما أخبره الناس أنهم وجدوا القافلة الضائعة في الصحراء.
العبرة من القصة
قصة التاجر والغني تعلم منها الرجل الغني أن عليه أن يعطي الفقراء وأن يتصدق بجزء من ماله للمحتاج حتى تزداد البركة في ماله، وبدأ الرجل الغني في التصدق على الفقير واحبه كل من في المدينة.