قصة الزبير بن العوام

23 ديسمبر 2024
قصة الزبير بن العوام

هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي بن كلاب رضي الله عنه، وأمه صفية بنت عبد المطلب عمة الرسول صلى الله عليه وسلم، كان أكبر أبنائه يدعى عبد الله لذلك كان يكنى الزبير بأبي عبدالله أسلم الزبير وعمره ثماني أعوام فقط بعد السيدة خديجة رضي الله عنها زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت السيدة خديجة عمة الزبير بن العوام ، وأرشده أبو بكر الصديق إلى نور الإسلام، واهتدى على يديه، وسبقه في دخول الإسلام السيدة خديجة، وأبو بكر، وعلي، وزيد بن حارثه، فكان خامس من دخل الإسلام، وفيما يلي سوف نتناول قصة الزبير بن العوام.

قصة الزبير بن العوام

عندما أسلم الزبير بن العوام عذبه عمه عذاباً شديد، وغضب منه قومه حتى يعود عن ذلك لكنه ثبت على دين الإسلام، تزوج الزبير بن العوام من أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، وأنجبت له عبدالله أكبرهم الذي كان يكنى به الزبير، وعروة، والمنذر، وعاصم، والمهاجر كما أنه تزوج من غيرها، وأنجب العديد من الأبناء، لقبه الرسول بالحواري؛ وذلك لأنه كان مقداماً، وفارساً شجاعاً، والحواري هو الناصر، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( إن لكل نبي حوارياً، وحواري الزبير )

وهو من العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى، وكان العوام من أغنياء القوم حيث كان تاجراً يمتلك الكثير من المال، فكان ينفق ماله في سبيل الله، كان يضرب به المثل في الجهاد فهو أول من سل سيفه عندما سمع أن المشركين قد قتلوا رسول الله فخرج بسيفه  غاضباً عارياً لايستره إلا سروال بسيط ولكنه قابل الرسول في طريقه فسأله إلى أين تذهب فأجابه سمعت أن قريش قد قتلتك يا رسول الله فقال له رسول الله وماذا كنت ستفعل قال الزبير كنت سأقتلهم جميعاً ولا اترك منهم أحداً فخلع الرسول صلى الله عليه وسلم ردائه والبسه له وبشره أن الله تعالى قد أعطاه ثواب كل من سل سيفاً في سبيل الله إلى أن تقوم الساعة دون أن ينقص منه شيئاً؛ وذلك لأنه أول من سل سيفاً في سبيل الله.

حضر الزبير جميع المعارك مع رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام فاشترك في غزوة بدر وقتل عبيدة بن سعيد بن العاص وهو رجل كان يلقب بأبي كرش، وأثناء فتح مصر لم يستطيع جيش مصر فك أحد الحصون واستمر الحصار سبعة أشهر، ولكنه ضحى بنفسه وقام بصعود السور بواسطة سلم وألقي بنفسة وسط الأعداء وظل يقاتل فيهم حتى تمكن من فتح باب الحصن للمسلمين، وهجم الجنود نحو الباب، ودخلوا الحصن، وتم فتح مصر، ويرجع الفضل للزبير بن العوام في ذلك الفتح العظيم، كان الزبير يقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان في عمر اثنتي عشرة عاماً حيث كان شجاعاً مقداماً.

وفاة الزبير بن العوام

كما كان يحب الشهادة كثيراً  فكان يسمي أبنائه بأسماء الشهداء فسمى المنذر بالمنذر بن عمرو، وعروة بعروة بن مسعود وحمزة بحمزة بن عبدالمطلب وهكذا سمى كل أبنائه، وتوفي يوم معركة الجمل، حيث أنه تراجع عن القتال ففر ورائه عمرو بن جرموز، وفضالة بن حابس، وآخر يسمى النهر التميميون وعند وادي يسمى وادى السباع يقع بالقرب من البصرة فقتلوه وهو نائم في يوم الخميس العاشر من جمادى الأول، سنة 36 هجرياً، وكان عمره سبع وستون عاماً، ويقال أنه استيقظ من نومه وبارز عمرو بن جرموز وكاد الزبير أن يقتله لكن أصحابه نجدوه وقتلوا الزبير بن العوام ، ودخل عمرو بن جرموز على علي رضي الله عنه بسيف الزبير فلما رأه قال إن هذا السيف فرج الكثير من الكرب عن وجه الرسول صلى الله عليه وسلم.

وعن زر بن حبيش قال:

( استأذن ابن جرموز على علي وأنا عنده فقال علي بشر قاتل ابن صفية بالنار )

وصية الزبير بن العوام

ويقال عندما سمع عمرو بن جرموز ذلك قتل نفسه، وهناك أحاديث كثيرة عن ذلك يطول شرحها، كان وصيت الزبير لأبنه عبد الله أن يقضي دينه أولاً فكان عليه ألفي ألف ومائتي دينار ديناً عليه ثم بعد ذلك قسم تركته على زوجاته الأربعة فكان مجموع تركته تسعة وخمسون ألف ألف، وثمانمائة ألف دينار.