قصة النبي أيوب من القصص الجميلة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، يتعرض جميع البشر لأنواع مختلفة من الاختبارات في الدنيا أختبار المرض أو الفقر أو فقدان أحد الأبناء، وهذا الاختبارات تكشف عن حقيقة إيمان المسلم مع الله تعالى، هذه الاختبارات جاءت على جميع البشر بدون استثناء حتى أن الأنبياء تعرضوا لبعض منها، إلا أن سيدنا أيوب عليه السلام تعرض لجميع أنواع الاختبارات القاسية التي يعجز الإنسان أمامها ولا يكون في يديه حيلة إلا أن يدعو الله تعالى أن يكشف عن البلاء.
قصة النبي أيوب
كان النبي أيوب رجل كثير المال وله أرض واسعة زراعية والكثير من الأغنام، كما كان له الكثير من الخدم الذي يقومون على رعايته، وأعطاه الله تعالى الذرية الصالحة وكان له الكثير من الأبناء أيضًا، كان سيدنا أيوب رجل يطيع الله تعالى ويفعل ما يأمره به، إلا أن الناس ضعاف القلوب قالوا: لو أن أيوب فقد المال أو الصحة أو الأولاد لضعف إيمانه بالله تعالى، وهنا أراد الله تعالى أن يختبر إيمان سيدنا أيوب للناس.
أختبار سيدنا أيوب
فقد سيدنا أيوب جميع الأموال التي كان يمتلكها كما أنها فقد الأرض والمواشي والغنم، وظل سيدنا أيوب يطيع الله تعالى ولا يعصيه، ولكن الناس قالوا: إن أيوب لديه الكثير من الأبناء ويمكنهم أن يعملوا ويعيدوا زراعة الأرض من جديد وربحوا الكثير من الأموال، عندها جاء الاختبار الثاني وهو فقدان الأبناء، حيث فقد سيدنا أيوب جميع أبناءه، ولكنه ثبت على الإيمان وظل يعبد الله ويستغفره ويسبحه.
اختبار المرض
لم يكتفي ضعاف القلوب بما حدث مع سيدنا أيوب من فقدان المال والأبناء، بل قالوا: أن سيدتنا أيوب بصحة جيدة يمكنه أنجاب أبناء آخرين والعمل وجني الأموال، وهنا كان الاختبار الأكثر قسوة وهو أختبار المرض، حيث أصيب سيدنا أيوب بمرض شديد وأصبح كل جسده مصاب ما عدا لسانه وقلبه، حيث ظل يذكر الله ويعبده.
قصة النبي أيوب والناس
أبتعد جميع الناس عن سيدنا أيوب حتى لا يصابوا بالمرض مثله وهجره الجميع ما عدا زوجته الطيبة، ظلت مع سيدنا أيوب عليه السلام ترعاه وتهتم به، كما أن الناس أخرجوا سيدنا أيوب من المدينة بعيدًا عنهم حتى لا يصابوا بالعدوى من هذا المرض، وكانت زوجة سيدنا أيوب كل يوم تخرج إلى المدينة لكي تعمل عند الناس وتجني الأموال، ولكن الناس كانوا يرفضون أن تعمل عندهم بمجرد أن يعلموا أنهم زوجة أيوب كانوا يخافون على أنفسهم من المرض.
زوجة سيدنا أيوب
رفض جميع من في المدينة أن تعمل زوجة سيدنا أيوب لديهم، لهذا اضطرت إلى أن تبيع ضفيرتها إلى أحد الناس لكي تأخذ منها الأموال لكي يأكل سيدنا أيوب عليه السلام، ولكن سيدنا أيوب قال لزوجته: من أين لك هذا المال، ولكن زوجة سيدنا أيوب لم تتمكن من الرد على نبي الله ولكنها كشفت عن رأسها وعرف أنها باعت ضفيرتها، هنا انتهب قصة النبي أيوب مع المرض حينما دعا ربه أن يرد عليه عافيته وصحته وأمواله وأبناءه.
صبر سيدنا أيوب
استجاب الله تعالى دعوة نبيه أيوب عليه السلام، واستعاد صحته وصار جميل الشكل، كما أنه جمع الكثير من الأموال وأنجبت زوجته الكثير من الأبناء، وهنا نتعلم من قصة النبي أيوب أن الإنسان يقع في عدة أختبارات وعليه أن يصبر ويتقى الله ولا يقنط من رحمته، وسوف يأخذ جزاء عظيم في الدنيا والآخرة.