قصة النبي إلياس عليه السلام هو نبي أُرسل إلى بني إسرائيل بعد أن تركوا عبادة الله الواحد الأحد وعبدوا الأوثان، ينتهى نسب إلياس إلى نبي الله هارون أخو سيدنا موسى عليه السلام، وورد ذكر إلياس في القرآن الكريم كما أنه في التوراة معروف باسم إيليا، كانت فترته في القرن 9 قبل الميلاد، وبالتحديد في عهد الملك آخاب بن عومري، كانت بني إسرائيل تعبد الله تعالى ولكن بعد أن تزوج الملك أخاب من الملكة إيزابيل تغيرت عقيدتهم.
قصة النبي إلياس
كانت إيزابيل فينيقية تعبد الأصنام هي وقومها، وبعد أن تزوجها الملك آخاب غيرت عقيدته من التوحيد إلى الكفر، حيث عرف عن هذا الملك أنه ضعيف الشخصية وكان لزوجته تأثير كبير عليه، حيث أدخلت الأصنام إلى المملكة، يذكر التاريخ أنها تزوجت من الملك وكان معها صنمين هما عشتروت وبعل وهم آلهة الخصب والنماء في معتقدات الكنعانيين والفينيقيين.
قصة النبي إلياس مع بعلبك
بعث النبي إلياس إلى بعلبك وهي حاليًا مدينة تقع في لبنان، وطلب منهم أن يتركوا عبادة الأصنام بعل وعشتروت وأن يعبدوا الله وحده، ولكن كان حال قوم إلياس شديد السوء، كانوا متمسكين بعبادة هذه الأوثان على أعتقاد منهم أن تأتي لهم بالخير من خصوبة الأرض وكثرة المحاصيل، حاول معهم النبي إلياس لفترة طويلة ولكن بدون جدوى، حتى أن ملكهم آمن بدعوة إلياس ثم أرتد وعبد الأصنام.
هلاك المحاصيل
لم يجد النبي إلياس فائدة من دعوة قومه بعد أن استقر الكفر في قلوبهم، هنا دعا عليهم سيدنا إلياس أن يمسك الله عنهم المطر، وبالفعل استجاب الله تعالى لدعوة نبيه وأمسك المطر لمدة ثلاث سنوات، هلك الزرع وفسدت المحاصيل ولم تنفعهم أصنامهم التي يعبدونها، هنا ذهب القوم إلى إلياس وطلبوا منه أن يدعوا الله تعالى أن ينزل المطر عليهم وسوف يؤمنون له.
دعوة النبي إلياس
استمرت قصة النبي إلياس مع قومه حيث دعا الله تعالى لهم أن ينزل المطر على أمل أن يؤمن القوم بالله وحده، وبالفعل نزلت الأمطار وارتوت الأرض وكثرت المحاصيل، ولكن أهل بعلبك بقوا على كفرهم ولم يعبدوا الله تعالى كما وعدوا سيدنا إلياس، هنا لما وجد إلياس إصرار قومه على الكفر دعا الله تعالى أن يقبض روحه، واستجاب الله له وقبض روحه الكريمة، ومات ودفن في بعلبك.
العبرة من القصة
في قصة النبي إلياس نجد أن سنة الله في الأرض هي إرسال المرسلين إلى الناس لكي يعبدوا الله وحده لا شريك له، وأن الله تعالى يبتلي الناس حتى يؤمنوا بالله ويعودا إلى الطريق المستقيم، وفي هذه القصة نجد أن دعوة جميع الأنبياء واحدة وهي عبادة الله وحدة وعدم الإشراك به سبحانه فلم يتخذ الله تعالى ولد ولم يشاركه أحد في الألوهية، كما أن دعوة النبي على قومه مستجابة.