يعد سيدنا صالح نبي من أنبياء الله تعالي أرسله الله إلى قبيلة ثمود قبيلة عربية تقع في منطقة تسمى الحجر في شمال المدينة المنورة وهي قبيلة جائت بعد قوم عاد قوم سيدنا هود عليه السلام، أرسله الله إليهم ليهديهم إلى عبادة الله وحده، ويبعدهم عن عبادة الأصنام والشرك بالله وهو صالح بن العبيد بن ماسح بن عبيد بن حادر بن ثمود بن عاثر بن إرم بن نوح عليه السلام ويعود نسبة إلى سيدنا نوح عليه السلام، وجاء قصة سيدنا صالح مع قومه في أكثر من سورة مثل الشعراء، والحجر، وفصلت، وهود، والإسراء، والفجر، والحاقة، والقمر، والذاريات، وذكر اسم سيدنا صالح في القرآن الكريم تسع مرات وفيما يلي سوف نتحدث عن قصة النبي صالح عليه السلام.
قصة النبي صالح
أرسال الله تعالى سيدنا صالح إلى قوم ثمود وسمي قومه بهذا الأسم نسبة إلى جدهم وهو ثمود، وهي قبيلة تقع بين الحجاز والأردن في منطقة الحجر التي مر بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أثناء ذهابه إلى تبوك مع مجموعة من المسلمين، كان يدعوهم النبي صالح لعبادة الله، والإيمان به وترك عبادة الأصنام كما جاء في القرآن الكريم
قال تعالى:
(وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً ۖ فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ ۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
كان قوم ثمود يتمتعون بنعم كثيرة، ولكنهم أيضاً لم يشكروا الله، فجعلهم الله بعد قوم عاد لكي يتعظوا بما حدث لهم وكبف أهلكهم الله بل استمروا في عنادهم وكفرهم ولم يستجيبوا لسيدنا صالح لأنهم كانوا لا يريدون أن يتركوا ما عبده آباؤهم وأجدادهم، ولكنه لم ييأس واستمر في دعوته، وكان يذكرهم بنعم الله عليهم وأنه أعطاهم هذه الأرض ليبنون عليها القصور، وينحتون في الجبال بيوتاً، ولكنهم كذبوه وسخروا منه واتهموه بالجنون.
كما قال تعالى:
(كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ)
وكان يذكرهم أن الله هو الذي خلقهم وجل لهم الأرض مليئه بالنعم فهو الإله الذي يستحق العباده، فرد قومه عليه أنهم يشكون به غير مطمئنين له وآمن بسيدنا صالح قله من الضعفاء من قومه لكن المستكبرين رؤساء القوم لم يؤمنون به، وأخبر قومه أنه سيظل يدعوهم إلى عبادة الله وحدة، وكانوا يقابلون دعوة سيدنا صالح بالإيذاء والسخريه منه، ولكنهم عندما وجدوه متمسكاً بدعوتهم لعبادة الله سبحانه وتعالي وحده وأن يتركوا عبادة الأوثام فخاف المستكبرون أن يؤمن به باقي القوم، وأن يتحدوا معه وذلك سوف يؤدي إلى ضياع سلطانهم وفقدان قوتهم، فحاولوا أن يثبتوا أنه كاذب وطلبوا من سيدنا صالح أن يخرج لهم من صخرة كانت موجودة قريباً من المكان ناقة ومعاها ابنها بشرط معينه وضعوها له.
ناقة سيدنا صالح
ذهب سيدنا صالح ودعا الله أن يخرج لهم الناقة، فإستجاب له الله وخرجت الناقة أمام أعينهم فتعجب القوم وآمن بعضهم، وقال لقومه أن يركوا الناقة تشرب من البئر، ويشربون منها في اليوم التالي وبالفعل ترك القوم الناقة تشرب من البئر وفي اليوم التالي بشربون من لبن الناقة، وفي يوم ما اجتمع القوم ليتناقشوا في قتل الناقة أو تركها،ولكن بعضهم خاف من العقاب، ثم قرروا نقلها لكن لجتمع مجموعة منهم وقتلو الناقة ثم ولدها، وعندما رأى سيدنا صالح ماحدث للناقة توعدهم بعذاب شديد من الله بعد ثلاثة أيام فاستهزأو به، وقرروا أن ينتقموا منه ويقتلوه.
عذاب قوم سيدنا صالح
أرسل العذاب للتسع أشخاص الذين قتلوا الناقة، وأرسل عليهم الحجارة قبل أن يهلك القوم جميعاً، وبعد مرور الثلاث أيام بدأ عذاب الله يظهر عليهم فاليوم الأول كانت وجوهم مسفرة واليوم الثاني احمرت وجوهم وفي اليوم الثالث يوم السبت أسودت وجوههم، وعندما جاء يوم الأحد كانوا ينتظرون العذاب حتى خرجت الشمس وأتت صيحة من السماء ورجفة في الأرض من تحتهم حتى هلكوا جميعاً