يُعد سيدنا عيسى هو أحد أنبياء الله تعالى؛ حيث أرسله الله إلى بني إسرائيل لهدايتهم إلى طريق الحق كما ذُكر سيدنا عيسى في القرآن الكريم خمساً وعشرين مرة، وهو ابن مريم بنت عمران عليها السلام التي أرسل لها الله تعالى سيدنا جبريل ليخبرها أنها ستلد ولداً سيكون، وأنها ستكون العذراء التي ستلد نبي الله عيسى عليه السلام فتعجبت بشدة وخافت، ولكنه طمأنها وذكرها بقدرة الله تعالى، وأنه سيرزوقها بولد سيكون نبياً، ويسر الله عليها حملها وكان سهلاً يسيراً حتى وضعت ولدها وكانت خائفة حتى نطق ابنها ليطمئنها، وفيما يلي سوف نتناول قصة النبي عيسى عليه السلام.
قصة سيدنا عيسى عليه السلام
أتى سيدنا جبريل إلى السيدة مريم عليها السلام على هيئة بشر عندما كانت معتكفة في المحراب فخافت كثيراً واستعاذت بالله منه فطمأنها وأخبرها أنه جبريل عليه السلام، ثم أخبرها بأنها سيكون لها ولداً فتعجبت من قوله لأنها عذراء ولم يمسسها بشر، وخافت بشدة فقال لها أنها إرادة الله، وأنها ستلد ولداً سيكون نبي فنفخ فيها الروح لتحمل بسيدنا عيسى وقيل أن ولادتها استمرت لسبعة أشهر، وقيل ثمانية أشهر وقيل أيضاً ستة أشهر، ولما أحست أن موعد ولادتها قد اقترب ذهبت إلى مكان بعيد، وبقيت بالقرب من نخلة في الصحراء، وعندما جاء وقت الولادة تمنت مريم الموت، لأنها كانت تخاف من عدم تصديق قومها لها كما جاء في كتاب الله تعالى:
قالى تعالى ( فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا )
وأنطق الله تعالى سيدنا عيسى بعد ولادته ليطمئن مريم عليها السلام، ويخفف عنها حزنها، وفجر الله تعالى من تحتها نهراَ ليخبر الناس بأنها من أهل العصمة والولاية، ثم ذهبت مريم إلى قومها واتهموها بأنها زانيه لأنها لم تتزوج من قبل، ولم تجيب مريم على قومها بأي كلمة لأنها كانت صائمة لله تعالى عن الكلام، وأشارت إلى ابنها فنطق كما جاء في كتاب الله تعالى، فقال:
( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا )
وجعل الله لسيدنا عيسى الكثير من المعجزات وآمن به قلة قليلة من قومه أطلق الله تعالى عليهم الحواريين؛ وذلك لأنهم أخلصوا نيتهم لله تعالى، وطلبوا من سيدنا عيسى أن يطلب من الله أن ينزل عليهم مائدة من السماء ليس تشكيكاً في الله تعالى لكن لكي يطمئنوا، واستجاب الله لهم.
معجزات سيدنا عيسى
كان حمل السيدة مريم عليها السلام بسيدنا عيسى معجزة وذلك دون أن يمسسها بشر فولادته بدون أب معجزة.
عندما تحدث سيدنا عيسى بعد ولادته ليطمئن السيدة مريم معجزة فقالها لها كما جاء في الأية الكريمة، قال تعالى:
( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا)
عندما تحدث سيدنا عيسى إلى قومه وهو رضيعاً، فكانت السيدة مريم حينها صائمة عن الكلام فلم تستطيع الرد على قومها عندما سألوها عنه فأشارت إليه فأنطق الله سيدنا عيسى ليخبر قومه أنه نبي.
عندما أصبح سيدنا عيسى مبياً أنعم الله عليه فكان قادر على إحياء الموتى بإذن الله، كما يستطبع إخبار الناس عن ما يخفون في منازلهم بإذن الله، وشفاء الأكمه والأبرص بإذن الله كما جاء في كتابه العزيز، قال تعالى:
(وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )