أرسل الله عز وجل الرسل لهداية العالم أجمع إلى طريق الله، وإبعادهم عن الشرك والضلال، وأول الأنبياء سيدنا آدم أبو البشرية عليه السلام، وجاء من بعد العديد من الرسل إلى أن جاء سيدنا محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين سيد الخلق محمداً صلى الله عليه وسلم، وهو محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك ويصل نسبة إلى سيدنا إسماعيل عليه السلام، وأمه هي آمنة بنت وهب وفيما يلي سوف نذكر قصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
قصة النبي محمد
ولد الرسول صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة في عام الفيل، ولد يتيماً حيث توفى والده وهو في بطن أمه كما جاء في القرآن الكريم
فقال تعالى:
( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى )
سماه جده عبد المطلب محمدا، وكان هذا الأسم نادر في ذلك الوقت، و أرسلته أمه إلى البادية مع إحدى المرضعات ليتعلم الفصاحة، وجاءت المرضعات وأخذت كل مرضعة رضيعاً ورفضوا أن يأخذوا سيدنا محمد لأنه كان يتيماً فأخذته حليمة السعدية وعندما ذهب معها لبيتها امتلأ بيتها بالخير وظل في بيتها أربع سنوات ثم عاد لأمه، وذهبت به أمه إلى أخواتها في المدينة المنورة، وماتت هناك كان في السادسة من عمره، ثم عاد إلى جده عبد المطلب فعوضه عن فقدان أبيه، وأمه، وتوفى جده وهو في عمر الثامنة، فأخذ عمه أبو طالب فكان يعماله كأنه أبيه، وتربيا مع سيدنا على رضي الله عنه، ثم عمل راعياً للأغنام فكان يأخذ أغنام أهل مكة ويرعاها بمقابل، وعلمه عمه مهنة التجارة، ثم عاد إلى مكة المكرمة.
اشتهر بالعقل والرزانة وبأنه الصادق الأمين فكسب ثقة الناس فيه، وعندما سمعت خديجة بنت خويلد عن الرسول صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه أن يشتغل معها، وبعد فترة تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم، كان الرسول لا يرتاح الأصنام، ولايحب حال قومة فكانوا يشركون بالله يمارسون كل العادات الخاطئة المحرمة عبادة الأصنام، وشرب الخمر، فابتعد عنهم، واتجه إلى غار حراء يتعبد به واستمر على هذا يذهب إلى الغار ويقضي به ليالي كثيرة حتى ينتهي ما معه من طعام وشراب، ويخرج ليجلب الطعام والشراب ويعود للغار مرة ثانية، حتى تعلق بالله كثيراً، كما أنه كان يحضر بعض اجتماعات أهل قريش فكان حاضراً حلف الفضول الذي اتفقت فيه مجموعة من أهل مكة على نصرة المظلوم، وكما أنه شارك في إعادة بناء الكعبة بعد ماسقطت بسبب السيول والأمطار، فقام بنقل الأحجار مع عمه العباس.
عندما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم سن الأربعين، أرسل الله إليه سيدنا جبريل على في صورة رجل عندما كان في غار حراء وقال لسيدنا محمد إقرأ ودن أن يقول له جبريل أي شئ يعرفه بنفسه، فاندهش الرسول بشدة وقال له ما أنا بقارئ، حيث كان الرسل أمياً لا يستطيع الكتابة ولا القراءة، ثم قال له مرة ثانية اقرأ فرد عليه الرسول مرة ثانية ما أنا بقارئ، ثم اعاد عليه مرة ثانية إقرأة ويرد الرسول بنفس الإجابة حتى قال له جبرئيل هذه الآية الكريمة
قال تعالى:
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)
وكانت أول آية نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم فعاد الرسول إلى السيدة خديجة رضي الله عنها ويخبرها بما حدث وطمأنته، وذهبت مع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى رجل يدعى ورقة بن نوفل كان يعلم أن الله سيرسل نبياً في آخر الزمن، وعندما قالوا له ماحدث أخبره أن هذا الرجل سيدنا جبريل عليه السلام، ولا ينزل سيدنا جبريل إلا على الأنبياء، فظل النبي محمد يذهب إلى الغار لكي يلتقي بهذا الرجل الذي جاءه مرة ثانية ليتأكد من صدق كلام ورقة بن نوفل، ولكنه لم يأتي له فترة كبير حتى نزل عليه مرة ثانية كما جاء في الأية الكريمة
قال تعالى:
( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ )
فتأكد النبي من صدق كلام ورقة بن نوفل وأول م أخبره بذلك أبو بكر الصديق، وظل يدعوا الناس سراً، وعندما اذاع الدعوة جهراً استهزأ أهل قريش به، وقاموا بإيذائه، وهاجر إلى المدية بعد مرور ثلاثة عشر عاماً، وخاض الكثير من المعارك والغزوات منها غزوة بدر، وغزوة أحد وغيرهم من الغزوات لنشر الإسلام في البلاد قضى منه عمره ثلاثة وعشرين عاماً في النبوة، حتى توفي النبي محمد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين من ربيع الأول، وكان حينها يبلغ من العمر ثلاث وستون عاماً،