نوح عليه السلام
أرسل الله تعالى الرسل والأنبياء لهداية الناس، وإرشادهم إلى عبادته الله وطاعته وحده، ومن هؤلاء الرسل سيدنا نوح، هو نوح بن لامك بن متوشلخ بن إدريس بن يرد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم، فيعود نسبة إلى نبي الله شيث ابن نبي الله آدم أبي البشرية جمعاء.
لقب بأبى البشر الثاني، وهو أحد الأنبياء العرب، وهو أول رسول أرسله الله للعالمين، عرف قبل النبوة بالصلاح، والسيرة الحسنة، والاستقامة، والخلق الرفيع، ومحبته بين الناس سميت في القرآن الكريم سورة بإسمه سورة نوح؛ وذلك لأنه تحمل الكثير من الأذى من قومه، وذكر في القرآن الكريم في 43 موضعاً، وكان يصنف مع الرسل أولي العزم الخمسة، ولد عام 3900 قبل الميلاد، وتوفى عام 2950 قبل الميلاد.
قيل أنه ولد بعد وفاة سيدنا آدم عليه السلام بمائة وست وأربعون عام، بعثه الله إلى قوم لا يعرف عنهم شئ إلا أنهم قوم نوح عليه السلام، يدعون بقوم بني راسب، وهم قوم يعبدون الأصنام، واستمرت الدعوة 950 عاماً كما جاء في القرآن الكريم قوله تعالى:
(فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إلَّا خَمْسِينَ عَاماً) (سورة العنكبوت:14)
وفيما يلي سوف نتحدث عن قصة النبي نوح عليه السلام.
قصة سيدنا نوح عليه السلام
في قديم الزمان كان هناك قوم مؤمنون يعبدون الله وحده، ويقومون بفعل الخير،ويعرفون بصلاحهم، ولكن مات هؤلاء القوم، فحزن عليهم الناس كثيراً، وقام البعض بعمل تماثيل لهم، وأطلقوا عليهم أسماء مثل ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر كما جاء في كتاب الله تعالي:
(وقالوا لا تَذَرُنَّ ءالِهَتَكُم ولا تذرُنَّ وَدًا ولا سُواعًا ولا يغوثَ ويعوقَ ونسرًا)(سورة نوح:23)
وكانوا يعظمون هذه الأوثان، ويقصدون بذلك تعظيم أولئك الأموات، ومر الزمان، ومات الأباء وكبرالأبناء وبدأ الناس يخضعون إلى أولئك التماثيل حتى نالت هذه الأوثان من نفوس الناس، واصبح لها مكانه عظيمة لديهم حتى تطور الوضع، وأصبح الخلق يعبدون هذه الأوثان، ويقولون إنها آلهة، يجب السجود، والخضوع لها، وضل من هؤلاء الخلق الكثير، والكثير فبعث الله سيدنا نوح علية السلام إلى أولئك القوم، ليحثهم، ويرشدهم إلى طريق الله، ويهديهم إليه، وينهاهم عن عبادة الأصنام فكذبوه، فحذرهم من عذاب الله تعالى كما يقول الله تعالى:
(فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ )(سورة المؤمنون:23)
وكان القوم يتعجبون من قول نوح بأنه رسول،وهو بشر مثلهم فكيف له أن يكون رسولا، وكانوا يشجعون بعضهم البضع على عبادة الأوثان، ولم ييأس سيدنا نوح من بل كان يدعوهم ليلاً، ونهاراً، وعلى الرغم من كثرة العذاب الذي تعرض له من قومه كان يستمر في دعوتهم ولم ييأس من روح الله، واتبعه قله قليله من قومه فكانوا 80 شخصاً تقريباً من بينهم أبناءه الثلاثه وهم سام، وحام، ويافث، اما ابنه الرابع لم يتبعه، واستمر قوم نوح في العناد، وبعد أن يأس من قومه دعا الله عليهم كما جاء في قوله تعالى:
(وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا*إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا)(سورة نوح:26-27)
فاستجاب له الله تعالى، وأوحى إلى نوح أن يصنع سفينة، وأن يركبها، ومعه قومه الذين اتبعوه، وأن يأخذ معة زوجين اثنين من كل صنف من النباتات والحيوانات، وعندما حل عذاب الله، وانفجرت الأرض بالماء الكثير، دعا ابنه كنعان بأن يركب معه فرفض، وقال أنه سيحتمي بأي جبل فقال له نوح
( ..لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ)(سورة هود :43)
فأغرق الماء كنعان،والذين كفروا معه، وسارت السفينة بين الأمواج حتى توقفت عند جبل الجودي، وتزوج كل من كان مع سيدنا نوح، وتكاثروا حتى انتشروا في الأرض جميعها، فسمي سيدنا نوح بأبي البشر الثاني.
من هم أبناء سيدنا نوح
كان لنبي الله نوح عليه السلام أربعة أبناء لم يأتي ذكرهم إلا بشكل مختصر فأغلب الحديث دائماً يكون عن قصة سيدنا نوح، وقومه، والوحيد الذي ذُكر اسمه في القرآن الكريم كان ابنه الذي كفر به، وآمن به ثلاثه من أبناء وهم سام، وحام، ويافث، ونجوا معه من الطوفان، أما ابنه الذي كفر به مات غرقاً مع قوم سيدنا نوح الذين كفروا به، واختلف العلماء في اسمه فمنهم من كان يقول أنه يدعي يام، وورد في تفسير ابن كثير، والطبري أنه كان يدعي كنعان.