قصة بناء الكعبة

3 سبتمبر 2024
قصة بناء الكعبة

قصة بناء الكعبة اختلف عليها الكثير من العلماء والعالمين بالتاريخ، فهناك أكثر من رواية قيلت بشأن بناء الكعبة المشرفة وما زالت هناك روايات غير مؤكدة، فلا نستطيع أن نجزم بصحة إحداها، ولكن أكثر الأقاويل جرت على أن سيدنا آدم عليه السلام هو أول من بنى الكعبة المشرفة، ثم قام سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام برفع القواعد من البيت، رغم أن هناك آراء أخرى تقول بأن الملائكة هم أول من بنوا الكعبة وأن حجارة الكعبة هي من الجنة والحجر الأسود كان أيضاً وهو من حجارة الجنة، وتحول لونه إلى الأسود من ذنوب البشر ولكن كل هذه روايات غير مؤكدة ولا يمكن الجزم بها، إليكم قصة بناء الكعبة وفق الرواية التي يميل إليها أكثر العلماء والمؤرخين.

قصة بناء الكعبة

أمر الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام أن يبني الكعبة ويضع أساسها، وقد قام سيدنا آدم ببناء الكعبة ثم جاء الطوفان في عهد نوح عليه السلام فتم هدم الكعبة للمرة الأولى ثم جاء سيدنا إبراهيم عليه أفضل الصلاة والسلام لكي يأمره الله برفع قواعد الكعبة، فأخذ يرفع القواعد بمساعدة ابنه إسماعيل عليه السلام، فكان إسماعيل يناول أبيه الحجارة ويقوم إبراهيم عليه السلام بتولي مهمة البناء حتى لم يعد يستطع الوقوف واستكمال البناء.

فقد كان هناك حجر يختلف شكله عن الحجارة الأخرى، فأشار إبراهيم عليه السلام إلى اسماعيل أن يناوله هذا الحجر حتى يقف عليه ويستكمل البناء وبالفعل استكمل بناء الكعبة المشرفة وكان هذا الحجر هو الحجر الأسود الشهير.

مراحل بناء الكعبة

بعد أن رفع إبراهيم عليه السلام القواعد، ظلت الكعبة المشرفة على هذا الحال لسنوات طويلة حتى قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات، حيث سكن الكعبة قبيلتان هما قبيلة جرهم وقبيلة العماليق، وكانت تلك القبائل تدين بدين إبراهيم الحنيف فكانا يكرما الكعبة المشرفة ويقدرونها حق قدرها، فلما جاء السيل على مكة تأثرت الحجارة لأن البناء لم يكن محكم، حيث كان مجرد أحجار متراصة فوق بعضها البعض، وقد عرفت البشرية في هذا الوقت مواد البناء فقامت تلك القبائل بإعادة بناء الكعبة بشكل أفضل وأمتن.

وبعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم برسالة الحق، أمر النبي الكريم بإعادة بناء الكعبة مرة أخرى مع زيادة طول الكعبة بمقدار عشرة أذرع إضافية، ثم بنيت الكعبة مرة أخرى في العهد الأموي بشكل أكثر تطويراً من أجل الحفاظ على بيت الله الحرام.

الكعبة المشرفة

وتعتبر الكعبة هي وجهة المسلمين الأولى وقِبلتهم الثانية بعد أن كان المسلمون يصلون إلى بيت المقدس وبعد أن أمر الله تعالى بتحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة، فهي ذات مكانة عظيمة في قلب كل مسلم، وذلك لأنها لا ترتبط بنبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فحسب، بل هي تحكي قصة عراقة ومكان عاش فيه سيدنا إبراهيم الحنيف عليه الصلاة والسلام أبو الأنبياء وزوجه وابنه إسماعيل، إليها يأتي المسلمون من كل بلاد العالم ليكتمل بها الركن الخامس من أركان دينهم وهو حج البيت الحرام.

والحج يعيد الإنسان كما ولدته أمه بلا ذنوب، ومن فضل الله تعالى على المسلمين أن جعل الحج إلى الكعبة المشرفة ليغفر ذنوبهم ويستجيب لهم ويكمل به دينهم الذي ارتضى لهم، والكعبة المشرفة هي أول مسجد يشد إليه الرحال، حيث ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الرحال لا تُشَد إلا إلى مساجد ثلاثة فقط أولها  المسجد الحرام ثم مسجد الرسول وأخيراً المسجد الأقصى.