في العام 1936م وعلى أرض فلسطين الأبية، ولد المناضل الأديب غسان كنفاني في المدينة الفلسطينية العريقة يافا، لكن لم يتركه المحتل الغاصب أن ينعم في بلاده، حيث هُجر إلى لبنان مع أهله، في ما يعرف بالنكبة، وارتحل إلى دمشق لكن الحياة لم تكن يسيرة، فقد عانى هناك أيضًا، فقد عمل والده كمحامي عن القضايا الثورية الفلسطينية، وقد سجن لكتاباته المتكررة في هذا الشأن، لكنه تحمل وصبر وذلك كان من المؤثرات على غسان المناضل، الذي لم يخف ولم يتراجع يومًا عن قضيته، حتى اغتالته يد الغدر.
قصة حياة المناضل الأديب غسان كنفاني
بدأ المناضل غسان كنفاني حياته التعليمية في يافا، في روضة الاستاذ وديع سري في الثانية من عمره، واستطاع تعلم الفرنسية والانجليزية، وهي ما أهلته للالتحاق بالمدرسة، وكانت تدعى مدرسة الفرير، وقد ظل فيها حتى بداية النكبة، ثم استأنف تعليمه في المدارس الاعدادية في سوريا، والتحق بالثانوية الأهلية هناك أيضًا، والتي أهلته بدورها لدراسة الآداب في جامعة سوريا، في بداية العام الدراسي لسنة 1954م، ودرس فيها الأدب العربي والإنجليزي وبعض الآداب العالمية.
بداية العمل التطوعي
قد بدأ المناضل غسان كنفاني في العمل التطوعي، حيث تطوع في وكالة غوث الفلسطينية في دمشق، والتي تهتم باللاجئين الفلسطينيين هناك، وعمل فيها معلمًا للتربية الفنية، وحينما ارتحل إلى دولة الكويت العربية، عمل في المدارس الحكومية هناك، في تخصصات الرياضة والتربية الفنية، وكان يعمل كصحفي في نفس الوقت، وهناك بدأت حياته الأدبية، وارتحل مرة أخرى إلى لبنان وأقام في بيروت وعمل في التحرير الصحفي، في صحيفة الحرية والتي تصدر أسبوعيًا، وتقلد رئاسة صحيفة المحرر في السابعة والعشرين من عمره، وكان له كتابات في جرائد أخرى مثل، صحيفة الأنوار، وصحيفة الحوادث، لكنه قرر أن ينشئ صحيفة خاصة، وأسماها الهدف، وكان هو رئيس التحرير فيها، لمدة طويلة.
غسان كنفاني والسياسة
المناضل غسان كنفاني يعتبر أبرز الكتاب السياسيين، فقد كان له كتابات ثورية كثيرة، ويؤخذ على أنه مثل وقدوة لمن أراد أن يكون كاتب مناضل ثوري، فقد كان الابداع والنضال وجهان لعملة واحدة تسمى إبداعات غسان كنفاني، وقد نال عليها الكثير من الجوائز، منها أصدقاء الكتاب في لبنان، والتي منحت له في منتصف الستينيات من القرن العشرين، عن إبداعه لروايته الرائعة ما تبقى لكم، والتي صنفت آن ذاك كأحسن عمل له، وحصل في السبعينيات من نفس القرن، على عدة جوائز، الأولى منحتها له منظمة الصحافيين العالمية، وفي العام 1974م منحت له جائزة اللوتس، والتي كانت من اتحاد كتاب إفريقيا وآسيا بعدها بعام.
أشهر أعمال المناضل غسان كنفاني
رواية عائد إلى حيفا، وأرض البرتقال الحزين، ورجال من الشمس، وعن الرجال والبنادق، وأم سعد، والعاشق، ورواية القميص المسروق، ورواية ما تبقى لكم، ورواية عالم ليس لنا، ورواية الشيء الآخر..
رحيل المناضل الروائي غسان كنفاني
وفي الثامن من يوليو عام 1972م، ذُرع له قنبلة في سيارته، والتي نقل بعدها إلى المستشفى لكن لم ينجو منها، وكانت نهايته كشهيد وفارق الحياة في ريعان شبابه، لكنه ترك سجلًا حافلًا في الأدب المناضل، وخسر الأدب العالمي أديبًا وخسر العرب مناضل بكل ما أوتي من قوة.