هو سعد بن مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي، فجد كان أهيب بن عبد مناف عم آمنة بنت وهب أم النبي عليه الصلاة والسلام، وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية، ولد في مكة المكرمة سنه 23 قبل الهجرة، وهو صحابي جليل من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو من العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى، كان ذو أخلاق حسنة وعشرة طيبة، وعندما أسلم كان عمره سبعة عشر عاماً على يد أبو بكر الصديق، فهو من أوائل الناس في دخول الإسلام، عمل في شبابه في مهنة بري السهام، وصناعة القسى، وفيما يلي سوف نتناول قصة سعد بن ابي وقاص.
قصة سعد بن ابي وقاص
عندما اسلم سعد بن ابي وقاص اضربت أمه عن الطعام حتى يرتد عن الإسلام، وهددته بأنها لا تكلمه حتى يرجع عن ذلك، وظلت ثلاثه أيام لا تأكل حتى غشي عليها من التعب فرد عليها ببعض الكلمات التي رسخت في عقول المسلمين كلمات كالذهب حيث قال:
( تعلمين والله يا أماه لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفساً نفساً ما تركت دينى هذا لشئ فكلى إن شئت أو لا تأكلى !!)
فأنزل الله تعالى الآية الخامسة عشر من سورة لقمان
قال تعالى (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَمَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )
وكانت مهنته ببري السهام وصناعة القسى سبباًَ في جعله بارعاً في رمي السهام، والصيد، والغزوات، وشارك مع الرسول صلى الله عليم وسلم في جميع الغزوات والمعارك دون أن يتخلف عن أي منهم كمعركة بدر، وغزوة أحد، وتبوك، وخيبر، وغزوة الفتح، وكان قائداً في معركة القادسية وهو صاحب النصر في هذه المعركة حيث أنه صاحب الضربة التي أسقطت دولتهم، وكان شاهداً من شهود صلح الحديبية، وفتح العديد من مدائن الكسرى، فأعتمد عليه الرسول في بعض أعماله الخاصة
كان سعد بن أبي وقاص أول من رمى سهماً في الإسلام، وأول من أسال دماً في سبيل الله، فقيل أن الرسول كان يناوله بالسهام ويرميها سعد على الكفار عندما رأى النبي شجاعته وبارعته في رمي السهام، وفداه بأبيه وأمه حيث قال (ارم سعد فداك أبي وأمي) ودعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بسداد الرمية وإجابة الدعوة، كان سعيد بن أبي وقاص مجاب الدعوة، واستمر سعد بن أبي وقاص في الجهاد حتى بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث شهد دومة الجندل، وذهب مع أبو بكر الصديق إلى الأعراب الذين طعموا بالمدينة.
وفاة سعد بن ابي وقاص
توفي سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه في عام خمسة وخمسين هجرياً في قصره الذي كان يقع بمنطقة العيقيق التي كانت على بعد عشرة أميال من المدينة المنورة، وكان عمره ثلاثاً وثمانين سنة، وكان أخر من توفى من المهاجرين، ووصى قبل أن يموت بأن يكفن في جبتة الصوفية التي كان يرتديها في غزوة بدر، وصلي عليه في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وصلت عليه زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم،وكانت وفاته في وقت خلافة معاوية بن ابي سفيان، ودفن بالبقيع.
وصايا سعد بن ابي وقاص
وصى سعد بن ابي وقاص ابنه بالحذر من الكبر حيث قال:
(يا بني إياك والكبر، وليكن فيما تستعين به على تركه: علمك بالذي منه كنت، والذي إليه تصير، وكيف الكبر من النطفة التي منها خلقت، والرحم التي منها قذفت، والغذاء الذي به غذيت).
ووصى ابنه بأن يحسن الوضوء للصلاة، وصلى كأنها أخر صلاة تصليها كما حذرة من الطمع حيث قال:
(يا بني إنك لت تلق أحداً هو أنصح لك مني: فإذا أردت أن تصلي فأحسن الوضوء، ثم صلي صلاة لا تري أنك تصلي بعدها، وإياك والطمع فإنه فقر حاضر، وعليك بالإياس فإنه الغني، إياك وما يعتذر إليه من العمل، وأعمل ما بدا لك ).
ووصى عند موته أن يكفن بجبة التي كان يرتديها في غزوة بدر حيث قال:
(لقيت المشركين فيها يوم بدر، وإنما خبأتها لهذا اليوم ).