قوم ثمود من الأقوام الغابرة جاءت بعد طوفان سيدنا نوح عليه السلام وهلاك الكافرين جميعهم، كان قوم سيدنا نوح عبدوا الله وحده، ولكن مع مرور الوقت، جاءت أجيال أخرى ونسوا عبادة الله وحده، وعبادة الأصنام وقدسوها، كانت قرية ثمود مليئة بالنعم الكثير وزادهم الله تعالى ضخامة في الجسد، وكانوا ينحتون البيوت في الجبال، أرسل الله تعالى لهم سيدنا صالح وبدأت حكايتهم وعذابهم بعد إصرارهم على الكفر وقتلهم الناقة المعجزة.
قوم ثمود
ذكر الله تعالى قوم صالح في القرآن الكريم، حيث جاء لهم سيدنا صالح وأمرهم أن يتركوا عبادة الصنام التي لا تغني ولا تضر، وأخبرهم أنه رسول من عند الله له، وأنه لا يريد منهم أموال ولا جاه ولا منصب، وذكرهم سيدنا صالح بالنعم الكثيرة التي أنعم الله تعالى بها عليهم، حيث أمدهم بالبساتين الكثيرة، وعيون تجري فيها الماء، فتزدهر الأرض وتخرج منها ما طاب من مزروعات ومحاصيل، وأخبرهم أن الله أمدهم بالقدرة على نحت البيوت في الجبال، فأمرهم بعبادة الله وعدم الإسراف في الكفر، ولا يفسدوا في الأرض، ولكن من استجاب لدعوة سيدنا صالح عدد قليل منهم.
عناد قوم ثمود
كان رد قوم سيدنا ثمود على سيدنا صالح به غرور وتكبر منهم، حيث قالوا له إنما أنت يا صالح مجرد بشر تمشى على الأرض مثلنا، تأكل كما نأكل وتشرب كما نشرب وتمشي بيننا، وأخبروه أنه ساحر كذاب لا يقول الحق وأنما يخدع الناس، بل أن الأغنياء من قوم ثمود أخبروا سيدنا صالح أنه كان رجل حكيم قبل دعوته لعبادة الله، وأنه أختل عقله بهذه الدعوة، واستمروا في إلقاء التهم على سيدنا صالح، حتى أخبروه أنهم يريدون معجزة ليثبت لهم صحة دعوته ورسالته.
معجزة سيدنا صالح
كل نبي يأتي بمعجزة في الأشياء التي تفوق فيها قومه، سيدنا موسى جاء بالسر لأن قومه كانوا بارعين في السحر، سيدنا محمد جاء بالقرآن لأن قومه كانوا بارعين في البلاغة والشعر، أما سيدنا صالح فقد جاء بمعجزة برع فيه قومه، وهي ناقة خرجت نم قلب الصخور، وكأن الصخرة والدتها، حيث كانوا قومه بارعين في نحت الصخور، وبناء المنازل داخلها، ولأن قوم سيدنا صالح كان أغلبهم كافرين، فقد طلبوا من صالح أن يأتيهم بمعجزة غريبة.
ناقة سيدنا صالح
طلب قوم صالح أن يخرج لهم من الصخرة ناقة، وأن تشرب الماء يوم كامل، بشرط أن تعطيهم ما شربت من الماء لبن، وافق سيدنا صالح، ودعاهم للوقوف أمام الصخرة، التي انشقت وخرجت منها الناقة وكأن السخرة تلد الناقة، وكانت الناقة تشرب يوم والقوم يشربون يوم، وتعطيهم في اليوم الثاني ما شربت لبن، أمرهم سيدنا صالح بعدم الأٌتراب من الناقة، ولكن الكفر طبع على قلوبهم فقتلوها.
عذاب قوم ثمود
أخبرهم سيدنا صالح أن العذاب وقع عليهم من الله تعالى، وعليهم أنتظار العذاب بعد ثلاث أيام لقتلهم الناقة، سخر الكافرين من كلام سيدنا صالح، ولكن كان عذاب الله حق، بدأ العذاب بداية من يوم الخميس وكان اليوم الأول كان وجه القوم به صفرة، وفي اليوم الثاني تحولت وجوههم إلى لون قريب من الأحمر، وفي اليوم الثالث اسودت وجوههم، وفي شروق يوم الأحد جاءت صيحة من فوقهم، وجاءهم رجفة من أسفلهم فماتوا جميعا.