قصة سيدنا لوط هي واحدة من القصص التي تقشعر لها الأبدان، فسيدنا لوط عليه السلام كان نبي كريم وقد أرسله الله سبحانه وتعالى إلى قوم يعيشون في منطقة تدعى سدوم وهي منطقة في الأردن ويقال أنها الآن منطقة البحر الميت، وقد عُرف أهل تلك المنطقة أنهم يفعلون جميع الفواحش والمنكرات التي حرمها الله سبحانه وتعالى، ومن هذه الفواحش أنهم كانوا يأتون الذكور من دون الإناث بشكل حرمه الله تحريماً واضحاً وقاطعاً، ولذلك أرسل الله سبحانه وتعالى لهم نبياً ورسولاً هو لوط عليه السلام حتى يثنيهم عن تلك الأفعال المحرمة ويدعوهم إلى عبادة الله الواحد، فتعرفوا معنا على قصة سيدنا لوط عليه السلام مع قومه.
قصة سيدنا لوط عليه السلام
كان لوطاً عليه السلام من المؤمنين برسالة إبراهيم هو وآل بيته فيما عدا امرأته، وكان من الصالحين فأنزل الله سبحانه وتعالى عليه الرسالة وأراد منه أن يهدي قومه إلى الإيمان وإلى عبادة الله الواحد سبحانه وتعالى وترك الشرك وعبادة الأصنام وكذلك ترك الأفعال المحرمة التي كان هؤلاء القوم يقومون بها، وبالفعل حمل لوط الرسالة فما كان من قومه إلا أن استهزأوا به وتمادوا في كفرهم وفي الأعمال المشينة التي كانوا يفعلونها، فدعا سيدنا لوط عليه السلام أن ينجيه الله من تلك الأفعال وأن ينصره على قومه الكافرين الذين رفضوا عبادة الله الواحد ولم يستجيبوا لندائه.
وقد استجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء لوط وأرسل ملائكة من السماء لخسف القرية على الظالمين ومن لم يستجيب لدعوة النبي الكريم إلى عبادة الله تعالى وترك الكفر والفواحش.
لوط عليه السلام
هو لوط بن هارون بن آزر أو تارح وهو والد سيدنا إبراهيم عليه أفضل الصلاة والسلام، أي أن لوطاً عليه السلام هو ابن الأخ لسيدنا إبراهيم صلوات الله وسلامه عليه، وقد ورد ذكر اسم نبي الله لوز عليه السلام في القرآن حوالي 27 مرة في مواضع مختلفة وفي سور مختلفة من سور القرآن الكريم.
حين دعا لوط عليه السلام ربه أن ينصره على قومه وأن يتولى أمرهم حيث لم يعد له طاقة بهم فهم يتمادون في كفرهم على الدوام، أرسل الله سبحانه وتعالى ثلاثة من الملائكة الكرام هم جبريل وإسرافيل وميكائيل على هيئة بشر شباب ذوي وجه حسن جميل، فلمّا ذهبوا لتنفيذ أمر الله على قوم لوط مرّوا أولاً بالقرية التي كان يعيش فيها إبراهيم عليه السلام، فأكرمهم النبي الكريم وأحسن ضيافتهم وبشروه بولادة إسحق عليه السلام، فعلم أنهم ملائكة أو جند من عند الله أتوا له بالبشرى.
وحين همّ الملائكة الكرام بالإنصراف قالوا له على ما ينوون فعله في قرية لوط عليه السلام لما رأوا من كفر وفسوق وأعمال محرمة يقوم بها هؤلاء القوم الظالمين لأنفسهم، فلما خاف النبي إبراهيم على ولد أخيه طمأنته الملائكة أن الله لن يمس لوطاً بسوء ولا أهل بيته ما عدا امرأته فهي من العاصي المستكبرين على دعوة الله عز وجل، فاطمأن النبي الكريم إلى كلام الملائكة.
وحين وصل الملائكة الكرام إلى قرية النبي لوط حلّوا ضيوفاً على بيت النبي الكريم فوصلت الأخبار إلى القوم بأن ثلاثة من الشباب ذو الهيئة الحسنة قد حلوا ضيوفاً على لوط فحاول بعض من القوم أن يذهبوا إلى لوط ويطالبوا بالفتيان لفعل الفاحشة معهم فقلب الملائكة الكرام عالي القرية سافلها، وأنزل الله طيراً أبابيل ترميهم بالحجارة وصيحة من السماء صرعت قوم لوط بما فيهم امرأة النبي الكريم، أما لوط وأسرته فقد نجاهم الله تعالى.