أرسل سيدنا هود إلى قوم عاد الذين عبدوا الأصنام، جاؤوا بعد سيدنا نوح عليه السلام وكان من بقي من قوم نوح مؤمنين يعبدون الله، ولكن عاد كفروا و عادوا لعبادة الأصنام، ميزهم الله تعالى بقوة أجسامهم وزرعوا الأرض وبنوا بيوتهم في الأحقاف، وتميزت بيوتهم بكثرة الأعمدة التي لم توجد لها مثيل في الأرض، طلب منهم سيدنا هود الرجوع لعبادة الله ولكنهم عاندوا وكفروا، فأرسل الله عذابه على الكافرين.
من هم قوم عاد
قوم سيدنا هود كانوا يعيشون في الأحقاف، وهي منطقة رملية كبيرة لكنها أقل من الجبال، وتم تحديد مكانهم في الجزيرة العربية بين اليمن وعمان وتصل إلى الإمارات، وعلى الأحقاف قاموا ببناء مدينة لهم تعتبر العاصمة وهي مدينة إرم التي ذكرت في القرآن الكريم، وتميزت هذه المدينة بكثرة الأعمدة، وكانت مدينة مثالية لا يوجد مثلها في هذا الوقت، وتميز قوم هود بكثرة أعدادهم وقوة أجسامهم، وكانوا متطورين في العمارة والزراعة.
من هو سيدنا هود
تخبرنا الآيات القرآنية الكريمة أن سيدنا هود كان نبي أرسل إلى قوم عاد، ويمتد نسب سيدنا هود إلى سيدنا نوح عليهم السلام، كما أنهم جاؤوا بعد قوم سيدنا نوح، كان من المفترض أن يسير قوم عاد خلفاء لأجدادهم المؤمنين الذين نجوا من الطوفان وعبدوا الله تعالى وحده، ولكنهم ضلوا السبيل وعبدوا الأصنام.
سيدنا هود وقوم عاد
ذكر المؤرخون أن قوم عاد هم أول القوم الذين اتجهوا إلى عبادة الأصنام بعد نجاة قوم نوح المؤمنين من الطوفان، ذكرهم سيدنا نوح بعبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، ولكنهم كانوا يتذللون لها، بل طلبوا من سيدنا هود أن يكف عن دعوته أو يأتيهم معجزة تثبت أن دعوته صحيحة، استمر سيدنا هود في دعوة قومه لترك عبادة الأصنام وقت طويل، وكانوا يقابلون دعوته بالتكبر ويتباهون بأجسامهم الضخمة، وكانوا أشد قوة في الأرض.
عقاب الله
فشلت محاولات سيدنا هود في هداية قومه، واستمرت دعوته لسنوات بلا فائدة من قوم عاد المستكبرين في الأرض، حذر سيدنا هود قومه أن عذاب الله تعالى واقع لا محالة، وأن الأفضل لهم عبادة الله لكي ينجو من العذاب، ولكنهم استعجلوا العذاب وطلبوا من النبي أن يروا عذاب الله بأنفسهم، فأمسك الله تعالى السماء فلم تمطر، عندها طلب القوم الكافرين الماء من الأصنام.
عذاب قوم عاد
أخبرهم سيدنا هود أن عذاب الله واقع عليهم، وأن الله تعالى سيجعلهم مثل زبد البحر لا وجود لهم، وأخبرهم أن عذابهم في الآخرة أكثر وأشد من عذابهم في الدنيا، ولكن قوم هود أعرضوا عن عاد، وظلوا يطلبون الماء من أصنامهم، حتى جاءت رياح وسحاب، فرح بها الكافرين وظنوا أنها تحمل الماء وأن الأصنام استجابت لهم، ولكن الرياح التي جاءت كانت باردة بلا ماء وكانت شديدة القوة، استمرت لمدة 7 أيام وثمانية ليالي، تأخذ الرجل منهم لأعلى ثم تقذفه لأسفل، فلا تمكنت أجسامهم القوة التي كانوا يتباهون بها من مقاومة الرياح، وهلم قوم عاد وبقيت أبنيتهم شاهدة على كفرهم.