كان هناك شاب بسيط أسمه توفيق يعمل في أحد الشركات في المدينة التي يسكن فيها، ذات يوم تأخر الشاب في العمل، وتوجه إلى المنزل في ساعات متأخرة من الليل، وعند مروره شاهد مجموعة من الشباب كانوا في حالة من السُكر الشديد، قاموا بشراء أشياء من التاجر، ورفضوا دفع الحساب، تشاجر التاجر معهم، وكانت أصواتهم عالية، أما توفيق فقد وقف يشاهد الأمر، ولكن أحد الشباب أمسك المسدس وأصاب التاجر بطلقة، وكانت حالته خطيرة، وبدأت الحكاية.
قصة عن الصبر
عندما أصيب التاجر بطلقة كانت حياته خطيرة جدًا، وقام توفيق بطلب الإسعاف، لكن في نفس الوقت حضرت الشرطة، وجدت توفيق يقف وحده أمام الرجل المصاب، ولم يكن هناك أحد في الشارع غيره، توقعت الشرطة أن يكون توفيق هو الفاعل، لهذا أخذت توفيق على مركز الشرطة، وهناك أنهار توفيق وأخبرهم أن الفاعل أحد الشباب مع التاجر ويمكنهم فتح كاميرات المراقبة الموجودة في الشارع.
كان الشاب الذي قتل التاجر أسمه عصام، وكان والده شديد الثراء، عندما عرف والده الأمر قام بالذهاب إلى الشارع الذي حدثت فيه الكارثة، وقام بتعطيل كاميرات المراقبة، لم يكن هناك شهود عيان، وكان التاجر حياته خطيرة، وجميع المؤشرات تقوله أنه ميت لا محالة، لأنه ذهب في غيبوبة، أما توفيق فقد طرد من العمل، قصة عن الصبر واتهام توفيق بالباطل، ولكن الشاب كان يثق أن الحق لا بد له من الظهور، وأن الباطل لن يستمر طويلًا.
حبس توفيق
قرر الضابط حبس توفيق حتى يذهب إلى النيابة في اليوم التالي، كان الأمل الوحيد لبراءة توفيق أن يستيقظ التاجر من الغيبوبة، ويخبر الشرطة بما حدث، أما الشرطي كان يشك في الأمر، لماذا يقتل توفيق تاجر، هل هو ثأر لأن توفيق من الصعيد، أو مشكلة حدثت بينه وبين الرجل، وأين المسدس الذي قتل به توفيق التاجر، لابد من وجود مسدس حتى تكتمل القضية.
استدعى الشرطي توفيق، وطلب منه التحدث بهدوء وحكاية القصة بالتفصيل، وطلب الشرطي من توفيق أن يرسم ملامح الأشخاص الذي رأهم، وأحضر خبير رسم وساعد توفيق، وعند البحث عن الصور في أجهزة الحاسوب، تبين أن أصحاب هذه الصور من الأثرياء ومن عائلات كبيرة في البلد، بدأ الشرطي يشعر ببراءة توفيق، وأرسل مخبرين لمراقبة هؤلاء الشباب.
الضابط يكشف الحقيقة
بالفعل قام المخبرين بعملهم ومراقبة الشباب، وتبين أن الشباب تترددوا على نادي ليلي قريب من المكان الذي حدثت في الحادثة، بل كانوا يتجهون في الشارع الذي وقعت فيه الحادثة كل فترة، كما أن أحد المخبرين سمع الشباب وهو يتحدثون عن مقتل التاجر، وسمع أحدهم يذكر اسم عصام وكيف تمكن أبوه من تعطيل الكاميرات حتى لا تتوصل الشرطة إلى دليل، تأكد الضابط من براءة توفيق، ولكن لم يكن هناك دليل ضد هؤلاء الشباب، والقضية لابد فيها من دليل.
براءة توفيق
شعر توفيق باليأس طرد من وظيفته، خسر حياته، وحبس في قضية وهو مظلوم، كان يريد مساعدة التاجر، وطلب له الإسعاف، توفيق أنقذ حياة تاجر قتله بعض الشباب المستهترين، في مقابل ذلك تعرض للحبس وربما للإعدام، كانت المسألة في منتهى الظلم، حتى أن الضابط الذي كشف الحقيقة، ليس مع أدلة لإثبات ما حدث، خصوصًا أن هؤلاء الشبان أولاد عائلة كبيرة، لا يمكن استدعائهم من دون دليل ضدهم.
حدثت معجزة، استيقظ التاجر من الغيبوبة وتمكن من الكلام، عندها توجه الضابط إليه وأخبره عن ما حدث ومعه صور الشباب الذين تعدوا عليه وصورة توفيق، قال التاجر أن من تعتدى عليه هم الشباب وليس الشاب توفيق، وأنه لم يرى توفيق من قبل، أخبره الضابط أن هذا الشاب أنقذ حياته، وتعرض للحبس، عندها حُكم على توفيق بالبراءة، وتم توجيه العقوبة للشباب، وهكذا كانت حكاية توفيق قصة عن الصبر وأن الحق لابد أن يظهر في النهاية.