القصة تعتبر واحدة من أنواع الأدب الفني، والقصة هي رواية لإحداث ترتبط بالمكان والزمان الذي يلعب ويعيش به أشخاص معينة، وهو فيه عنصر التشويق والأثارة، والقصة تهدف للمبادئ والقيم والأخلاق، بالإضافة إلى ذلك أن القصص تهدف لأسلوب التفكير وكيفية التفكير لدى الطفل، فهي تحسن من استماع الطفل وتركيزه ومهاراته.
قصة فيها حكمة
هناك الكثير من القصص التي يتداولها الكثير من الأشخاص لوضوح العظات والعبرات وهي تلعب دوراً هاماً في تنمية أفكار الأطفال، ومن أشهر هذه القصص ما يلي.
قصة الطفل وشجرة التفاح
كان يا ما كان في يوم من الأيام شجرة تفاح كبيرة، ممتلئة الثمار وكانت الشجرة فارعه الأغصان، و جذورها وأغصانها قوية وكان يوجد بجانب الشجرة، طفل يلهو ويلعب كثيرا بالقرب منها، وكان الطفل يتلقها لكي يأكل من ثمارها، وكان حينما يتعب من اللعب ينامو تحت ظل الشجرة، وكان يفعل كل يوم الطفل نفس الشيء.
ومرت الأيام وكبر الطفل، وبعد ذلك توقف عن الذهاب للشجرة، وفي يوم من الأيام عاد للشجرة وهو حزين جداً، فطلبت منه الشجر أن يلعب معها ويلهو ولكن هو قال لها أنا لم اعد صغير منذ قبل، بل أنا احتاج الكثير من النقود لكي اشتري البعض من احتياجاتي التي أريدها، فردت له قائله الشجرة أنا لم أمتلك نقود ولكن يجب عليك أن تأخذ جميع ثماري وتبيعها، ففعل الولد بكلام الشجرة وأخذ جميع الثمار لكي يبيعها، وغادر وهو سعيد جداً ولكن الشجرة هي باتت حزينة جداً.
وبعد أعوام كثيره الطفل عاده للشجره مره أخري فقالت له الشجرة وهي سعيدة هيا ألعب معي فقال لها، الآن أصبحت رجل كبير ومسؤول كيف يمكنني ألعب معك بل أن أريد أن أبني بيتاً، وهل انتي تستطيعي القيام ببناء بيتي؟ فقالت له الشجرة خذ من اغصاني لكي تقوم ببناء بيتك، فأخذ الرجل الأغصان وهو سعيد جداً لكي يبني بيته.
ومرت السنوات والأيام والشجرة حزينة ووحيدة لأن الطفل أصبح رجل ولم يعد يذهب إليها مثل قبل ويلهو معها، وفجأة في الصيف الحار ذهب الطفل الشجرة وكانت الشجرة فرحة جداً لعودته وقالت له هي ألعب معي، فرد عليها قائلا أن الآن أصبحت رجل عجوزاً وأريد أن أرتاح بعيد عن الناس ولكن لم يكن لدي سفينة أبحر بها، فقالت له الشجرة لا تكن قلق خذ من جذوعي لكي تصنع مركباً، وصنع الرجل المركب من صنع الشجرة وذهب ولن يعود لسنوات متعددة.
ومرت السنوات والأيام وعاد مرة أخرى للشجرة، فقالت له الشجرة أنا الآن أصبحت عجوز ولم أمتلك أي شئ أعطيه لك، فرد عليه الرجل وقال إن أخذت كل شئ أريده ولكن الآن أريد الراحة، فقالت له الشجرة أجلس هنا كما تشاء لكي ترتاح.
الحكمة المستفادة من القصة
الحكم المستفادة من هذه القصة الرائعة أن نقدر جميع النعم التي يمنحها الله سبحانه وتعالى علينا، نعمة الصحة ونعمة الوالدين، ولذلك يجب المحافظة على النعم التي أكرمنا الله بها.
والكاتب شبه الشجرة بالأم التي تحب طفلها وتراعيه دائماً وهي تحافظ عليه وتلبي دائماً جميع متطلباته واحتياجاته، وعندما يكبر الطفل ويصبح رجل عجوز فهو لا يعرف قيمة والديه، غير عندما يفقد جميع شئ يمتلكه، ولذلك فهو يحتاج للراحة فيلجأ لوالديه من جديد فهم مصدر الأمان والراحة.
قصة الله يراني
كان في يوم من الأيام شيخ، وهو أراد أن يختبر فطنه وذكاء أولاده، ولذلك ذهب الشيخ لأبنائه الثلاث وأعطى لكل فتى منهم تفاحة، وقال لهم يجب أن يأكلوها في مكان بعيد لا أحد يراهم فيه، وبعد فتره جاء الثلاث فتيان للشيخ فسألهم الشيخ بأن أكل التفاح أم لا، أين اكلتم التفاح؟ فرد الفتى الأولى قائلا أكلته في الغرفة، ورد الثاني وقال في الصحراء، ورد الثالث وقال في البحر فوق المركب، بينما الشيخ لم يأكل التفاحة، وقال لهم أنا لم أكل التفاحة لأن الله يراني في كل مكان ولذلك لم أجد مكان أكل فيه التفاحة.
الحكمة المستفادة من القصة
أراد الشيخ أن يربي أولاده على المبادئ والأخلاق والخوف من الله سبحانه وتعالى لأن الله هو يرانا في كل مكان ولذلك يجب على كل مسلم أن يخاف الله.