يذكر لنا القرآن الكريم قصة قابيل وهابيل وهما ابنا آدم عليه السلام اللذان اشتهرت قصة حياتهما في جميع الكتب السماوية لأنها قصة أول جريمة قتل على سطح الأرض، فقد قتل قابيل أخاه هابيل ولم يعرف ماذا يفعل بجثته، فأرسل الله له غراباً يدفن غراباً آخر، ومنه تعلم قابيل كيف يبدأ بدفن جثة أخيه، ومن هنا تعلم الإنسان كيفية دفن الموتى، وهي قصة ذات عبرة وعظة يستفيد منها الإنسان في حياته، قصة أبناء آدم عليه السلام من القصص التي ذكرت في التوراة والإنجيل والقرآن الكريم، وفي هذا المقال ننقل لكم قصة قابيل وهابيل كما ذكرت في القرآن الكريم بشكل مفصل.
قصة قابيل وهابيل
بعد أن خلق الله تعالى آدم عليه السلام من تراب وخلق منه حواء، كان لا بد أن يتزوجوا ويتكاثروا لكي يكثر البشر وتسري عليهم القوانين الطبيعية من تتابع الأجيال لكي يعمروا في الأرض إلى أن يأذن الله تعالى بقيام الساعة، فحملت أمنا حواء رضي الله عنها بتوأم هما قابيل وأخته، ثم حملت مرة ثانية فوضعت هابيل وأخته، وحملت مرة ثالثة ووضعت شيث، وقد كبر الأبناء وأرادوا أن يتزوجوا لكي يكتمل بهم الجيل الأول وينجبوا الأبناء ليكوّنوا الجيل الثاني وهكذا، فجاء أمر الله أن يتزوج كل أخ من أخته التي ليست من نفس البطن، أي أن يتزوج قابيل أخت هابيل ويتزوج هابيل أخت قابيل.
امتثل هابيل إلى أمر ربه وأطاع والده ولكن قابيل لم يعجبه هذا القول حيث كان يرى أن هذا تفضيلاً من الله لهابيل عنه فقد كان يريد أن يتزوج أخته التي معه من نفس الحمل لأنها كانت أجمل من توأم هابيل، فاتفق الأخوان على أن يقدما لله قرباناً بعد أن أشار عليهما أباهما آدم عليه السلام بذلك، فإذا تقبل الله قربان قابيل تزوج اخته كما كان يريد، وإذا تقبل قربان هابيل تزوجها هو وأطاعوا أمر الله.
قصة قتل هابيل
كان قابيل يعمل في زراعة الأرض بينما كان هابيل يرعى الأغنام، فكان قربان قابيل لله تعالى هو مجموعة من الخضروات بينما كان قربان هابيل هو كبش، فتقبل الله تعالى قربان هابيل بأن أرسل النار فأكلت القربان ولم يتقبل قربان قابيل حيث بقي كما هو على الجبل، وهذا لا علاقة له بنوع القربان المُقدم بل كان لأن هابيل هو الذي أطاع الله وما كان الله ليخذله.
فغار قابيل من أخيه وسولت له نفسه أن يقتله وبالفعل قام بقتله ولكنه لم يعرف كيف يتصرف في جثة أخيه، فهذه هي المرة الأولى التي كان يُقتل فيها إنسان على وجه الأرض، فأرسل الله سبحانه وتعالى غراباً يحفر في الأرض، وكان قابيل يشاهده فرآه يدفن جثمان غراب آخر ثم يهيل عليه التراب، ففعل قابيل مثلما فعل الغراب بجثة الغراب الآخر ومن هنا تعلم الإنسان كيف يدفن الموتى، ويُقال أن تلك الأحداث قد شهدتها الشام وتحديداً على جبل يُسمى جبل قاصيون.
وبعد أن دفن قابيل أخاه هابيل ندم ندماً شديداً لأن الغيرة والحسد هما اللذان دفعاه بأن يفتك بأخيه، وقد كان هابيل من الأشخاص الذين آمنوا بربهم وكان تقياً لا يعصى لله أمراً ولا يعصى لأبيه أمراً، ورغم ذلك حين همّ قابيل بقتله لم يدافع عن نفسه ولم يقتل أخاه رغم أنه كان يستطيع ذلك لأنه كان أقوى في الجسم والبنية، ولكنه أخبر قابيل أنه يخاف الله رب العالمين، وبذلك كان هابيل أول مَن قُتل مِن البشر.