سيدنا هود
أرسل الله العديد من الرسل لهدايته البشر إلى طريق الله وعبادته وحده لا شريك له وترك عبادة الأصنام، وكان من بين هؤلاء الرسل سيدنا هود عليه السلام وهو هود بن عبدالله بن رباح بن الجارود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام، وهو نبي عربي يعود نسبة إلى سيدنا نوح عليه السلام، وقيل عنه أنه أول من تكلم اللغة العربية، أرسله الله سبحانه وتعالى إلى قوم عاد، وذكر قصة قوم عاد في العديد من السور مثل سورة الأعراف، وسورة هود، سورة المؤمنون، وسورة فصلت، وفيما يلي سوف نتحدث عن قصة قوم عاد.
قصة قوم عاد
يعد قوم عاد من أشهر وأقوى القبائل في زمانهم فهم من القبائل العرب العاربة التي كانت تعيش في اليمن في منطقة الأحقاف، وهم ينسبنوب إلى عاد جدهم الأكبر الذي كان أول من عبد الأصنام بعد دعوة نبي الله نوح عليه السلام، فأرسل الله إليهم سيدنا هود لهدايتهم إلى طريق الله سبحانه وتعالى، وترك عبادة الأصنام، وكانت هذه القبيلة تعيش في مدينة إرم، تميز قوم عاد بعمرانهم، فكانوا يسكنون منازل تتميز بالرقه والجمال والإبداع، وكان لديهم أراضي كالجنان بها الكثير من المواشي حيث أنعم الله عليهم بالكثير من النعم منها كثرة الأموال والأبناء كما رزقهم بقوة في الأبدان فأصبح لديهم جيوش عسكريه تتمتع بقوة بدنية عظيمة لم يأتي مثلها قط إلى الآن، والمساكن الفاخرة، والتقدم الحضاري في كافة المجالات كالزراعة والصناعة كما جاء في كتابه العزيز
قال تعالى ( أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ )
وجاء هؤلاء القوم بعد قوم سيدنا نوح عليه السلام، ولم يتأثروا بما حدث لقوم نوح بل بالرغم من كل هذه النعم لم يشكروا الله عليها، واستمروا في كفرهم وضلالهم، ولم يتسجيبوا إلى سيدنا هود عليه السلام، واستمر سيدنا هود يدعوهم إلى عبادة الله وكان بمفردة يواجه هؤلاء القوم الذين يتمتعون بقوة عظيمة، ولكنهم أيضاً لم يستطيعوا أذيته بل استهزوا به وسخروا منه، ووجهوا إليه الإتهامات والشتائم كما جاء في كتابه العزيز
قال تعالى ( الَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ)
كان قوم هود أول قوم عادوا لعبادة الأصنام بعد قوم سيدنا نوح عليه السلام حيث بقيت الأرض لمدة عشرة قرون من أول وجود سيدنا أدم إلى سيدنا نوح مليئة بالسلام والكل موحد بالله حتى جاء قوم سيدنا نوح الذين عبدوا الأصنام فأهلكهم الله تعالى، وبقى منهم المؤمنين بالله ثم جاء قوم عاد وهم قوم سيدنا هود الذين عبدوا الأصنام أيضاً واستهزوا بنبيهم، ونكروا فضل الله عليهم، وكفروا بآياته، وتباهو بقوتهم فكانوا هؤلاء القوم لديهم العديد من الصفات السئية التي أهلهكم الله بسببها وهي الكبر والعند والكفر والتجبر والبطش والجحود والتمسك بعبادة الأصنام كما جاء في القرآن الكريم
قال تعالى ( فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ
هلاك قوم عاد
واستمر سيدنا هود عليه السلام يدعوهم لسنوات لكنه صبر ولم ييأس حتى اصبح قومه أكثر عناداً وتكبراً فحذرهم من غضب الله، وقال لهم أنه قادم لا محاله وأنه سينتظر اليوم الذي سيرسل الله غضبه عليهم، وتبرأ منه، ودعا سيدنا هود ربه أن يستجيب له، وينصره عليهم فإستجاب الله تعالى إلى سيدنا هود عليه السلام وأرسل إليهم العذاب حيث حجب الله تعالى عنهم المط حتى حل عليهم القحط والجفاف، وأرسل إليهم الريح الشديدة العاصفة حيث كانت الريح ترفعهم إلى السماء وتلقيهم على الأرض أو في البحر واستمرت لمدة ثمانية أيام حتى دمرت كل شيء.
ولم يبقى منهم أحداً إلا عمرانهم لتكون شاهدة على وجودهم بعد موتهم، و سيدنا هود عليه السلام ومن آمن به، وكانت كلمه ريح تدل على العذاب أما كلمة رياح تدل على الخير كما جاء في كتابه العزيز
قال تعالى (لْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ)