أشعب بن جبير ولد في سنة 9 من الهجرة ومات في خلافة المهدي، واشتهرت نوادر أشعب في معظم اللغات حتى في الأدب الفارسي، كان شديد الذكاء وله حس فكاهي، وعرف عنه أطلاق النكات والدعابات، والصفة المشهورة عنه الطمع حتى ضرب به العرب مثل وقالوا “أطمع من أشعب” ومعظم طرائف أشعب كانت عن الطعام أو بينه وبين زوجته، أو بين أصدقائه وبعض الأمراء في عصره.
نوادر اشعب الطعام الساخن
كان أشعب يجس مع قوم يتناولون الطعام، وكان يأكلون بسرعة، وأخذ أشعب عندها يبكي بشدة، فتوجه أحد الحضور إليه يستفسر من أشعب عن السبب وقال له: لماذا تبكي يا أشعب، رد عليه أشعب وقال: أبكي لأن الطعام ساخن، رد عليه الرجل وقال: دعه حتى يبرد وتتمكن من تناوله، ولكن أشعب قال له: أنتم لا تدعونه، ومعناه أنكم تتناولون الطعام وهو ساخن، وإن برد الطعام لن يجد أشعب شيئًا لتناوله لهذا كان يبكي.
أشعب والأمير والجدي
نوادر اشعب كثيرة وخصوصًا على مائدة الطعام، وربما يرجع السبب إلى أهتمام العرب بالطعام، ذات يوم كان أشعب مدعو إلى مائدة طعام عند أمير، وكان على المائدة جدي مشوي، فظل أشعب يأكل بسرعة شديدة، حتى تعجب منه الأمير وقال له: لماذا تأكل بغضب هكذا، كأن أم هذا الجدي نطحتك، عندها نظر إليه أشعب وقال له: ولماذا أنت تأكل برفق وأراك ترفق عل حاله، كأن أم هذا الجدي أرضعتك.
دينار أشعب
من نوادر اشعب مع زوجته، أنه ذهب ذات يومًا إليها، وقال لها: زوجتي العزيزة أعطيني دينار وسوف يلد لك هذا الدينار في الأسبوع درهم، بالطبع شعرت زوجة أشعب بالفرح الشديد، وأعطته الدينار الذي يلد لها الدراهم كل أسبوع، وصار أشعب بالفعل يعطيها في كل أسبوع درهم، حتى جاء الأسبوع الرابع لم يعطيها شئ، توجهت زوجته وقالت لها: لماذا لا تعطيني الدرهم في هذا الأسبوع كما وعد، قال لها أشعب: لقد مات الدينار من حمى النفاس، قالت له زوجته: وهل الدينار يصيبه حمى نفاس، أجابها أشعب: تصدقين أن الدينار يلد ولا تصدقين أنه يصيبه النفاس!.
حكاية رجل ومات
كان أشعب يجلس مع أمير، وكان الطعام لم يحضر بعد، وظن أشعب أن الطعام سوف يتأخر، فبدأ يقول قصة للأمير من أجل التسلية حتى يحضر الطعام، فقال أشعب: كان رجل، ولكن لم يكمل أشعب الكلام، حتى حضر الطعام على المائدة توقف أشعب عن الكلام وظل يأكل، لكن الأمير تعجب وقال لأشعب: كان رجل وماذا حدث بعد ذلك، أجابه أشعب وكانت عينيه على الطعام الموجودة في المائدة: كان رجل ومات!.
لحية أشعب
لم تكن نوادر اشعب عن الطعام فقط، بل هناك نوادر في حياته الاجتماعية، ذات يوم وجد أشعب صديق أبيه وسلم عليه، وأخذ ينظر إلى وجه أشعب ثم قال له: ويحك كان أبوك ألحي “شعر كثيف في ذقنه”، أما أنت يا أشعب فخفيف اللحية فإلى من تشبه. أجابه أشعب مسرعًا: أشبه أمي.
أشعب وصديقه
ذات يوم التقى أشعب مع صديق له وسأله: لماذا لا تدعوني إلى منزلك لتناول الطعام معك، وكان صديقه فظ غليظ الكلام فأحرج أشعب وقال له: لأنك تأكل بسرعة، فأنت شديد المضغ وتسرع في بلع الطعام وإذا أتممت أكل لقمة هيأت اللقمة الأخرى لتناولها سريعًا، عندها صاح فيه أشعب: أتريدني أن أصلي ركعتين بين اللقمة والأخرى!.