تعتبر قصة موسى مع فرعون من القصص التي ذكرت أكثر من مرة في القرآن الكريم وفي أكثر من سورة من سور القرآن، بأساليب مختلفة وعلى عدة وجوه، حيث تعتبر قصة موسى وفرعون من القصص التي تجسد الصراع الدائم بين الحق والباطل، واليوم في موقع المصطبة سوف نتعرف على قصة موسي وفرعون بالتفصيل والتي بدأت بهروب موسى وحيداً خائفا من مصر وانتهت بعودته إلى مصر وخروجه منها سالماً ببني إسرائيل هاربين من فرعون والذي هلك أخيراً بعد سنوات طائلة من الطغيان والتجبر وادعاء الألوهية.
قصة موسى وفرعون
كبر موسى في بيت فرعون حتى أصبح شاباً يافعاً، وكان ينال احترام الجميع لأنهم كانوا يدعونه “ابن فرعون” وفي أحد الأيام كان يسير في السوق وكان شبه فارغاً من المارة، ووجد مشاجرة بين شخصين أحدهما من القبط وهم قوم فرعون، يضرب رجلاً من بني إسرائيل، فطلب الرجل الذي من هو بني إسرائيل أن يدفع موسي أذى الرجل عنه، فقام موسي بوكز الرجل القبطي ليكفه عن فعلته فمات الرجل على الفور، وهنا ثار غضب فرعون وقومه وقاموا بالبحث عن القاتل ليقتلوه، وفي اليوم التالي تكررت المشاجرة مع نفس الرجل من بني إسرائيل مع رجل آخر من آل فرعون وأراد موسي أن ينصر الرجل من بني إسرائيل وكان غاضباً منه بسبب كثرة مشاجراته، وقال له : ” إنك لغويٌ مبين” حينها اعتقد الرجل الذي من بني إسرائيل أن موسي سوف يقتله هو وليس الرجل الذي من قوم فرعون، فقال له يا موسي: “أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس” حينها أسرع الرجل الذي من آل فرعون ليخبر القوم بأن موسي هو القاتل بالأمس ليقوموا بقتله.
الهروب إلى مدين
بعد ذلك خاف موسى عليه السلام على نفسه من القتل، ونصحه رجل من قوم فرعون يكتم إيمانه بأن يهرب قبل أن يقتلوه، وبالفعل هرب موسى واستمر في يسير في الطريق مدة ثمانية أيام تقريباً حتى بلغ مدين، وهناك وجد فتاتين وسط الرجال تقومان برعي الأغنام وتنتظران دورهما لسقاية الغنم، فقام موسي عليه السلام بسقي الغنم لهما ثم تولي.
زواج موسى عليه السلام
ذهبت الفتاتان إلى أبيهما وكان شيخاً كبيراً وقد أعجب بمساعدة موسي لابنتيه، وعرض عليه أن يزوجه إحداهما مقابل أن يرعي غنمه مدة ثمان سنوات وإن أتمهن عشرة فمن عنده، فوافق موسي وتزوج بإحدى ابنتيه واستمر في رعاية الغنم مدة عشر سنوات، حتى حن للعودة إلى وطنه وقومه، واستأذن من الرجل ليذهب هو وزوجته إلى مصر.
العودة إلى مصر وتكليم الله سبحانه لموسي عليه السلام
بدأ موسى عليه السلام وزوجته في رحلة العودة إلى مصر، وبينما هو في الطريق يسير ليلاً في البرد والظلام آنس نورا من جانب الطور (جبل الطور في سيناء) فاعتقد أنها ناراً فذهب إلى هناك ليأتي منها بقبس إلى أهله، وعندما وصل إلى مكان هناك رأى نوراً عظيماً ممتد من السماء، فإرتبك وخاف وسمع خطاباً من الله يناديه فيه بأن يخلع نعليه ويدخل الوادي المقدس، وأخبره الله أنه سيجعله رسولا له ويرسله إلى فرعون وقومه ليؤمنوا بالله وحده، وأعطى موسى معجزتين وهما العصا التي يضربها في الأرض فتخرج منها حية كبيرة، والثانية هي أن موسي كان ذو بشرة سمراء، فيضع يده في جيبه فتخرج بيضاء، وطلب موسي من الله سبحانه أن يشد عضده بأخيه هارون خاصة أنه أفصح لساناً منه.
دعوة موسي لفرعون ليؤمن بالله وحده
وصل موسي عليه السلام إلي مصر وذهب إلي فرعون يدعوه للإيمان بالله وحده ولكنه رفض واستكبر وتوعد موسي بالسجن والتعذيب، فضرب موسي بالعصا على الأرض فخرج منها ثعبان كبير، ووضع يده في جيبه فخرجت بيضاء وكل ذلك ليثبت لفرعون أنه رسول من الله إليه ليؤمن هو وقومه بالله وحده ويكف عن طغيانه.
حينها ادعي فرعون أن ذلك كله سحر، وطلب من موسي الانتظار حتى يوم الزينة ويجتمعا أمام الناس جميعاً، وأحضر فرعون جميع السحرة العتاة ووعدهم بمكافآت عظيمة إن هم غلبوا موسي سحراً في ذلك اليوم.
يوم الزينة
في ذلك اليوم اجتمع السحرة وألقوا ما في أيديهم من حبال وعصي وتحولت إلى ثعابين أخافت الناس، بعد ذلك ألقي موسي عصاه فخرجت ثعبان كبير جداً أكل كل الثعابين التي أخرجها السحرة، حينها دهش الجميع وما كان من السحرة إلي أن قالوا: ” آمنا برب العالمين رب موسي وهارون” وغضب فرعون منهم وتوعدهم بالقتل وتقطيع أيديهم وأرجلهم من خلاف ولكنهم لم يعيروا ذلك اهتماماً وسجدوا لله سبحانه وتعالى وطلبوا منه المغفرة.
هروب موسى ببني إسرائيل وغرق فرعون
توعد فرعون موسي وقومه بالقتل والتعذيب ولم تنفع معه أي محاولات أو نذر، حينها أوحي الله سبحانه وتعالى إلى موسي أن يخرج من مصر ببني إسرائيل ليلاً، وبالفعل خرجوا ليلاً (في طريق البحر الأحمر على خليج السويس) ولحق بهم جنود فرعون وكانوا أمام البحر حينها، فأوحي الله إلي موسي أن يضرب البحر بعصاه، فانفلق البحر نصفين كل منهما كان كالطود العظيم وسار موسي بقومه على اليابسة مسرعين، ولما جاوزوه جميعاً لحق بهم فرعون وقومه وبينما هم سائرين وسط البحر أمر الله موسى أن يضرب البحر مرة أخرى بالعصا ليعود على حالته الأولى، فارتطم عليهم البحر وغرق فرعون وقومه جميعاً ولم ينج منهم أحد، وقد حاول فرعون قبيل موته أن يعلن إيمانه ولكن هيهات لم ينفعه إيمانه حينها وهلك مع الهالكين، وقد نَجَت جثته من الغرق ليكون لمن خلفه آية.