قصة وحكمة عن الأم ودورها العظيم في الدنيا، حكاية الطفل مع شجرة التفاح هي حكاية الأم مع أولادها في جميع مراحل عمرهم بداية من الطفولة وحتى الشباب، شبه الكاتب الأم بشجرة التفاح التي أعطت الطفل الصغير ثمارها وغصونها وجذورها، حتى أصبحت عجوزة وكبيرة وضعيفة لا تملك شئ لتعطيه، لكن الطفل بعد أن يعمل ويكسب الأموال ويتزوج ويسافر ويرى الدنيا، يكتشف أن راحته كانت بالقرب من والدته.
قصة وحكمة
كان هناك طفل صغير يعيش بالقرب من شجرة تفاح جميلة ومثمرة، كانت الشجرة كبيرة ضخمة وغصونها ممتلئة بالثمار، كانت ما زالت في ريعان شبابها حيويتها، كانت قوية وممتلئة بالثمار، أحب الطفل هذه الشجرة بشدة وتعلق بها، وظل يلعب كل يوم بالقرب منها، وإذا شعر بالتعب ذهب للنوم تحتها، وإن أحرقته الشمس أستظل بظلها، وكان يفعل هذا كل يوم.
حكاية شجرة التفاح
لم يعد الطفل صغيرًا بمرور الأيام، بل كبر وأشتد عوده حتى أصبح فتى يافع، لم يذهب للعب كل يوم بالقرب منها كما كان معتاد وهو صغير، وبق مدة طويلة لم يسأل عن الشجرة، وذات يوم ذهب وجلس أسفل الشجرة، وكان يبدو عليه أنه مهموم وحزين بشدة، أرادات الشجرة أن تلعب مع الفتى، ولكنه قال لها: أنا لم أعد فتى صغير ولكني أحتاج إلى النقود، قالت له الشجرة: يمكنك أخذ ثمار التفاح والذهاب إلى الأسواق وبيعها والحصول على الأموال التي تريدها، كانت فكرة رائعة وفعلها الفتى وحصل على أموال كثيرة.
أغصان الشجرة
بعد سنوات كبر الفتى وأصبح شاب في عمر الزواج، وبقى فترة طويلة لم يذهب إلى الشجرة، حتى ذهب إلى شجرة التفاح ذات يوم وكان مهموم بشدة، قالت له الشجرة: هيا نلعب معًا، قال لها الشاب: أنا أصبحت الآن رجل كبير وأريد الزواج، أريد بناء منزل كي أتمكن من الزواج وتكوين أسرة فيه، قالت له الشجرة: يمكنك أخذ أغصاني وبناء منزل بها لكي تعيش فيه مع أسرتك، فرح الشاب بشدة وأخذ أغصان الشجرة وبنى المنزل.
جذع الشجرة
قصة وحكمة عن عطاء شجرة التفاح لهذا الطفل بدون ملل، كبر الشاب بسرعة وأصبح رجل شعره بدأ في الشيب، ذهب إلى الشجرة وفرحت الشجرة بسدة عندما شاهدتها، وقالت له: لنعلب معًا، ولكن الرجل قال لها: لقد كبرت في العمر كما تشاهدين، وقد بدأ الشعر الأبيض يغزو رأسي، وأنا أريد أن أرتاح من عناء الدنيا ومن العمل، أريد أن أسافر لأخذ أجازة وأشاهد الدنيا، قال له الشجرة: يمكنك أن تأخذ جذوعي وتصنع منها مركب وتسافر كما تريد، فرح الرجل بشدة وأخذ جذوع الشجرة وصنع منها مركب وسافر.
جذور الشجرة
غاب الرجل في الرحلة لمدة طويلة، والشجرة ما زالت تنتظر قدومه، وذات يوم عاد الرجل ولم يعد كما هو بل أصبح عجوز كبير في السن، ولكن الشجر لم ترى علامات الكبر، بل ما زالت تراه الطفل الصغير الذي يلعب معها، قالت له الشجرة: هيا نلعب، قال له العجوز: كبرت الآن وأصبحت متعب للغاية، ولكن الشجرة قالت له: لم يعد لدي شئ أعطيه لك.
العجوز وشجرة التفاح
قال لها العجوز: لا أريد شئ منك بل أريد أن أستريح، قالت له الشجرة: هذه جذوري هي كل ما أملكه في الدنيا، تستطيع الجلوس بجانبي كما تريد، قصة وحكمة تنتهي بجلوس العجوز أسفل الشجرة كما كان يفعل في الطفولة، ليكتشف أن راحته كانت بالقرب من الشجرة وليس بالأموال أو الأسرة أو الذهاب حول العالم، لأن راحة الإنسان بالقرب من أمه.