قصة وفاة السيدة فاطمة الزهراء

3 سبتمبر 2024
قصة وفاة السيدة فاطمة الزهراء

قصة وفاة السيدة فاطمة الزهراء من القصص التي تؤكد لنا جزاء الصابرين الشاكرين المؤمنين، ولِم لا وهي ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيدة أهل الجنة ووالدة خير شباب أهل الجنة، لقد عاشت السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها حياة مليئة بحب الله، وطاعة لرسوله وأبيها محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فكانت أحب بناته إليه وكانت أول أفراد آل بيت رسول الله يلحق به بعد وفاته وقد بشرها النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه بذلك بينما كان في سكرات الموت، فما هي قصة وفاة السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها؟ هذا ما سنعرفه من خلال الأسطر التالية من هذا المقال.

قصة وفاة السيدة فاطمة الزهراء

بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنت السيدة فاطمة حزناً شديداً، لأنها كانت أقرب الناس إليه، وظلت في حزنها حتى مرضت مرضاً شديداً ظلت على إثره طريحة الفراش لعدة أشهر ثم وافتها المنية، وقيل أن حزنها على أبيها هو السبب الرئيسي لمرضها كما قدرت فترة مرضها بستة أشهر تقريباً.

وقبل وفاتها بأيام طلبت السيدة فاطمة الزهراء من أسماء بنت عميس أن تصنع لها رداء أثناء غسلها وتكفينها فقد كانت رضي الله عنها شديدة الحياء، وبالفعل استجابت لها أسماء وصنعت لها رطب من جريد ليكون ستراً لها بعد وفاتها، وقد قام بتغسيلها زوجها علي بن أبي طالب.

حياة السيدة فاطمة الزهراء

ولدت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات، وهي ابنة السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها، ورثت السيدة فاطمة عن أمها الشجاعة والكرم والعقلانية والحكمة، وكانت خير معين لأبيها رسول الله بعد وفاة والدتها السيدة خديجة بنت خويلد، فكانت تدافع عنه وتصبر معه على أذى قريش وتنعيمه على مواصلة رحلة الدعوة إلى الله.

عاشت السيدة فاطمة السنوات الأولى من عمرها في رخاء بسبب جاه ومال والدتها وإيمان إبيها ومهارته في التجارة، فكانت منعمة حتى بعث رسول الله وتكليف بحمل الرسالة إلى العالم أجمع والتي بدأت من المقربين ثم من قبيلة قريش ومنها إلى بلاد الحجاز، فإن قلب الحال وضاق بهم نتيجة لتربص قريش والقبائل المجاورة بهم وكانت حينئذ لا تزال طفلة ولكنها كانت واعية لما يدور حولها فجاهدت في سبيل الله وتحملت الجوع في سبيل رسالة الإسلام التي كُلف بها والدها خاتم الأنبياء والمرسلين.

تقدم لها العديد من شباب المسلمين والصحابة لخطبتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنها كانت ترفض وعندما تقدم علي بن أبي طالب بن عم رسول الله لخطبتها وافقت على الفور وكان مهرها درع من الحديد، وكان علياً كرم الله وجهه يحبها حباً جماً فسجد لله شكراً على موافقة رسول الله على تزويجها به.

ولدت السيدة فاطمة ثلاثة أبناء هم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وبنت واحدة هي السيدة زينب رضي الله عنها، وكان الأحفاد الثلاثة هم أقرب أحفاد رسول الله إلى قلبه وكانوا يتعلمون منه أمور دينهم وكل شيء يتعلق بالدين والحياة والتعامل مع الأشخاص وما إلى ذلك من الأمور التي تفيده في الدنيا والآخرة.

حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وشعر بسكرات الموت نادى عليها فاقتربت من فراشه فقال لها كلمة فحزنت وتبدل وجهها، ثم قال لها كلمة أخرى فتهللت أساريرها، ولما سُئلت عن ذلك قالت أن المرة الأولى كان رسول الله يخبرها بأن عمره قد انتهى وسيرحل، أما في الثانية أنها لن تطيل البقاء وستلحق به.