كان سيدنا سليمان من الأنبياء الذين أرسلهم الله للعالمين لهدايتهم إلى طريق الله وعبادته وحده، وهو سليمان بن إيشا بن عويد بن عابر بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وينتهي نسبة إلى سيدنا يعقوب بن إسحاق عليه السلام، وأرسله الله إلى قوم بني إسرائيل، وكان عمره حينا ذاك ثلاث عشرة عام، وذُكر سيدنا سليمان في القرآن الكريم ست عشرة مرة في عدة سور منها سورة سبأ، وسورة النمل، وسورة، الأنعام، وسورة البقرة حيث أتى ذكره في سبع سور، وأنعم الله تعالى على سيدنا سليمان بالكثير منها، وكان سيدنا سليمان أبيض البشرة، ويرتدي دائماً ملابس بيضاء، وفيما يلي سوف نتحدث عن قصص سيدنا سليمان.
قصص النبي سليمان
أعطى الله تعالى سيدنا سليمان ملكاً واسعاً، وأنعم عليه بالكثير من النعم، حيث سخر له الجن لخدمته، وسخرت له الريح لخدمته فكانت تجري إلى المكان الذي يريده، وكان عليه السلام يفهم كلام الحيوانات، وورث سيدنا سليمان أبيه في ملكه، ونبوته كما جاء في القرآن الكريم
قال تعالى:
( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ )
لا يرث أبناء الأنبياء المال بل يرثون الملك والنبوة في أموال الأنبياء تكون صدقة للفقراء، والمساكين، وعرف سيدنا سليمان بذكائه وفطنته، وعدله رغم صغر سنه وكان له العديد من القصص منهم:
قصة سيدنا سليمان مع النمل
بينما كان يسير سيدنا سليمان وجيشه من الجن والإنس سمع نملة تقول لزميلاتها أن يبتعدوا عن جيش سليمان، وأن يدخلو مساكنهم حتى لا يدهسوهم دون أن يرونهن كما جاء في كتاب الله تعالى
قال تعالى:
( حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)
فتبسم سيدنا سليمان عندما سمع كلام تلك النملة، وفرح بشدة بما أعطاه الله من فهم كلام الحيوانات، والطيور، والدواب، وشكر ربه على هذه النعمة كما جاء في قوله تعالى:
(فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)
قصة سيدنا سليمان مع الهدهد
عندما كان سيدنا سليمان يتفقد جنوده كعادته، ولم يرى الهدهد بينهم، فعلم بغياب الهدد دون إذنه أقسم سيدنا سليمان على تعذيب الهدهد إن لم يأت بعذرٍ عن غيابه كما جاء في قوله تعالى:
( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ)
عندما عاد الهدهد أخبر سيدنا سليمان عن سبب غيابه، وقال له أنه رأي قوماً يعبدون الشمس فذهب ليعرف أخبارهم فوجد أنهم تحكمهم إمرأه تدعى بلقيس عندها قصر عظيم، وجميع القوم يخضعون لها، و حكمها وكان هؤلاء القوم يدعون بقوم سبأ في اليمن فأراد سيدنا سليمان أن يتأكد من كلام الهدهد، وكتب سيدنا سليمان رسالة، وطلب منه أن يلقيها على هذه المرأة، وينتظر حتى يرى ماذا سوف تفعل، ففعل الهدهد ما أمره به سيدنا سليمان، ففتحت بلقيس الرسالة متعجبة من أين جاءت هذه الرسالة فجمعت بلقيس وقومها، وشاورهم في الأمر ماذا أفعل إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة، وكذلك يفعلون فقالو ماذا نفعل يا بلقيس فكرت بلقيس في الأمر وقررت أن ترسل له هدية عبارة عن قافلة كبيرة محملة بالذهب والفضة وكل ما ينعم به الإنسان فإذا قبلها فهو ليس نبيا كما يزعم فعندما وصلت إلى سيدنا سليمان علم أنها رشوة فأمر الرسول أن يرجع بها إلى بلقيس، وجمع قومه، وقال لهم من يأتيني بعرش هذه الملكة فقال عفريت من الجن أنا آتيك بعرشها بعد مدة قصيرة، ولكن سليمان كان يريده أن يأتي بأسرع وقت ممكن فقال جندي آخر من جند سليمان:
( أنا آتيك به قبل أن يرجع إليك بصرك إذا نظرت به إلى أبعد غاية منك ثم أغمضت)
وبالفعل حدث ماقال وظهر عرش ملكة سبأ أمام سيدنا سليمان فأمر سيدنا سليمان بتغير بعض معالم العرش لكي يمتحنها هل تعرفه عندما تراه أم لا فلما رأته لم تشعر بأي تغير فلما سألها سليمان عنه قالت كأنه هو لصعوبة نقلة، واستحالة فعل ذلك، فلما تأكدت أن ذلك عرشها وعلمت بصدق نبوة سليمان آمنت به، وتبرأت مما كانت تعبد هي وقومها.
وفاة سيدنا سليمان
توفى سيدنا سليمان بينا كان مكتفاً في بيت المقدس وكان متكئاً على عصاه، ولم تعلم الشياطين بوفاة سيدنا سليمان، إلا عندما دخل الشياطين بيت المقدس، وكان ذلك بعد أن أكلت الأرض عصاه التي كان يتكأ عليها، وكلما دخلت الشياطين إلى سليمان لترأه أحترقت وظلت هكذا عاماً كامل كما جاء في كتابه العزيز
قال تعالى:
( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلا دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ )