قصص وعبر عن سوء الخاتمة حقيقية للعظة

3 سبتمبر 2024
سوء الخاتمة

من أبشع الأمور التي يلقي به الإنسان ربه أن يمت علي سوء خاتمة، فاتباع الإنسان لشهواته وانشغاله بالدنيا وما فيها واتباع الشيطان وتركه عبادة الله من الأسباب التي تؤدي بالإنسان أن يمت علي سوء خاتمة، وقد توعد الله بمن لم يقم بما أمره به الله من عبادات وفرائض أو ارتكاب ما نهي الله عنه من منكرات توعده بسوء الخاتمة وأشد العذاب.

قصص لإنُاس توعدهم الله بسوء الخاتمة

القصة الأولى

يُحكي أن أخوين أحدهما كان مسرفاً علي نفسه بالمعاصي والذنوب، والأخر كان تقي وعابداً لله فسولت نفس ذلك التقي يوماً ما أن يتبع شهواته وأن يروح عن نفسه بعدما ضيع الكثير من عمره في عبادة الله ثم بعد ذلك يتوب في آخر عمره ولذلك لأنه يعلم أن الله يغفر الذنوب جميعاً وأنه تواب رحيم، فقال ذلك التقي في نفسه يوماً: “سوف أنزل إلي أخي”؛ وكان أخوه في أسفل الدار، فقرر أن ينزل إليه وأن يسرف معه في شهواته ويتبع اللذات ثم بعد ذلك يتوب في آخر عمره أو فيما يتبقى من عمره وذلك بعد الاستمتاع باللذات.

وبالفعل نزل علي نية معصية الله والاسراف في الشهوات واتباع اللذات، وفي نفس الوقت قد قرر أخوه المسرف علي نفسه بالمعاصي والذنوب أن يصعد إلي أخيه التقي وقال في نفسه: “لقد عصيت الله كثيراً وأفنيت عمري في المعاصي وأخي سيدخل الجنة وأنا سأفني وأدخل النار والله لأتوبن اليوم وسأصعد إلي أخي وأوافقه في العبادة فيما تبقي من عمري وعسي الله أن يغفر لي”، وبالفعل صعد علي نية التوبة، والأخر التقي نزل علي نية المعصية فزلته قدماه فوقع علي أخيه ومات الاثنان معاً، فحشر التقي علي نية الذنب والمعصية وحشر المسرف علي نية الرجوع والتوبة إلي الله.

القصة الثانية

يحكي أنه كان بمصر رجل عليه علامات التقوي والصلاح وكان مؤذناً، وفي يوم من الأيام صعد علي المنبر ليؤذن للصلاة، فلفت نظره من علي المنارة امرأة نصرانية، ففتن بها؛ فلما ذهب إليها امتنعت أن تجيبه إلي ريبة وشبهة، فعرض عليها الزواج فأبت وقالت له: “أنت مسلم وأنا نصرانية وأبي لن يرضي بذلك”، فقال لها: “سأدخل في دينكم وأتنصر”، فردت عليه وقالت: “سيرضي أبي بذلك ويجيبك”، وبالفعل تنصر الرجل والعياذ بالله وترك دين الإسلام فوعدوه بأن يتزوجها.

وفي نفس اليوم صعد إلي السطح لحاجة ما فزلته قدماه فوقع علي الأرض فمات فلا هو ظفر بها وتزوجها ولا هو ظفر بدينه فمات علي شرك والعياذ بالله.

القصة الثالثة

يروي أن رجلاً من المسلمين وقع في يوم من الأيام أسيراً لاحدي القبائل النصرانية وكان حافظاً للقرآن الكريم، فكان ذلك الرجل يقوم بخدمة راهبيْن وكان يتلوا عليهما القرآن وكان كلما تلا عليهم القرآن رق قلبهما وبكوا؛ وظل كذلك حتي أسلما الراهبين، ثم دخل ذلك الرجل في دين الشرك وتنصر، فقام بنصحه ذاك الرجلين الراهبين اللذان أسلما، فقالوا له إرجع إلي دينك فهو خير لك فأبي ذلك الرجل ولم يرجع ومات علي شركِه وعلي سوء خاتمة.

القصة الرابعة

يروي عن أبي سفيان الثوري أنه قال: “رأيت رجلاً عند الكعبة متعلقاً بأستارها وهو يبكي ويقول اللهم سلم اللهم سلم”، فقلت له: ما بالك يا أخي؟ وما هي قضيتك؟، فقال له الرجل: “كنا أربعة أخوة وكنا مسلمين ومات منا ثلاثة كل واحد منهم فتن في دينه عند موته ولم يبقي سواي فجئت إلي هنا فما أدري بما يختم لي”.

نسأل الله لنا ولكم حُسن الخاتمة.