حددت الأقمار الصناعية مكان قوم لوط في منطقة البحر الميت، كانوا يعيشون في قرية قديمة أطلق عليها اسم سدوم، وهذه المنطقة تقع الآن بين فلسطين والأردن، بالتحديد في الجزء الجنوبي من بلاد الشام، وسيدنا لوط بن هاران أخو سيدنا إبراهيم عليه السلام، وهذا يعني أن سيدنا إبراهيم عم سيدنا لوط، كان سيدنا لوط أمن برسالة عمه، وأرسله الله تعالى نبيًا إلى قوم قرية سدوم، وهناك تبدأ قصة سيدنا لوط مع أهل هذه القرية.
قوم لوط
لم تكن مشكلة قوم لوط هو عبادة الأصنام مثل باقي الأنبياء، ولم تكن قضية مع قومه معتادة، بل كانت أكبر من تخيل العقل البشري، هؤلاء القوم فعلوا الفواحش التي تفعل لأول مرة في تاريخ البشرية، فكانوا عار على الجنس البشري بأكمله، كان الرجال يمارسون الجنس مع الرجال، ولم يكن هذا في الخفاء، لا كان في العلن وأمام جميع الناس، وكانوا يقطعون الطرق ويسرقون أموال المسافرين والغرباء، وكانوا يعتدون على الرجال الغرباء الذين يمرون من قريتهم.
استكبار قوم لوط
حاول سيدنا لوط أن يهدي قومه، وأن يدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك الأفعال المشينة التي يقومون بها، لكن قوم لوط كعادة الكفار من الجحود والاستكبار كذبوه، بل قالوا علينا إخراج لوط وأهله من قريتنا لأنهم أناس يتطهرون، الإسراف في الكفر والفواحش كان سبب رئيسي في هلاك قرية سدوم، حيث أرسل الله تعالى رسله إلى سيدنا لوط يخبرونه بأن عذاب قوم قرية سدوم واقع عليهم، وطلب رسل الله من لوط أن يخرج هو والمؤمنين من قرية سدوم ما عدا زوجته الكافرة.
هلاك قرية سدوم
أرسلت الملائكة في هيئة بشر رجال إلى سيدنا لوط عليه السلام، وعندما وجدهم لوط يمشون بين الناس وعرف أنهم غرباء خاف عليهم ودعاهم إلى منزله، عندها ذهبت زوجة لوط الكافرة إلى قومها الكافرين وأخبرتهم أن هناك رجال في منزل زوجها، تجمع الرجال أمام منزل لوط وكانوا يريدون الضيوف ليفعلون بهم الفاحشة، طلب منهم سيدنا لوط أن يعودوا للحق ويتزوجوا النساء ويعودوا للفطرة التي خلقنا عليها، ولكنهم رفضوا، عندها أخبر رسل الله لوط أن عذاب الله حق وواقع عليهم قريبًا، حيث خسف الله تعالى بهم الأرض، وهلكت قرية سدوم بأكملها ما عدا سيدنا لوط والمؤمنين.
اكتشاف قرية قوم لوط
جاءت الآثار والأبحاث الجديدة التي حددت مكان قوم لوط، فقد وجدوا حمم بركانية تدل على أن منطقة البحر الميت قد تعرضت لانفجار بركاني، فقد اكتشفوا أن المنطقة التي تقع أسفل البحر الميت مليئة بغازات الميثان المشع، وهذا يعني أن المدينة أبتعلتها الأرض وانزلقت أسفل البحر، وهكذا تم أكتشاف القرية التي أهلك الله قومها وذكرهم في كتابه العزيز، كما أن العظام البشرية التي استخرجها العلماء بالقرب من البحر الميت شاهدة على العذاب الذي تعرض له قوم لوط قبل هلاكهم.