كان قوم نوح عليه السلام من بداية نسل آدم الذين ظهر فيهم الشرك بالله وعبادة الأصنام، حيث كانت سلالة آدم عليه السلام من قبل بعث سيدنا نوح تؤمن بالله وتهتدي بهدي الأب والنبي آدم عليه السلام وكانت الحياة أفضل من ذلك حيث كان يعم الإيمان في قلوب البشر ولم تكن الفتن قد تفشت في المجتمع الصغير، ولكن مع كثرة عدد البشر وتناسلهم وانتشارهم في البلاد بدأ الفساد يظهر على الأرض وانقسم البشر إلى مؤمنين وعصاة كافرين، لذلك كان لا بد أن يبعث الله نبياً لينذر القوم ويصدهم عن الكفر بالله الواحد، وكان أول نبي مرسل للبشرية هو نوح عليه السلام، إليكم قصة النبي نوح وقومه.
قوم نوح عليه السلام
بدأ البشر يعكفون على عبادة الأصنام وانتشرت في هذا الوقت صناعة الأصنام المتعددة الأشكال والأسماء، وكانت تصنع الأصنام من الأخشاب أو الأحجار أو الطين وغيرها، وقد نزلت الرسالة الإلهية على نوح عليه السلام وكانت الغاية منها هو أن يثنيهم النبي الكريم عن عبادة الأصنام ويدعوهم إلى عبادة الله الواحد الأحد، فكان أول نبي يبعثه الله في قوم من البشر، لذلك لم يكن أحد قد سمع بإرسال نبي من قبل، فكانوا يتهكمون عليه ويسخرون منه كلما مشى في المدينة ولم يؤمن به إلا عدد قليل فقط من قومه الذين اتبعوه وتعرضوا كذلك للسخرية.
وسلك النبي الكريم نوح عليه السلام الكثير من السبل في دعوة قومه فلم يزيدهم ذلك إلا استكباراً عن دعوته وسخرية عليه وعلى من اتبعه من المؤمنين، فدعا عليهم سيدنا نوح بعد أن يئس من دعوتهم إلى الله وسخريتهم عليه، فجاء الرد من الله عز وجل أنه سوف يعز نبيه ويعلي دعوة الحق ومن آمنوا معه، أما من لم يؤمن مع نوح فسوف يهلكه الله بالطوفان الذي سيرسله إلى المدينة ويبيد كل من عليها ممن لم يطيعوا نبي الله نوح، فصبر نوح عليه السلام واستجاب لربه، وقد أمره الله ببناء سفينة كبيرة لكي تحمل كل من يستجيبوا لدعوته ويؤمنون به.
قصة الطوفان
وبالفعل بدأ النبي الكريم يجهز السفينة حتى يركب فيها كل الأشخاص الذين آمنوا معه، كما أمره الله سبحانه وتعالى أن يأخذ من الحيوانات والطير من كل منهم زوجين أي ذكر وأنثى، وأن يركب كل منهم في السفينة مع نوح والمؤمنين، وبيننا كان النبي الكريم يصنع السفينة كان الكفار يسخرون منه ويتهمونه بالجنون ويقولون بأن نوح قد جُن لأن في المدينة التي يعيشون بها لم يكن هناك ماء لا بحر ولا نهر، وهذا ما جعلهم يسخرون منه كلما مروا عليه ولكن نوح صبر حتى أتى أمر ربه وقد أغرق الطوفان البلدة كلها وكان لا بد من ترك البلاد والسفر على متن سفينة نوح فقط.
حيث كانت سفينة نوح عليه السلام هي السبيل الوحيد النجاة من الطوفان، وقد ظل النبي الكريم يدعو قومه للذهاب إلى السفينة للنجاة من الطوفان إلا أنهم أبوا أن يستجيبوا لدعوته استكباراً منهم، وكان على رأس الذين استكبروا منهم ابن نوح عليه السلام الذي احتمى بجبل لكي يعصمه من الماء، حيث رد عليه نوح عليه السلام بأن هذا أمر الله تعالى ولا عاصم منه، ولكنه ظل على كفره وأمر الله نوح أن يتركه ويبدأ بإبحار السفينة مع المؤمنين ويترك من كفر في كفره ليهلكه الله عز وجل جزاء لعصيانه أوامر ربه والسخرية من النبي ومن اتبعه من المؤمنين.