حكايات كليلة ودمنة ترجع إلى أصول هندية، ترجمها لنا عبد الله بن المقفع للغة الهندية، الروايات تحكي العلاقة بين الحاكم والمحكوم، واستخدم فيها الطيور والحيوانات أبطال القصص، واليوم حكايتنا مع الأرنب والأسد، فريسة سهلة دسمة مثل الأرنب تنجح في الإيقاع بالأسد داخل بئر والتخلص من شره، وهنا القوة وحدها لا تحكم العالم، يجب استخدام العقل، حينها يمكن للضعيف أن يهزم الأقوى، وتبدأ الحكاية بهجوم الأسد المتكرر على الحيوانات، واجتماع الحيوانات مع الأسد لحل هذا الأمر.
كليلة ودمنة: اجتماع الحيوانات
كان الأسد ملك الغابة لديه شهية قوية للطعام، كل يوم بلا توقف يذهب إلى الغابة ليهجم على الحيوانات يصطاد فرائسه، الحيوانات كل يوم تشعر بالخوف الشديد نتيجة مطاردة الأسد لها، كما أن الأسد يشعر بالتعب الشديد، كان الأمر غير منظم، لهذا قررت الحيوانات أن تذهب إلى ملك الغابة لحل هذا الموقف.
اجتمعت الحيوانات أمام عرين الأسد، وقالوا له: “نشعر بالذعر في كل مرة تهجم علينا لتأخذ فريستك، لهذا قررنا نحن الحيوانات أن نحضر لك كل يوم فريسة لتأكلها، فلا نشعر بالذعر، كما أنك لن تشعر بالتعب”، كانت الفكرة جيدة مرتبة، وافق على الفور ملك الغابة وقال، “سوف أنتظر منكم كل يوم فريستي، وسوف يكون الغزال هو الحارس، الذي يحضر لي فريسة في وقت الغداء”.
الأرنب فريسة الأسد
تأخذ حكاية كليلة ودمنة محور جديد، حيث كانت الحيوانات كل يوم تجتمع وتقوم بعمل قرعة، ومن يقع في القرعة يكون هو فريسة الأسد، كان الأمر مُرعب، حيث أن الضحية كان يذهب في يد الحارس وهو مستسلم وقت الغداء، لكي يقتله الأسد ويتغذى عليه، كان الجميع الآن يعيش في سلام كما اعتقدت الحيوانات، ما عدا وقت القُرعة، كان الذعر يسيطر عليهم، الموت قريب من كل واحد فيهم.
ظل الأمر هكذا لعدة أيام، حتى كانت القرعة اليوم من نصيب الأرنب، كان الأرنب يتمتع بالذكاء، قال للحيوانات: ” لدى حيلة ذكية للتخلص من الأسد للأبد ونعيش جميعًا في سلام”، وافقت الحيوانات على الفور، قال الأرنب في البداية عليكم أن تسمعوا جميعكم كلامي، سوف يذهب الحارس معي، ولكن سوف يتأخر عن موعد الغداء، فيضيع الغداء على الأسد.
حيلة الأرنب الذكية
حيلة كليلة ودمنة الأكثر ذكاء، حيث بالفعل تأخر الحارس أخذ يسير ببطء شديد كما أراد الأرنب، وعندما أقترب من عرين الأسد، طلب الأرنب من الحارس وكان الغزال أن يختبئ فلا يراه ملك الغابة، وافق الحارس على الاختباء، ولكنه كان ينظر إلى ما يفعله الأرنب خوفًا من الهروب، بالفعل نفذ الأرنب ما وعد الحيوانات به، دخل الأرنب إلى عرين الأسد، قال له ملك الغابة لما حضرت أيها الأرنب، وأين غداء اليوم لقد تأخر كثيرًا، وكان شديد الغضب.
قال له الأرنب أنا يا سيدي حارس اليوم، عندها قال له الأسد وأين الغزال والغداء، قال: “لقد كان الغزال متعب لهذا أنا أخذت مكان الحارس اليوم جئت ومعي أرنب آخر لتأكله، ولكن في الطريق كان هناك يقف أسد في وسط الغابة، واعترض طريقنا وأخذ الأرنب ليأكله، وأخبرته أن هذا الأرنب هو طعام ملك الغابة، ولكنه لم يهتم”.
الأرنب يقتل الأسد
شعر الأسد بالغضب الشديد عندما عرف أن أسد آخر سرق منه الطعام، عندها قال للأرنب خذني إلى هذا السارق، أخذه الأرنب إلى بئ عميق، وفي البئر وقف الأسد والأرنب على حافته، وقال: “أنظر يا سيدي هذا الأسد السارق ومعه الأرنب”، نظر الأسد لداخل البئر ووجد ظله وظل الأرنب، أعتقد الأسد أن هذا هو السارق عندها قفز إلى البئر ليهجم على الأسد المنافس ويأخذ فريسته ولكنه وقع في البئر ومات، تنتهي قصة كليلة ودمنة بموت الأسد الملك ونجاح الأرنب الضعيف الذكي في إنقاذ الحيوانات.