كيف أدخل الجنة بغير حساب ؟

3 سبتمبر 2024
كيف أدخل الجنة بغير حساب ؟

كيف أدخل الجنة بغير حساب ؟ وصف الله سبحانه وتعالى الحساب في يوم القيامة بكتابه الكريم، حيث وصفه بأنه مشهد مهول وعظيم، يوجد فيه الكثير من الهلع والخوف والرعب والوجل، لدرجة أن عقول الناس سوف تطيش وتتعجب من هول ما تري في صحائف أعمالهم، خاصة وأنهم سجدوا مثاقيل الذر من حقوق العباد مسجلة فيها، وفي وصف ذلك الموقف يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ*يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ”.

يوم القيامة

وحساب يوم القيامة يبدأ بأمة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يأخذ كل إنسان كتابه وفقًا لعمله ومصيره، ويأخذ الإنسان كتابه بيمينه إن كان من السعداء، ويأخذ كتابه بشماله أو من وراء ظهره إذا كان من الأشقياء، وأول ما يسأل عنه العبد المسلم من أعماله هي الصلاة فإن صلحت صلح سائر أعماله، وإن فسدت فسدت باقي أعماله، وأول ما يقضي به الله بين الناس من الحقوق هو الدماء.

وحساب العباد يوم القيامة يكن على نوعين، أولهما الحساب اليسير والثاني الحساب العسير، فالحساب اليسير هو العرض ويكون المؤمن دون غيره ويسأله الله سبحانه وتعالى فيه عن عمله وعلمه ونعمه عليه، فيجيب العبد بما يشرح صدره ويثبت حجته ويديم النعمة عليه، وعند عرض الذنوب عليه يعترف بها العبد ويسترها الله تعالى عليه ويتجاوز عنها ولا يناقش في حسابه ولا يحقق معه، بل يأخذ العبد كتابه بيميته ويذهب فرحًا مستبشرًا للقاء أهله وأصدقائه في الجنة لأنه فاز بالجنة والثواب الكبير ونجا من عذاب جهنم.

أما الحساب العسير فهو الحساب الذي يناقش فيه الله تعالى العبد، وهو حساب الكفار ومن شاء الله تعالى أن يحاسبه به من عصاة الموحدين وقد يطول حسابهم ويعشر جدًا وذلك وفقًا لما هم عليه من الذنوب، والله سبحانه وتعالى يدخل ما يشاء منهم النار إلى أمد معين.

كيف أدخل الجنة بغير حساب ؟

وفقًا لما قاله الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام هناك صنف من أمته سيدخل الجنة بغير حساب من الله عز وجل، ووصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم يكونوا يوم القيامة على هيئة القمر المنير، حيث قال: “تَنجو أوَّلَ زُمرَةٍ وُجوهُهم كَالقَمرِ ليلةَ البَدرِ، سَبعونَ ألفاً لا يُحاسَبونَ”، كما أخبر النبي عن بعض صفاتهم حتى يعلم بها المسلمون ويحرصوا على التمثل بها، فقال الرسول: “يدخلُ الجنةَ من أُمَّتي سبعون ألفاً بغيرِ حسابٍ، قالوا: من هم؟ يا رسولَ اللهِ، قال: هم الذين لا يَسترْقونَ، ولا يتطيَّرونَ، ولا يكتَوونَ، وعلى ربِّهم يتوكَّلونَ”، ومن ذلك نجد أنه من أراد أن يكون ممن يدخلون الجنة بغير حساب يجب عليه أن يتصف بصفاتهم، وفيما يلي بيان تلك الصفات بالتفصيلزز

لا يسترقون

المراد من ذلك المعنى أنهم لا يطلبون من أحد أن يرقيهم ويقرأ عليهم، وذلك لاعتمادهم الكامل على الله عز وجل، فهم لا يطلبون الشفاء والعون إلا من الله سبحانه وتعالى، وهو يدل أيضًا على عزة أنفسهم، فهم لا يتذللون إلا لله سبحانه وتعالى، فيجدون في سؤال الناس نوع من الذلة، بالإضافة لحرصهم الشديد على ألا تتعلق قلوبهم بغير الله الذي وحده بيده الضر والنفع، وهو ما ينعكس على حرصهم في التوحيد الكامل لله تعالى.

لا يكتوون

أي لا يطلبون من أحد أن يكويهم بالنار، والكي بالنار هو نوع من الدواء لبعض الأمراض في بعض الأحيان، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن فيه شفاء لكنه نهى أمته عن فعله، وأخبر بعدم حبه لهن وإن ذلك النهي جاء على سبيل الكراهة وليس التحريم.

لا يتطيرون

والطيرة هنا بمعنى التشاؤوم، فأولئك الأفراد لا يتطيرون لا بالطيور ولا بالأوقات ولا بالأرقام، ولا بشيء من ذلك، ومن الأمثلة على ذلك أن يقول الإنسان في يوم كذا ساعة نحس، أو أن يتشائم عندما يسمع صوت الغراب، أو صوت البوم وغيرها من الأصوات، ففعل ذلك يعد من فعل الجاهلية، والطيرة من أبواب الشرك بالله، لأن الله عز وجل وحده هو الذي يأتي بالخير أو الشر.

يتوكلون

أي يعتمدون ويتوكلون على الله -عزّ وجلّ- حقّ التوكّل والاعتماد في جميع أمورهم، والتوكّل هنا هو صدق اعتماد القلب على الله تعالى، وهو غاية تحقيق التوحيد، والإيمان في قلب العبد.

قواعد في محاسبة العباد يوم القيامة

لو أراد الله سبحانه وتعالى أن يعذب عباده جميعًا لما كان ظالمًا لهم لأنه مالكهم وربهم وهم عبيده، لكن الله سبحانه وتعالى كتب على نفسه العبد والإحسان والرحمة، وبين الله عز وجل في كتابه الكريم بعضًا من قواعد الحساب التي سوف يحاسب بها العباد يوم القيامة، ونرصد البعض منها وهي..

  • يكون حساب الله سبحانه وتعالى بين العباد بالعدل، ويوفيهم أجورهم كاملة غير منقوصة أبدًا.
  • يجازي الله سبحانه وتعالى كل إنسان بأعماله، ولا يؤاخذ أحد بذنب غيره، فكل شخص محاسب بأعماله.
  • يطلع الله سبحانه وتعالى على جميع أعمال عباده وما فعلوه من أعمال في الدنيا.
  • من رحمة الله وكرمه يضاعف الله سبحانه وتعالى الحسنات لعباده، لكنه لا يضاعف السيئات.
  • يبدل الله سبحانه وتعالى سيئات التائبين إلى حسنات.
  • يكفر الله صغائر الذنوب للعباد الذين تجنبوا فعل الكبائر منها.
  • يقيم الله سبحانه وتعالى الشهود على أفعال العباد، فيشهدون عليهم فيما فعلوه في الدنيا.