كيف أقضي صلاة فاتتني؟ وما هو حكم قضاء الصلاة؟ في حياة المسلم يمر بالكثير من المواقف التي قد تؤخره عن الصلاة لظروف خارجة عن إرادته، كأن يتأخر في أداء مهمة معينة ترتبط بعمله أو كان على سفر أو لأي سبب آخر يؤخره عن أداء الصلاة على وقتها، لذلك على المسلم أن يعلم جيداً كيفية قضاء الصلاة الفائتة حتى يستطيع قضاءها في أي وقت، فلا ينبغي المسلم أن يترك صلاة له مهما حدث، والآن من خلال الأسطر القليلة التالية من هذا المقال سوف نجيب عن سؤالك كيف أقضي صلاة فاتتني؟ وما حكم قضاء الصلاة؟.
كيف أقضي صلاة فاتتني؟
شرع الله سبحانه وتعالى الصلاة حتى يظل العبد على صلة بربه في جميع أحواله وفي أهم الأوقات، حيث يصلي لربه صلاة الفجر حين يستيقظ من نومه، ثم صلاة الظهر حين يستريح من عمله قليلاً، ثم باقي الصلوات على مدار اليوم لتكون تلك الدقائق القليلة بمثابة اللقاء الروحاني الذي يُقدم عليه العبد حتى يستريح من عناء الدنيا وما يحمله من هموم ويُلقي به على سجادة صلاته لتصفو نفسه وتطيب روحه بالصلاة، فالصلاة هي عبادة روحية وجسدية لها العديد من الفوائد في الدنيا والآخرة، لذلك فإن تأخير الصلاة قد يضر العبد في الكثير من جوانب الحياة حيث يصبح مهموماً ومشغولاً بأمور الدنيا.
وقد يكون هذا التأخير في الصلاة لعذر لا يستطيع بسببه الشخص أداء الصلاة على وقتها، فالله سبحانه غفور رحيم، أما تأخير الصلاة عن عمد بسبب لهو ما أو تكاسل عن أداء الصلاة فسوف يجزيه الله جزاء شيئاً بسبب هذا التهاون في الصلاة، ولكن سيكون عليه أن يقوم بقضاء الصلاة الفائتة، وكيفية قضاء الصلاة المتأخرة تكون بنفس الكيفية التي يصلي فيها المسلم الصلاة على وقتها، فلا يجوز قصر الصلاة المتأخرة وإنما يصليها المسلم كما هي مكتوبة، والفرق الوحيد بين الصلاة على وقتها وقضاء الصلاة هو نية الصلاة، فالنية في الصلاة المتأخرة تكون نية القضاء وليس نية الحضور، ويسرها المسلم في قلبه قبل الشروع في الصلاة.
حكم قضاء الصلاة
أجمع العلماء على أن قضاء الصلاة الفائتة أو المتأخرة جائزة سواء أكانت في نفس اليوم أو صلاة من أيام سابقة، كما يجوز للمسلم الجمع بين أكثر من صلاة في نهاية اليوم كصلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء إن لم يصليهم على أوقاتهم، وهذا أفضل له من أن يتركهم، وقد يجوز له قضاء كل صلاة على وقتها في اليوم التالي كأن يصلي الظهر مع الظهر والعصر مع العصر وهكذا، ولكن من الأفضل أن يؤدي المسلم الصلاة في وقتها ولا يؤخرها حتى لا يجزيه الله جزاء شيئاً ويعافيه على تأخير الصلاة، فقد ذُكر من يسهو عن صلاته في القرآن الكريم بأن له الويل، لذلك فإن الأصل في الصلاة هو أن تكون على وقتها.
أما بالنسبة للمسلم الذي لم يكن ملتزماً بأداء الصلاة ثم بدأ في الإلتزام فعليه أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى ويستغفر، فإن التوبة تجب ما قبلها أي تمحيه كمن يدخل إلى الإسلام حديثاً ليس عليه أن يقضي ما فاته من الصلوات طيلة عمره، فالله سبحانه وتعالى يغفر.لمن تاب وعمل صالحاً، ويمكن للمسلم بعد ذلك أن يلتزم بأداء صلاة النوافل مثل السنن الرواتب الخاصة بكل صلاة، وذلك حتى يعوض تلك الصلوات التي فاتته ولكن إذا ترك النوافل فلا ذنب عليه، فقط يستغفر لما مضى ويتوب عنه والله تعالى سيغفر له.