كيف تتلذذ بالصلاة ؟

3 سبتمبر 2024
كيف تتلذذ بالصلاة

كيف تتلذذ بالصلاة ؟ رحمة الله سبحانه وتعالى وسعت كل شيء ومن رحماته العظيمة على عباده بأن خلقهم لغاية عظيمة، كما قال في كتابه الكريم: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ”، كما رحم الله عباده ومنحهم لذة ومتعة في عبادته، وتتفاوت تلك اللذة من شخص لآخر حسب قوة وضعف إيمانه، فالعبد يحصل على هذه اللذّة بعبادته لله وحده، وعندما يتعلق قلبه بخالقه ويداوم لسانه على ذكر الله.

وقال العلماء إن هناك أسباب عديدة تمكن المسلم من أن يجد اللذة في العبادة التي يتقرب بها إلى الله، ومن هذه الأسباب..

مجاهدة النفس واعتيادها على العبادة، قراءة القرآن وتدبر معانيه والوقوف على آياته، التأمل في سير السلف الصالح، الإكثار من الأعمال الصالحة والبعد عن المعاصي والذنوب، كما ذكر العلماء صور عديدة للذة منها لذة الصلاة، فكيف يحصل عليها المسلم وكيف تكون هذه اللذة؟

كيف تتلذذ بالصلاة ؟

كيف تتلذذ بالصلاة ؟ كي يصل الإنسان المسلم لدرجة التلذذ في الصلاة، يجب أن يقوم بالعديد من الأعمال وهي..

  • حضور القلب: على المسلم أن يكون قلبه حاضرًا عندما يقوم بالعبادة وينصرف بكله وبقوله وعمله إلى خالقه، ويكن حاضرًا في كل أركان وشروط الصلاة، بداية من سماع صوت المنادي للصلاة وإسراعه لتلبية النداء بقلب مستبشر مشحون بالرغبة لتلبيته، إلى الطهارة الظاهرة الخارجية والظاهرة الباطنية بالندم والتوبة والعزم على ترك المعاصي والذنوب في المستقبل، مع ستر العورة حيث يكون حضور القلب فيها ليس فحسب بتغطية وستر مقابح البدن عن عيون الخلق بل بتكر العورات الداخلية التي لا يعلمها ولا يسترها سوى الله وهي التي يغفرها الندم إلى الله سبحانه وتعالي والخوف منه والحياء، ثم الاتجاه واستقبال القبلة واستقبالها لا يأتي فقط بصرف الوجه لجهة بيت الله الحرام وإنما بصرف القلب عن كل الأمور إلى الله تعالى، والاعتدال في الصلاة ومثول المؤمنوقلبه أمام الله متواضعًا ومتذللاً لخالقه، وجوارحه خاشعة، مع العزم والنية على اجابة الله وامتثل أمره بالصلاة، والابتعاد عن نواقضها، مع التكبير الذي ينطق به اللسان ويصدقه القلب لدعاء الاستفتاح وقراءة سورة الفاتحة وما تيسر من القرآن وتدبر كل كلمة فيها، واستشعارها بقلبه، إلى الركوع والسجود بتذكير عظمة الله تعالى، وتسبيح الله لباقي أقوال الصلاة.
  • ولابد للمسلم أن يتسم بالهمة لكي يتمكن من إحضار قوله في كل قول وعمل، فكلما كان المصلي همه منصرفًا للصلاة كان قلبه حاضرًا، ولا يكون المسلم همه منصرف للصلاة إلا بالتصديق والإيمان واليقين بأن الآخرة خير وأبقى، وأن الصلاة وسيلة لها.
  • التفهم لمعنى الكلام وهذا التفهم يأتي بعد حضور القلب، فحضور القلب ليس فحسب مع اللفظ وإنما أيضَا مع معناه، فيجب على المصلي أن يتفهم معاني التسبيحات والقرآن التي يكرها في الصلاة، ولكي يصل للتفهم لابد من حضور قلبه وصرف ذهنه لإدراك المعنى.
  • التعظيم ويأتي التعظيم بعد حضور القلب وتفهم لمعنى الكلام، ولكي يتمكن المصلي من تحقيقه لابد له أن يعرف جلال الله تعالى وعظمته، ويعرف حقارة النفس وخستها، فحينها سيتولد لديه شعور الانكسار والخشوع للهز
  • الهيبة وهو شعور الخوف الذي ينبع من التعظيم، فليس كل من هو خائف هو هائب، والخوف والهيبة تتولد من معرفة العبد قدرة الله ومشيئته.
  • الرجاء: لابد أن يكون العبد راجيًا بصلاته الثواب والرضا من الله سبحانه وتعالى، وهذا يتحقق عندما يعلم العبد بكرم الله ولطفه.
  • الحياء: من خلال استشعار التقصير في العبادة وارتكاب الذنوب ومعرفة عيوب النفس، والعلم بالعجز عن القيام بعظيم حق الله. 

صور من لذّة العبادة

من الجميل والرائع أن يجد الإنسان المسلم الحلاوة واللذة عندما يقوم بالأعمال التي يتقرب بها لله سبحانه وتعالى، وفيما يلي صور من لذة العبادة..

  • لذة الإيمان بالله: وهذه اللذة لا تعادلها اي لذة وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم: “ثلاثٌ من كنَّ فيهِ وجدَ طعمَ الإيمانِ وقالَ بُندارٌ حلاوةَ الإيمانِ من كانَ يحبُّ المرءَ لاَ يحبُّهُ إلاَّ للَّهِ ومن كانَ اللَّهُ ورسولُهُ أحبَّ إليْهِ مِمَّا سواهُما ومن كانَ أن يلقى في النَّارِ أحبَّ إليْهِ من أن يرجعَ في الْكفرِ بعدَ إذ أنقذَهُ اللَّهُ منْه”.
  • لذة الإنفاق في سبيل الله
  • لذة قيام الليل، حيث كان السلف يفرحون بقدوم الليل ويتلذذون في إحيائه وقيامه.
  • لذّة قراءة القرآن وتدبر آياته ومعانيه، فالقرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى، له لذة يجدها كل محب لله.
  • لذة طلب العلم ففي العلم لذة سواء في التأليف أو التنصيف، ومن أجل هذه اللذة يتحدى صاحبها ما يواجهه من شدائد وصعوبات في طلب العلم.

موانع الوصول إلى لذّة العبادة 

هناك أسباب عديدة ذكرها العلماء تمنع المسلم للوصول إلى لذة العبادة وهي..

  • النفاق وارتكاب الذنوب والمعاصي.
  • تحول العبادات لمجرد عادات يقوم بها الشخص.
  • كثرة مخالطة الناس.

الخشوع في الصلاة والتلذّذ فيها 

الخشوع في الصلاة هو لين القلب وسكونه ورقته عند القيام بأداء الصلاة، وتتبعه الجوارح في الباطن والظاهر، وينتج التلذذ في الصلاة من خشوع العبد، حيث يجد العبد حلاوة عندما يقوم بالطاعات.