يعد ابن رشد واحد من أهم الفلاسفة في التاريخ، وهو فيلسوف وطبيب وفقيه وقاضي وفلكي وفيزيائي عربي مسلم أندلسي، وقد عمل على شرح فلسفة أرسطو وملائمتها للدين الإسلامي والشريعة، وفي هذا الموضوع سنتناول بالتفصيل حياة ابن رشد وكتبه، كما سنوضح كيف دافع ابن رشد عن الفلسفة؟ ودوره في التوفيق بين الفلسفة والدين.
حياة ابن رشد
هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد، ولد في مدينة قرطبة بالأندلس عام 520 هـ/ 1126 م، وتوفي في مدينة مراكش بالمغرب عام 595 هـ/ 1198 م، وعرف باسم ابن رشد الحفيد، حيث أن جده كان قاضي وإمام جامع وكان شيخ المالكية، ووالده كان فقيها مشهورا وقاضي ومعلم وألف العديد من كتب الفقه والتفسير والحديث.
كان ابن رشد طفلا ذكيا وكان لأسرته دورا كبيرا في تنشأة الفقيه ابن رشد، حيث أنه كان يحفظ كتاب الموطأ للإمام مالك، كما أنه درس الفقه على المذهب المالكي كعائلته، وقد عمل ابن رشد طوال حياته على الدفاع عن الفلسفة وشرح مفاهيم أرسطو وأفلاطون، وعارض الإمام الغزالي وأفكاره حول الفلسفة حتى تم اتهامه بالإلحاد وتم نفيه وحرق كتبه.
كيف دافع ابن رشد عن الفلسفة؟
- يعد ابن رشد هو أول الفلاسفة الذين نجحوا في التوفيق بين الشريعة والحكمة، كما أنه اعتبر الفلسفة حقا شرعيا للجميع، واستخدم علم الكلام الذي كان نابغا فيه ليوضح نظرته إلى العلاقة بين الحكمة والشريعة بهدف إظهار الحق، كما جمع بين الشرع والفلسفة عن طريق التأويل البرهاني وأثبت أن كلاهما له نفس الأصل.
- أكد ابن رشد على وجوب الفصل بين الحكمة والشريعة في كل ما له علاقة بعلم الكلام والتصوف، وقد قادته تلك الأفكار إلى التصادم مع ثلاثة من كبار علماء المسلمين وهما ابن سينا وابن طفيل والإمام الغزالي الذي كانت له أفكار مضادة للفلاسفة بشكل عام.
- قال ابن رشد أن الدين الفلسفة كلاهما يبحث عن الحقيقة ولذلك فإنه لا يوجد أى تعارض بينهما.
- يرى ابن رشد أن الروح تنقسم إلى جزئين الأول شخصي يفنى مع فناء الشخص، والثاني إلهي غير قابل للفناء وبالتالي فإن تلك الروح الإلهية يشترك فيها كل الناس.
- اتفق ابن رشد في أفكاره مع المباديء الأساسية لأفلاطون وهي العفة والحكمة والشجاعة والعدل، واختلف معه في تفسير معنى العدل والعفة، وقال أن الهدف من ورائهما هو السعادة النظرية.
- أكد ابن رشد على دور المرأة الهام والرئيسي في رسم مستقبل الأجيال القادمة.
- قال ابن رشد أن الفضيلة يقتصر وجودها على العقل الجمعي للمجتمعات، وأن هذا العقل هو فقط الذي سيخلد ويتطور من جيل إلى جيل.
كتب ابن رشد
ترك ابن رشد العديد من الكتب والمؤلفات والمقالات التي تضمنت آرائه في الفقه والطب والأدب وأخيرا الفلسفة، حيث يصل عددها إلى نحو 108 كتاب ومؤلف، وصل إلينا منها 58 مؤلف فقط، من أهمها كتب الضميمة وفصل المقال وتهافت التهافت، وتضمنوا ردوده النقدية على آراء الإمام الغزالي والتي وضعها في كتاب تهافت الفلاسفة.
كما ترك ابن رشد العديد من الكتب الفلسفية التي تضمنت شروحه لفلسفة أرسطو وتلاميذه، مثل “عن الروح، شرح كتاب النفس، تلخيص وشرح كتاب البرهان أو الأورغنون، تلخيص وشرح كتاب ما بعد الطبيعة الميتافيزياء، شرح كتاب القياس، تلخيص كتاب المقولات قاطيفورياس”، وغيرها من الكتب.
ومن أهم كتب ابن رشد كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد في الفقه، وكتاب الكشف عن مناهج الأدلة والذي رد فيه على الأشاعرة، وكتاب فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال وهو كتاب فقهي، وكتاب المسائل، أما عن كتبه في الطب فمنها: كتاب الكليات وكتاب الحيوان وكتاب شرح أرجوزة ابن سينا.