كيف رأى الفلاسفة السعادة ؟ اختلف مفهوم السعادة عند الفلاسفة كغيرهم، فعند أرسطو تمثلت السعادة له في ارتباط وثيق باللذة التي لا وجود للألم والإزعاج فيها، بينما رأى توما الإكوين، ان السعادة البشرية التامة تكون عند قدرة الإنسان على رؤية جوهر الإله، وعند الفيلسوف سبينوزا ذكرها في كتابه الأخلاق، و تعني الفرح، الذي نشعر به وندركه عند تحررنا من الخرافات والأهواء.
كيف رأى الفلاسفة السعادة ؟
وكما وصفها كل من جيرمي بنثام وستيوارت مل هي لذّة بمختلف أساليبها، وقد كان بينثام يربط سعادة الفرد بسعادة المجموعة، والسعادة الكبيرة تأتي من السلوك الصحيح في رأيهما، أما الفارابي ذكر السعادة ووصفها بأنها أعظم الخيرات، والإمام الغزالي يرى أن معرفة الله عز وجل هي أساس السعادة واللذّة عند الإنسان، وقد تحدث تفصيلا عن اللذة، فلذّة العين تكمن برؤيتها للصّور الحسنة، ولذّة الأذن هي سماعها للأصوات الطّيبة، ولذّة القلب تكمن في معرفة الله تعالى، فكلما كان القلب قريبا من ربِه كلما كان مخلوقا سعيدا.
و يرى الفيلسوف آلان باديو، أن الإنسان يكون سعيدا عندما يتمسك بالرغبة في الفلسفة؛ وذلك يجعله قادرا على التمييز بين السعادة الحقيقية وسعادة إشباع الرغبات، وحتى تكون سعيدا لا بد لك من أن تكون راغبا في تغيير العالم، فيرى باديو أن السعادة الحقيقية تكمن في متعة المستحيل.
دراسة خاصة بالسعادة
و في دراسة أُجريَت على مجموعة من الناس السعداء في حياتهم لمعرفة الفرق بينهم وين النّاس العاديين، تم الكشف عن أن الإنسان السعيد يشعر بنفس المشاعر السلبية التي يشعر بها الإنسان التعيس؛ إلا أن الفرق الوحيد هو أن الإنسان السعيد يتعافى بشكل أسرع من مشاعره السلبية؛ لأنه قام يتطوير مناعة لنفسه ضد تلك المشاعر، لذا فإن السعادة ليست دائمة، فلا يوجد إنسان سعيد طيلة حياته.
اختلاف السعادة عبر الأزمنة
ويختلف مفهوم السعادة، من زمان إلى آخر ومن شخص إلى آخر، وذلك بعد أن أصبحت السعادة حاليا معقدة وليست بسيطة، إضافة إلى تشابك مفهوم السعادة مع الرضا والرفاهية، والسعادة شعور لا يقتصر على المترفين، بل تكون في متعة الحياة وبهجتها، وكذلك في إبداعاتنا وفي التّغيرات التي تحصل حولنا، وقد قال ماثيو ريكارد المشهور بما يكتبه عن السّعادة والرضا أن السعادة من الممكن الدرب عليها، وأن حاجة الإنسان إلى السعادة والرضا الدائمة الطّويلة تأتي من خلال سعيه وراء متاع الحياة.