تناولنا في المقال السابق سيرة واحد من أبرز وأشهر شعراء العصر الجاهلي، إن لم يكن أشهرهم، وهو الشاعر الكبير عنترة بن شداد، الذي عُرف عنه شجاعته وقوته العظيمة وكذلك إقدامه الشديد على الموت. وخلال ذلك المقال تناولنا لنشأة الشاعر عنترة بن شداد وكذلك مولده وأهم الصفات والسمات التي شكلت وبلورت شخصية شاعرنا العربي. وخلال سطور هذا التقرير سوف نتاول بالتفصيل كيف قُتل عنترة بن شداد ؟
عنترة بن شداد
عرفنا الشاعر عنترة بن شداد علة أنه واحدًا من الشعراء الذين لمعوا في تاريخ الشعر العربي خلال العصر الجاهلي _أي عصر ما قبل دخول الإسلام على يد نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، كما حدثنا عن عنترة بن شداد انه كان عبدًا أسود اللون رفض والده الأمير مالك بن شداد الاعتراف به لأنه والدته كانت امه لدى والده، والعرب لم يكونوا قديمًا يعترفون بأبنائهم من الإماء علىالإطلاق حتى يثبتوا شجاعتهم. فهو بن عمرو بن معاوية بن مخزوم بن ربيعة، يعود نسبه إلى قبيلة عبس، اعترف به والده مالك بن شداد بعدما رفض في البداية الاعتراف به.
حب عنترة لعبلة
من أشهر القصص والروايات التي عُرفت عن الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد وهي قصة حبه الشديدة لابنة عمه عبلة، والتي عُرف عنها أنها كانت واحدة من أجمل نساء قبيلة عبس إن لم تكن من اجمل نساء العرب على مر العصور.
أراد الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد ان يتزوج من ابنة عمه عبلة ولكن والدها رفض ووضع العديد من العراقيل في طريق عنترة حتى يتمكن من إبعاده عن إبنته، فقد طلب منه إحضار مائة ناقة كمهرًا لعبلة كشرط تعجيزي، ورغم ذلك نجح الشاعر عنترة بن شداد في إحضار مهر عبلة ولكن عاد والدها ليماطل شاعرنا مرة أخرى. ومن هنا بدأ ولع الشاعر العربي عنترة بن شداد بعبلة وبدأ تنظيم الشعر الذي يتغزل فيها من خلاله، حيث نظم فيها قصيدته الشهيرة التي عُرفت بمعلقة عنترة بن شداد.
كيف قُتل عنترة بن شداد ؟
تضاربت القصص والحكايات حول الطريقة التي مات بها الشاعر الجاهلي المغوار عنترة بن شداد، ولكن جيمع تلك القصص اتفقت على أن عنترة مات أو قتل في سن كبيرة بعد ان تملك منه الضعف ولم يعد لديه القدرة على الإغارة على القبائل التي تهاجم قبيلته عبس.
وجاء في إحدى تلك القصص والروايات أن عنترة أغار على بني نبهان وهو في سن كبيرة من العمر حتى تمكن رجل كبير في السن يُعرف بأبي سلمى ورماه حتى قطع مطاه، بينما ذهبت رواية أخري إلى أن عنترة بن شداد أنه قتل على يد شخص يلقب بالأسد الرهيص، ولكن ذهبت الرواية الثالثة أن الشاعر عنترة بن شداد قد لقى مصرعه على يد ربيعة طيء، حين شاهد عنترة وهو مترجلًا لم يستطع امتطاء فرسه بعد هزيمة قبيلته وهي تحارب قبيلة طيء، وهو ماجاء على لسان أبي عمر الشيباني.
وفي رواية أخرى فإن عنترة كان له بكراً عندر رجل من غطفان فخرج يتقاضاه إياه، فهجمت عليه رياح من صيف وهو في مكان يقع بين ماء لبني عبس بعالية نجد يسمّى شرج ومكان آخر يسمّى ناظرة، فأصابته وقتلته.