عمر بن عبد العزيز هو واحد من الخلفاء الذين حكموا المسلمين بعد الخليفة الأموي سلمان بن عبد الملك، ويتساءل الكثيرون كيف مات عمر بن عبد العزيز وهل كانت الوفاة طبيعية أم بفعل ما؟ في الحقيقة يظل لغز وفاة عمر بن عبد العزيز محيراً للجميع فقد انقسمت الأقاويل بشأن وفاته، وقبل أن نذكر لكم كيفية وفاة الخليفة عمر بن عبد العزيز سنذكر لكم أولاً من هو الخليفة وبماذا اتصف بين رعيته وأحدث وفاته حتى يمكنكم التعرف على كيف مات عمر بن عبد العزيز وحل لغز وفاته بأنفسكم بعد قراءة تلك الأسطر القليلة التالية من هذا المقال.
عمر بن عبد العزيز
كان عمر بن عبد العزيز يتصف بشدة العدالة فهو حفيد الفاروق عمر بن الخطاب وورث عنه الكثير من الصفات الحميدة التي تشتهر بها بن الخطاب نفسه كالعدالة والصرامة والحزم، ولكنه فوق كل ذلك كان ذو قلب رقيق يتابع شؤون رعيته ويقف على حاجتهم ولا يترك فيهم محتاجاً أو جائعاً.
في عهد عمر بن عبد العزيز كانت الدولة الإسلامية قد انتعشت مادياً واقتصادياً، حتى فاض بيت المال بما يزيد عن حاجة الرعية، وكان الخليفة بن عبد العزيز يتفقد بنفسه أحوال رعيته ليرى من منهم ينقصه المال أو غارماً، وحين تم سداد ديون كل الغارمين وتزويج كل الشباب، أمر بشراء حبوب ونثرها على الجبال حتى يأكل الطير وكذلك نثرها في أماكن تجمع الحيوانات حتى لا يجوع أي كائن حي في دولته وفي عهده فيسأله الله عن ذلك.
وقد حكم عمر بن عبد العزيز الدولة الإسلامية لوقت قصير ونشر فيها العدل والرخاء، وكان يسير على سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل قول وفعل سواء بما يخص الدولة الإسلامية والتشريع أو بما يخص حياته وتعاملاته مع الرعية، فكان يعطي كل ذي حق حقه.
اهتم بالتعليم جيداً وقال أنه من ركائز بناء دولة قوية أن يكون شعبها ذو علم واسع فركز على تعليم علوم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وكذلك دراسة مختلف العلوم الدنيوية.
وفاة عمر بن عبد العزيز
كان عمر بن عبد العزيز مشغولاً طوال الوقت بمسألة رد المظالم إلى أهلها، ففي عهده لم يترك أي دين على الدولة بل فاضت أموال الدولة لدرجة أنه كان لا يعرف فيم ينفقها وظلت تكثر وتفيض ولم يحدث أي مظالم أو انتهاكات في عهده فالمال مال الجميع ومن يحتاج يُعطَى على الفور بدون مسألة فعاش الجميع في رخاء.
ولكن ما كان يشغله حقاً هو رد المظالم التي حدثت في العهود السابقة لحكمه، أي في حكم الخلفاء السابقين، وقد طلب الخليفة العادل استشارة الحاشية من حوله بشأن مسألة رد المظالم في العهود السابقة فأشاروا عليه أنه ليس عليه شيئاً وطالما أن ذلك لم يحدث في عهده فلن يتحمل أوزارها.
ولكنه لم يقتنع بتلك الآراء ولم يأخذ بها فهو كان رضي الله عنه يخشى أن يلقى ربه وهناك أي مظلمة مارستها الدولة حتى من قبل أن يحكمها، ومال إلى رأي ابنه التقي عبد الملك بن عمر والذي شجعه على رد المظالم طالما في خزينة الدولة ما يسمح بذلك، وحتى يكون بريئاً أمام الله من أي مظلمة حتى لو كانت سابقة.
فأثار ذلك الضغينة في قلوب حاشيته مما دفعهم إلى أن يدسون السم له في طعامه وهذا هو الرأي الأغلب الذي أُخذ به في مسألة وفاة عمر بن عبد العزيز رغم أن الكثيرون يرجحون أن الوفاة قد حدثت بشكل طبيعي.