نتحدث في هذا التقرير عن جهاز التحكم عن بعد حيث أنه جهاز ينقل ويرسل الأوامر والتعليمات إلى جهاز آخر، مع عدم التعرض لأي وسائط مادية مرئية تربطها ببعضها البعض مثل الأسلاك، لكن يُجرى ذلك النقل ويتم التحكم عن طريق الهواء، عن طريق أكثر من طريقة، مثل استخدام موجات الراديو أو الأشعة تحت الحمراء.
يُجرى استعمال جهاز التحكم عن بعد في الكثير من الأجهزة، مثل التلفاز، والمتلقي والستيريو والمكيفات الهوائية وأنظمة ألعاب الفيديو وغير ذلك، حتى أن بعض البيوت المجهزة بتقنيات حديثة، تعتمد بشكل كبير على أجهزة التحكم عن بعد، بالإضافة للفنادق الفاخرة، فقد جعلت أجهزة التحكم عن بعد حياة الإنسان أكثر سهولة، ووفرت الكثير من الوقت والجهد.
اختراع جهاز التحكم عن بعد
يرجع اختراع هذا الجهاز إلى نهاياتالقرن التاسع عشر؛ ففي سنة 1894م، عرض العالم الفيزيائي أوليفر لودج نموذج يُجرى فيه التحكم في جهاز الجلفانوميتر وهو جهاز لقياس التيارات الصغيرة دون استخدام أي أسلاك، إذ حسن ذلك النموذج بعد هذا بواسطة بعض العلماء.
وفي سنة 1898م عرض العالم نيكولا تيسلا نموذج عبارة عن تحريك قوارب صغيرة عن طريق استعمال الموجات الراديوية، وفي سنة 1903م، صمم رجل الي يسمى التيليكينو يعمل عن بعد بواسطة الموجات الكهرومغناطيسية المبعوثة له، وفي الثلاثينات من القرن الماضي، بدأت عمليات تصنيع الجهاز وكان أهم استخدام له في الحرب العالمية الثانية.
آلية عمل جهاز التحكم عن بعد
تختلف آلية عمل جهاز التحكم عن بعد وفقا لنوع الموجات التي أستخدمت فيه، ولكن النتيجة واحدة، وهي عبارة عن تحويل الأوامر الرقمية الواجب إرسالها إلى الموجة المشتركة بين الجهاز المرسل والجهاز المستقبل.
أجهزة التحكم التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء: تتشكل الرسالة الرقمية المرسلة عن طريق جهاز التحكم من شفرة ثنائية تستعمل النظام الثنائي لتمثيل الأرقام (الرقمين 1 و0 فقط).
ينقسم شكل الرسالة المرسلة إلى أقسام وأجزاء، أول جزء يمثل في العادة شفرة البداية للإرسال وفي قلب الرسالة هناك المعلومات والأوامر التي تصاحبها، بالإضافة إلى شفرة تعريف للجهاز المستقبل، أو شفرة مشتركة بين المستقبل والمرسل، لكي يتمكن من الجهاز المستقبل تمييز جهاز التحكم الخاص به فقط.
بعدها تنتهي الرسالة بشفرة، لكن في بعض الأحيان يتبان شكل الرسالة وفقا لمعايير الشركة المصنعة، ولكن الكثير منها يعمل بتردد 38 كيلوهيرتز، كما أن هناك أجهزة التحكم التي تعمل بأمواج الراديو: حيث أن آلية عمل أجهزة التحكم عن بعد التي تعمل بأمواج الراديو لا يمكن حصرها في نفس طريقة العمل.
إحيث أن نوع الموجة الراديوية التي تسخدم في جهاز التحكم يتباين من جهاز لآخر، حيث أن بعض الأجهزة قد تستعمل أمواج البلوتوث، كما أن هناك أخرى قد تستعمل أمواج الزي ويف وغيرها من الأمواج التي يمكن استعمالها خلال عملية التصنيع، حتى أنه من الممكن للشركة المصنعة استعمال أمواج راديوية من تطويرها الخاص، تعمل وفق معاييرها. في الموجات الراديوية يُجرى إرسال الرسالة على شكل سلسلة من الذبذبات تحمل الاوامر والمعلومات المراد تنفيذها على الجهاز المستقبل.