نتحدث في هذا التقرير عن لماذا يطلق الرجل زوجته ، حيث أن الطلاق على المستوى اللغوي هو التخلية والتسريح، حيث أن الزوج يقول لزوجته أطلق الأسير أي خلى سبيله، كما أن الناقة تكون سرجت إذا أطلقت من عقالها، وعلى المستوى الاصطلاحي هو حل قيد النكاح؛ حيث يقوم برفع حلية متعة الزوج بزوجته، وهو من أخطر الأمور التي تحدث في المجتمع، حتى أن الله سبحانه وتعالى جعلها أبغض الحلال عنده.
لماذا يطلق الرجل زوجته ؟
الطلاق
يعتبر الطلاق، هو الذي يكون نهاية الحياة الزوجية بين الزوجين، حيث أنهما يرجعان غيبيان كما كانت العلاقة بينهما قبل الزواج، فلا يرجع له شأن بها ولا لها شأن به، حيث أنهما لا يعيشان سويًا؛ ولا يرى من جسمها أي شيء، إذ أنها خرجت من عصمته ولا تكون محللة له مثلما كان في السابق.
ويعتبر الطلاق كما قال نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، هو حلال ولكن الله عز وجل أبغضه “بغض الحلال إلى الله الطلاق”، وهو الأمر الوحيد الذي قام الله عز وجل بتحليله وكرهه، حيث أنه أمر به تنتهي الحياة الزوجية وتتهدم به الأسر التي من المفترض أن تكون نواة المجتمع الإسلامي، حيث أن الطلاق كحالة اجتماعية له العديد من الأسباب، منها ما الذي يكون وجيها ومنها الذي يكون تافها لا يستوجب مجرد النقاش؛ فكيف به إذا وصل بالزوجين إلى مرحلة الطلاق.
الحل الجذري
ويعتبر الطلاق هو الحل الأخير والنهائي لأي علاقة زوجية على مستوى استحالة استمرارها بين في تلك العلاقة أكثر من هذا، وفي الطلاق لا يكون طرف ربحان، حيث أن الطرفين يكونان خاسرين على حد سواء، حتى من كان على حق وكأن الطلاق خلاص من حياة لم تكن ممكنة؛ حيث ان الطلاق يقوم بتدمير المجتمع وخاصةً إذا نتجت عن تلك العلاقة أطفالا، حيث يكونون ضحية ذلك القرار.
من أبرز أسباب الطلاق التي يكون في الإمكان أن تكون عند الرجل؛ هي عدم تفهم زوجته أو عندما يكون العكس صحيحًا، حيث ينتج عن تلك الحالة من عدم التفاهم مشكلات جمة قد لا تنتهي بفرض أي حل سلمي أو وسطي، بل قي بعض الأحيان يلجأ الرجل إلى أن يطلق زوجته لكي يريح نفسه من تلك العلاقة التي تكون خالية من التفاهم.
كما أن الرجل عندما يقتنع بسطوته وسيطرته الكبيرة والنهائية على زوجته، وأن زوجته ليست أكثر من ديكور في منزله؛ وليس لها إلى الفراش وإنجاب الأبناء، فلو كانت زوجته من اللواتي يرفضن مثل تلك النظرة القاصرة؛ فسيكون من الاستحالة بمكان أن تحيا مع مثل هذا الرجل مع امرأة مثلها، حيث أنه يريد تابعا وليس زوجة، يريد من يقضي معها شهوة ليست إنسانية دون أن يكون لها أي حق.
عدم الاقتناع بالجمال
ومن أهم أسباب الطلاق، أن الرجل قد لا يقتنع بجمال زوجته؛ سواء على المستوى الجمال الخلقي أو الجمال الجسدي، حيث أن رؤيته للنساء الأجنبيات يقوم بجعله يرى زوجته أقل جمالا من النساء الأخريات؛ أو أن يكون وزنها قد زاد بشكل كبير، عما كانت عليه في الخطوبة، وفي السابق، متناسيا أنها ربما اكتسبت الوزن الزائد من إنجابها للأبناء، حيث يبدأ بإثارة المشاكل معها؛ ومن ثم ستقوم بالرد عليه بالمثل؛ حيث يصبح في قناعته الشخصية أنه لم يعد قادرا على أن يكمل حياته معها.
تدخل الأهل
يعتبر تدخل الأهل، من أبرز وأهم العوامل والأسباب التي تكون داعية الرجل إلى تطليق زوجته والانفصال عنها، إذ إن كثرة تدخل الأهل في حياتهما الزوجية يفسدها ويعكر صفوها، حيث أنه قد صار مستقلا بذاته عن كل دول العالم، حيث اتخذ من تلك الفتاة زوجة له لكي يعيشا في عالم يخصهما سويًا، ولكنه يفاجأ بتدخل الأهل في كل أمور حياته اليومية، وخاصةً تدخل أمها في شؤون العائلة.
وخاصةً أم الزوجة، حيث أنها تعطي ابنتها من النصائح التي قد تقوم بتخريب حياتها مع الزوج، وتكون المصيبة الأكبر أن الزوجة تقوم بالاستماع إلى كلام أمها وتقوم بتنفيذه بحذافيره، كأن تقوم بالخروج من البيت مع والدتها دون أن تحصل على موافقة زوجها، حيث أن هذا الأمر قد يدفع الزوج إلى أن يغضب منها ومن أي تصرف قامت به، إذ ينبغي عليها أن تحصل على موافقة زوجها قبل أن تخرج، ولكن أمها تكون قد طلبت منها الخروج معها دون أن تقوم بإخبار زوجها.
كثرة طلبات الزوجة
ومن أبرز الأسباب، التي قد تؤدي إلى زيادة طلبات الزوجة، والتي قد تتعدى في الكثير من الأحيان، مقدرة الزوج على القيام بتلبيتها، حيث أن الزوجة المتطلبة لا يكون همها من أين يأتي لها زوجها بالمبالغ المالية والمادية لكي تحصل على أي شيء ترغب فيه، حيث أنها تريد أن تكون أفضل من كل قريناتها، وذلك الأمر يتسبب في إرهاق وتعب الرجل ونفسيته.
هذا الأمر يقوم بجعله يشعر بأنه عبارة ماكينة صراف في نظر زوجته وبالنسبة لها، هذا الأمر بالطبع من شأنه يجعل أي رجل ينفره من زوجته، وتزيد الصعوبات أمامه منها؛ حيث يقتنع تماما بأن طلاقها هو الخلاص الوحيد.
ومن أبرز أسباب وعوامل طلاق الرجل لزوجته عديدة، أيضًا، والتي تكون متعددة ومتنوعة للغاية، هي الزوجة، حيث تعتبر السبب الرئيسي في القيام بإنهاء تلك العلاقة، ولكن في جميع الأحوال؛ حيث ينبغي على الطرفين أن يقوما بالاتفاق بعضهما، أن يقوما بتكميل حياتهما سويًا كما بدأها أول مرة بالرضا ومحاولة القيام بإنجاح العلاقة، وبالنسبة للتشدد والتعنت فلا يؤدي إلا إلى التدمير وخراب البيوت؛ والقيام بإنهاء علاقة كانت رائعة حولها التعنت إلى جحيم يجب أن نخرج منه.