مائدة عيسى السماوية من القصص التي تدل على قدرة الله سبحانه وتعالى وعظمته، قد يتعجب البعض أن الله سبحانه وتعالى أنزل مائدة من السماء على عيسى وأتباعه من الحواريين، وذلك بعد أن دعا عيسى عليه السلام ربه أن ينزل عليهم مائدة سماوية وقد استجاب الله سبحانه وتعالى له، يذكر لنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم الكثير من القصص التي تبين مدى قدرته وعظمته، والمسلم يؤمن بمدى قدرة الله ولكن تلك القصص الهدف منها هو ترسيخ الإيمان في قلوب المسلمين بشكل أوضح، ومن تلك القصص هي قصة مائدة عيسى السماوية التي نذكرها لكم بالتفصيل من خلال هذا المقال عبر موقعكم المصطبة.
مائدة عيسى السماوية
لم يتجاوز عدد المؤمنين بعيسى عليه السلام في حياته سوى عدد قليل لم يتجاوز بضعة عشراتٍ ممن آمنوا به وصدّقوا دعوته، حيث تم تسميتهم بالحواريين، فهم صدقوا دعوة النبي الكريم وآمنوا به بكل جوارحهم ولم يخافوا في الله لومة لائم، وكانوا يلزمون النبي الكريم في كل خطواته ويجلسون معه حتى يتعلمون منه ما ينفعهم في الدنيا والآخرة ويعلمون بشأن الإيمان بالأنبياء السابقين الذين آمنوا بهم كذلك والرسالة الواحدة التي أرسلها الله سبحانه وتعالى مع جميع رسله بداية من نوح وحتى عيسى بن مريم عليهم جميعاً الصلاة والسلام.
وقد حدث أن تآمر بنو إسرائيل الذين لم يؤمنوا على قتل عيسى بن مريم، خوفاً من أن يزيد أتباعه وتهتز بذلك عقيدة بني إسرائيل، وقد نجّى الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم من القتل، ولذلك طلب الحواريون من عيسى بن مريم عليه السلام أن يدعو ربه على أن ينزل عليهم مائدة من السماء، وكانوا يعلمون تمام العلم بأن الله سبحانه وتعالى قادراً على ذلك، فطلب منهم في البداية أن يتأدبوا مع الله ويخشونه حيث لا يصح طلب ذلك، ولكنهم أخبروه بأن الغرض من المائدة فقط هو أنهم يريدون نيل البركة من الله سبحانه وتعالى، فاستجاب لهم النبي الكريم ودعا ربه بالمادة واستجاب له الله وأنزل عليهم مائدة كبيرة، وقد تم الإحتفال في هذا اليوم.
قصة سيدنا عيسى
وقد كانت قصة ولادة سيدنا عيسى بن مريم رضي الله عنه من القصص التي تبين لنا كم أن الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء، فقد خلق الله تعالى عيسى بن مريم ونفخ في رحم مريم عليها السلام من روحه وكانت عذراء، وتلك هي المعجزة الإلهية الأولى في حياة عيسى بن مريم وهي ولادته، أما المعجزة الثانية فهي أنه عليه السلام تكلم في المهد، فبعد أن اتهم القوم مريم حين عادت بوليدها إلى بيت زكريا عليه السلام الذي نشأت وتربت فيه، كلّمهم الصغير في المهد ليدافع عن أمه ويخبرهم بأنه رسول الله وكلمة الله إلى مريم.
وكان سيدنا عيسى قد حباه الله بعض القوى، فكان يبرئ الأبرص والأكمه ويشفي المريض ويحيي الموتى وكل ذلك كان بأمر من الله عز وجل وكان نبياً صديقاً جاء بنفس الرسالة التي حملها كل الأنبياء من قبله وهي أن نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئاً، ولكن من اتبع عيسى بن مريم لم يكونوا بالكثير رغم أنهم رأوا معجزات ربهم، فانقسم بنو إسرائيل إلى قسمين، القسم الأول آمنوا به وصدقوه وهم الحواريون، والقسم الآخر من بني إسرائيل كذبوا بدعوته وتآمروا على قتله، ولكن الله عز وجل رفعه إلى السماء، وما زال عيسى عليه السلام حياً في السماء إلى الآن.