نتحدث في هذا التقرير عن جزيرة أرواد التي تعتبر من الجزر المتوسطية، حيث تطل على ساحل الجمهورية العربية السورية، وكان أول ذكر لجزيرة أرواد ورد في حوليات ملوك اشور، والرسائل القديمة الخاصة بتل العمارنة، وقد كان يطلق عليها اسم أرادوس حسب اللغة اليونانية، وأرفاد حسب اللغة الفينيقية.
ماذا تعرف عن جزيرة أرواد ؟
كما يجرى إطلاق لقب أحفاد الفينيقيين على أهل جزيرة أرواد وهم ما زالوا يتوارثون الدماء الأصلية والحرف القديمة، وما زالت صناعة السفن حتى اليوم هي إحدى المهن التي يتقنها سكان أرواد، الذين يبلغ عددهم حوالي 10 الاف نسمة، والذين يعملون أغلبهم في صناعة القوارب الخشبية وصيد السمك وشباك الصيد.
الموقع والمساحة
تتميز جزيرة أرواد بمكانها الاستراتيجي، حيث أنها الجزيرة الوحيدة المسكونة بالبشر، كما أنها مشهورة بالكتل الصخرية التي توجد مقابل الساحل، وتبلغ مساحة الجزيرة إلى 20 هكتارا، يشغلها 13.5 هكتارا.
تشبه جزيرة أرواد الكلية المحدبة؛ حيث يكون رأسها ضيقا من الناحية الغربية، ومن النحية الشمالية يكون شكلها مخروطيا غير منتظم، كما أن منسوبها البحري يبلغ حوالي 6 أمتار، وتتأثر حوافها الصخرية بعوامل الحت البحري، مما أضفى عليها منظرا سياحيا رائعا.
تمتلك جزيرة أرواد مرفأ مزدوجا على الشاطئ الشمالي الشرقي، وتحدها من الناحية الشمالية الغربية صخرة جرداء تعرف باسم بنت أرواد، حيث كانت متصلة بها لكنها انفصلت عنها بسبب عوامل الحت البحري.
وعرفت جزيرة أرواد التقدم والرخاء والازدهار منذ 2000 سنة قبل الميلاد، ولكنها خضعت لنفوذ مدينة صور، غير أنها سرعان ما أعلنت استقلالها عنها، لتتابع ازدهارها ونموها؛ فأقامت مستعمرات فيها وفي الجزر الصغيرة التابعة لها والتي تعرف ببنات أرواد.
تعرف جزيرة أرواد بأنها كانت فيما مضى إحدى الممالك الفينيقية، حيث كانت مسيطرة على سواحل البحر الأبيض المتوسط، وتحديدا السواحل الشمالية لدولة سوريا.
حيث كانت المملكة الفينيقية تتمتع بنفوذ وقوة في المنطق؛ حيث اشتهر أهلها بصناعتهم للسفن، وكانت تمتلك قديما أكبر الأساطيل البحرية القوية، والذي استطاع الأرواديون أن يحاربوا اليونانيين الإغريق بواسطته، وذلك في المعركة الشهيرة التي دارت بينهما سالاميس.
وفي سنة 1291 للميلاد تمكن الصليبيون من احتلالها بعد أن كانت محكومة من قبل السلطان الأشرف خليل، فاستوطنوها، وظلت واحدة من معاقل طائفة فرسان المعبد، حتى تحررت منهم في سنة 1302 للميلاد.
التنقيبات في جزيرة أرواد
خلال أعمال التنقيب التي تمت في جزيرة أرواد عن الاثار في سنة 1860 للميلاد، تبين وجود الكثير من الاثار، منها المادية والمادية، بالإضافة إلى النقوش جرى اكتشافها في سنة 1983 للميلاد.
ويبلغ عددها إلى 22 نصا، ولم تستطع التنقيبات إجراء دراسة عميقة في أرواد أو بحث دقيق؛ وذلك بسبب تربتها الصخرية، وبيوتها الملاصقة لبعضها البعض، مما يؤدي إلى تهاويها في حال حدوث حفريات.
اقتصرت التنقيبات في جزيرة أرواد، على مفارق الطرق والمنازل وجدران الأسوار والمخطوطات القديمة، بالإضافة إلأى الأدوات الجنائزية التي عثر عليها، وتمكن علماء الاثار السوريون من استخراج واحدة من القطع الحجرية النادرة.
إذ ترجع إلى العصر الروماني، وتحمل كتابة يونانية من 11 سطرا، وترجمت فيما بعد إلى العربية بعد أن ترجمت قبلها إلى الفرنسية، كما عثر على حجر بازلتي ذي لون أسود وبجانبه حجر من الرخام منقوش عليه باللغة اليونانية خمسة أسطر.
النقل والمواصلات في جزيرة أرواد
ترتبط جزيرة أرواد بالعالم الخارجي من خلال البحر، فمثلا تتصل مع مدينة طرطوس من خلال خط ملاحي منتظم، حيث يتكون من عدد كبير من القوارب ترتبط بميناء الجزيرة من خلال مرفأ المرفأ الروماني ومرفأ طرطوس القديم الذي يبعد حوالي 5 كيلو مترات.