نتحدث في هذا التقرير عن لعبة الحوت الأزرق إذ أنها واحدة من أبرز الألعاب الإلكترونية التي يجرى ممارستها ولعبها عبر الشبكة العنكبونية، وتتمثل ببداية عملية تحدي تتكون من 50 مرحلة متنوعة، وترتكز كل تلك التحديات على إيذاء المستعمل لنفسه، وتتصاعد تلك التحديات إلى أن تنتهي بالموت، وقد جرى إطلاق تلك اللعبة في سنة 2013م عن طريق شخص يعرف باسم فيليب بوديكين من خلال أحد منصات التواصل الاجتماعي والذي يكون معروفا باسم موقع فكونتاكتي، وتحديداً في مجموعة على هذا الموقع يُطلق عليها مجموعة F57.
أول ضحايا لعبة الحوت الأزرق
كان أول ضحايا لعبة الحوت الأزرق في روسيا، بعدها اتسعت لكي تشمل على الكثير من دول العالم المتنوعة، وتبدأ عملية لعب تلك اللعبة عن طريق قيام نشر المراهق منشور على أحد منصات التواصل الاجتماعي، يقوم بتوضيح عن طريقه بأنه يريد أن يمارس تلك اللعبة، ثم يجرى التواصل مع ذلك الشخص عن طريق أشخاص مسؤولين في تلك اللعبة.
حيث يقوم هؤلاء المسؤولون بإعطاء التعليمات لهذا الشخص لإنجاز المهمة أو التحدي، ثم انتقل إلى التي تليها، وتعرف تلك اللعبة بأسماء أخرى مثل البيت الصامت A Silent House، أو بحر الحيتان A Sea of Whales، أو حتى اسم أيقظني في الساعة 4:20 صباحا، ونشير هنا في هذا الموضع من التقرير أن تسمية لعبة الحوت الأزرق بذلك الاسم قد جاءت تيمنًا بما تقوم به حيوانات الحيتان الزرقاء من انتحار على الشواطئ دون أن يعرف سبب ذلك.
تحديات لعبة الحوت الأزرق
تستغرق فترة ممارسة لعبة الحوت الأزرق إلى مدة 50 يوما، يجرى عن طريقها إسناد المهام إلى المستعمل بشكل يومي، بحيث تتدرج تلك المهمات من المهمات السهلة في بداية الأمر، لتنتقل إلى المهمات الصعبة، وفيما يلي الكثير من التحديات التي يطلب من المستعمل القيام بها للمضي قدما في لعبة الحوت الأزرق
قم بنحت عبارة F57 على يد المستعمل، ثم صورها وأرسل الصورة إلى المسؤول عن اللعبة، واستيقظ في الصباح الباكر، وبالتحديد في الساعة الرابعة وعشرين دقيقة صباحا، ثم شاهد مقاطع فيديو تم إرسالها عن طريق مسؤولي اللعبة، واجرح الذراع بجرح سطحي يكون ممتدا على طول عروق اليد، بعدها انحت صور حوت على يد المستعمل.
شاهد أكثر من فيلم رعب، ثم قف على حافة شيء مرتفع لبعض الوقت، ولا تتدث نهائياً مع أي شخص ليوم كامل، ثم استمع إلى مقاطع الموسيقى التي يجرى إرسالها من المسؤولين في تلك اللعبة، وبالنسبة للتحدي النهائي، فهو الذي ينجم عنه حالات الوفاة، وهو القفز من على سطح مبنى عال.
الوصول إلى لعبة الحوت الأزرق
لا تعد هذه اللعبة من الألعاب أو التطبيقات التي يمكن أن نحملها من متاجر التطبيقات المتنوعة التي تخص الهواتف النقالة، وليست من هذه الألعاب المتوفرة بشكل مجاني من خلال منصات التواصل الاجتماعي المتنوعة، ولكن يجرى الوصول إلى ضحايا تلك اللعبة عن طريق مجموعات سرية وغير معروفة على الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي، ويقوم المسؤولون عن تلك اللعبة بإرسال دعوات الانضمام لها عن طريق تلك المجموعات السرية.
دلالات ممارسة لعبة الحوت الأزرق
يعد المراهقون والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 19 أكثر الفئات العمرية التي تكون عرضة للوقوع في شباك هذه اللعبة، وهناك الكثير من العلامات والآثار التي قد تدل على ممارسة الأطفال لتلك اللعبة مثل اتجاه الطفل للعزلة والبقاء وحيداً، مع تغيير العديد من العادات اليومية كعادات الأكل والنوم، كما قد يتوقف الطفل عن ممارسة الأنشطة الاجتماعية المتنوعة مثل التفاعُل مع الأصدقاء والأهل أو حتى قد يصل الأمر لغاية الهروب من المنزل.
من أبرز الأمور الأُخرى التي قد ترمز إلى وقوع الأطفال في دائرة الخطر لتلك اللعبة هو حدوث بعض الكثير من نوبات الغضب ضد الآخرين أو ضد أنفسهم، وحدوث مزاج عام لدى الطفل يتسم بالبكاء والتعاسة، وشعور الطفل بالخوف الذي قد يعيق ممارسته لأنشطته اليومية بشكل طبيعي ومن الأمور الأخرى التي تعد مثل علامات مهمة لممارسة الطفل لتلك اللعبة هو بروز بعض العلامات الجسدية مثل الجروح على أجزاء من الجسم.
كيفية الحد من ممارسة الأطفال للألعاب الإلكترونية
يجب أن تقلل الوقت الذي يقضيه الطفل لوحده، وأن تراقب الوقت الذي يقضيه على الألعاب الإلكترونية، كما يجب أن نضع جهاز الكمبيوتر في مكان عام حتى يسهل على الأسرة مراقبته، كما لا مفر من التفكير في الحاجة الفعلية لامتلاك الاطفال هواتف شخصية خاصة بهم، حيث أن استعمال الألعاب عبر الهواتف والأجهزة اللوحية أكثر صعوبة للمراقبة.
يجب ان تضع كلمة سر على الأجهزة الإلكترونية لكي نمنع الاطفال من أن يمارسوا الألعاب عن طريقها ، ويجب أن تكون كلمة السر غير عادية بحيث يصعب على الأطفال تخمينها، يجب أن تشغل أوقات الفراغ للأطفال، عن طريق الكثير من الأمور مثل إشغالهم بأي نشاط آخر يؤدي إلى عدم شعور الطفل بالملل، يجب أن يكون الآباء قدوة جيدة لأبنائهم، لأن رؤية الطفل لوالديه وهم منشغلون طوال الوقت باستعمال هواتفهم، يجعل الطفل يرى أن قضاء أوقات طويلة كهذه في استعمال الهاتف أو الكمبيوتر هو أمراً مقبولًا وعادياً.
يجب أن تحدد وقت ممارسة الأطفال للألعاب الإلكترونية، عن طريق استعمال مؤقت للعب، ثم نبههم بأن موعد انتهاء وقت اللعب قد أوشك على الانتهاء، ما يهيئ الأطفال لكي يقاوموا الرغبة الداخلية الموجود لديهم باستعمال مثل تلك الألعا، وشجع الطفل على ممارسة الأنشطة الاجتماعية، ويمكن أن نحدد الأنشطة التي تلائم الطفل وتوفر فرصة المشاركة بأحد تلك الأنشطة.
ومن أبرز الأنشطة التي يمكن أن نلحق الطفل بها لتقوية تفاعله الاجتماعي ضمه إلى أي نوادي للقراءة أو الفنون القريبة من مكان عيش الطفل، أو حتى إشراكه بالكثير من الفنون المسرحية أو تعليم الرسم، كما يكون في الإمكان جعل الطفل يمارس بعض الرياضات الترفيهية، في حال رغبته بهذا النوع من الأنشطة.