يعتبر نهر جوبا أحد أشهر وأبرز الأنهار على مستوى قارة أفريقيا، حيث يجري في جنوب الصومال، وينبع من هضبة من دولة إثيوبيا حيث هضبة الحبشة من 3 روافد تلتقي في بلدة دولو بعدها تكمل مسيرتها بانحدارٍ في اتجاه الجنوبي الشرقي حتى يلتقي مع نهر شبيلي في منطقة كسمايو، حتى ينتهي به المطاف ليصب في المحيط الهنديّ، ويتزامن موسم الأمطار الرئيسية في نهر جوبا مع موسم الجفاف على طول المسار السفلي لنهر جوبا.
كما يمر نهر جوبا أثناء رحلته في الطثير من المدن ولعل أبرزها وأهمها دولو وساكاو ولوك، وتمتاز طبيعة المناطق المحيطة به، بالطبيعة البريّة، حيث تعيش فيها مختلف أنواع الحيوانات مثل الأسود والزارافات والغزال والأسود، بالإضافة إلى عدد كبير من الحيوانات المفترسة.
كما تتميز بمستوًى كبير الرطوبة، حيث أن كميّات الأمطار هناك كبيرةٌ، ما يتسبّب في كثرة فيضان نهر جوبا، حيث أنه في سنة 1960 تسبّب الفيضان في سقوط عددٍ كبيرٍ من القتلى، كما حدث فيضان كبير آخر في شهر مايو عام 2005، أدى إلى سقوط عدد ليس بالقليل من الضحايا.
خصائص نهر جوبا
يبلغ طول نهر جوبا من المنبع حتى المصبّ أكثر من 1610 كيلومترٍ، حيث أن أغلب رحلته تكون في دولة الصومال، لذلك فهو النّهر الأساسي فيه، حيث يبلغ طوله حوالي 825 كيلو متر، وهو المصدر الوحيد الذي يبقى جارياً فيث مختلف أيام السنة، بالرغم من أنّ كميّة المياه تقل في أشهر فصل الصّيف، غير أنّه يبقى جارياً.
الزراعة والصناعة حول نهر جوبا
تتركّز الصناعة والزراعة في الصّومال في منطقة حوض نهر جوبا، وعلى ضفتي نهر جوبا، حيث أنه يعد من مناطق السافانا، والتي تعتبر من أغنى المناطق في دولة الصومال، حيث تتميز تربتها بالخصوبة الكبيرة والتي تجعل منها منطقةً حيّةً تمتلئ بالنشاط حيث يُجرى هناك زراعة المحاصيل مثل الموز والقطن والسمسم والفول السودانيّ، كما تنتشر فيها تربية الأغنام والمواشي، ولذلك فإنّ النزاعات والصراعات القبلية مستمّرةً على العيش هناك.
وتعتبر مياه نهر جوبا صالحةً للملاحة البحريّة عن طريق للسفن صغيرة الحجم، وذلك يداية من مصبّه على ما يُقارب 50 كيلو مترٍ حتى بلدة برديرا.
تاريخ نهر جوبا
على مرّ الأزمنة المختلفة كانت هناك محاولاتٌ لتجاوز نهر جوبا أو الوصول إلى المجرى السفليّ له، بغية استكشافه، ولكنّ أول عبورٍ كاملٍ لنهر جوبا كان في سنة 1891، على يد المستكشف الإيطاليّ فيريتو بوتيغو.
هذا المستكشف الإيطالي الشهير تلقّى أوامره من قائد البحريّة البريطانيّة دوندايس، وقام بقطع ما يُقارب 400 ميلٍ مع فريقه، وأثناء هذا العبور غير بوتيغو اسم المنطقة الرئيسيّة، من نهر جانالي إلى جانالي، دوريا نسبةً إلى المستكشف جياكومو دوريا.
كما توجد تقسيمات تاريخية وإدارية للبلاد باسم نهر جوبا، حيث أن التقسيمة الإدارية هي منطقة جوبا السفلى، ومنطقة جوبا الوسطى، والقسيمة التاريخيّة هي منطقة جوبالاند.