الرياء في الإسلام الرياء هو إظهار ميزة جيدة، أو عمل أو آداب بهدف وحيد هو الحصول على استجابة إيجابية أو المديح من الناس.
شدد دين الإسلام على أنه ينبغي على المرء القيام بالعديد من الأعمال والأفعال بأهداف نبيلة بدون أي أغراض أخرى غير إبتغاء الله.
الحفاظ على سرية الأعمال الجيدة لم يتحقق بسهولة،فيما يتعلق بهذا الله تعالى يقول في القرآن الكريم: ” الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274)”. (البقرة)
تعريف الرياء في الإسلام
فكلمة الرياء يأتي معناها من الرؤية والسمعة من السماع، فالرياء مصطلح اسلامي وهو قيام المرء بعمل عبادة يبتغي فيها غير وجه الله ولكن بهدف إعلام الناس بعبادته وأفعاله المحمودة بغرض الحصول على ثناء الناس أو مدحهم أو السعي نحو مال أو جاه.
او التشبه بالصالحين في طريقتهم بالمشي والهدوءِ في الحركة ، وإِبقَاءِ أَثَرِ السُّجُودِ عَلَى الوَجهِ ولبس الصوف وخشن الثياب وتقصيرها وغيرها من الأفعال ، وقد وصف القران الكريم هذا في كتابه العزيز قائلًا:
قال تعالى : (( الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ )) وَ قال تعالى: (( وَاَلَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَاب شَدِيدٌ )) وقيل في التفسيرهُمْ أَهْلُ الرِّيَاءِ
الشخص الذي يؤدي صلواته أو الصيام فقط ليعرف الناس أنه مسلم وممارس جيد للعبادات هو مثال على الرياء في الإسلام.
الرياء يجعلنا نركز على كسب التقدير من الناس بدلاً من السعي إلى تحقيق رضا الله والسعي لقبول الأعمال.
الرياء يجعلنا نركز على تقدير الناس لأعمالنا الفاضلة أو الأعمال الصالحة، مما يعني أننا نولي أهمية لهم، وليس لله سبحانه وتعالى.
إن أي عمل صالح ينفّذ بالتباهي وإرضاء الناس غير مقبول في نظر الله، لذلك، يجب علينا أن نفعل كل عمل صالح من أجل الله وحده، وليس تعزيز وضعنا بين الناس.
الرياء يبطل الأعمال الصالحة كما هو مذكور في القران الكريم وسنة نبينا الحبيب (صلى الله عليه وسلم). يقول الله تعالى في القرآن الكريم: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264)”( البقرة )
أحاديث نبوية عن الرياء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ” قالوا: يا رسول الله وما الشرك الأصغر؟ قال: ” الرياء ” إن الله يقول: ” يوم تجازى العباد بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون بأعمالكم في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاء” أخرجه أحمد، وصححه الألباني.
قال نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) في حديث عن أبي سعيد الخدري قال:
ألا أنبئكم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟ قالوا: بلى يارسول الله، قال: الشرك الخفي؛ يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل |
خرج النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: ((يا أيها الناس إياكم وشرك السرائر)) قالوا يا رسول الله وما شرك السرائر قال: ((يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس إليه فذلك شرك السرائر))
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( مَنْ يُسَمِّعْ يُسَمِّعْ اللَّهُ بِهِ ، وَمَنْ يُرَاءِ يُرَاءِ اللَّهُ بِهِ : وَمَنْ كَانَ ذَا لِسَانَيْنِ فِي الدُّنْيَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُ لِسَانَيْنِ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) .
جاء في الحديث وعن أبي هريرة رضي الله عنه، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ثلاثةٌ لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ولا يزكِّيهم، ولهم عذابٌ أليم: رجلٌ كان له فضل ماء بالطريق فمنعه من ابن السبيل، ورجلٌ بايع إمامًا لا يبايعه إلا لدنيا؛ فإن أعطاه منها رَضي وإن لم يعطِه منها سخِط، ورجلٌ أقام سلعتَه بعد العصر فقال والله الذي لا إله غيرُه لقد أَعطيت بها كذا وكذا فصدَّقه رجلٌ، ثم قرأ هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا}»
( أَوَّلُ النَّاسِ يَدْخُلُ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ ، يُؤْتَى بِالرَّجُلِ ، فَيَقُولُ : رَبِّ عَلَّمْتَنِي الْكِتَابَ فَقَرَأْتُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَيْ سَاعَاتِهِمَا رَجَاءَ ثَوَابِك ، فَيَقُولُ : كَذَبْتَ إنَّمَا كُنْتَ تُصَلِّي لِيُقَالَ : إنَّك قَارِئٌ مُصَلٍّ وَقَدْ قِيلَ ، اذْهَبُوا بِهِ إلَى النَّارِ ؛ ثُمَّ يُؤْتَى بِآخَرَ ، فَيَقُولُ : رَبِّ رَزَقْتَنِي مَالًا فَوَصَلْتُ بِهِ الرَّحِمَ وَتَصَدَّقْتُ بِهِ عَلَى الْمَسَاكِينِ وَحَمَّلْتُ بِهِ ابْنَ السَّبِيلِ رَجَاءَ ثَوَابِك وَجَنَّتِك ، فَيُقَالُ : كَذَبْتَ إنَّمَا كُنْتَ تَتَصَدَّقُ وَتَصِلُ لِيُقَالَ : إنَّهُ سَمْحٌ جَوَّادٌ فَقَدْ قِيلَ ، اذْهَبُوا بِهِ إلَى النَّارِ ، ثُمَّ يُجَاءُ بِالثَّالِثِ فَيَقُولُ : رَبِّ خَرَجْتُ فِي سَبِيلِك فَقَاتَلْتُ فِيك غَيْرَ مُدْبِرٍ رَجَاءَ ثَوَابِك وَجَنَّتِك فَيُقَالُ : كَذَبْتَ إنَّمَا كُنْتَ تُقَاتِلُ لِيُقَالَ : إنَّك جَرِيءٌ وَشُجَاعٌ فَقَدْ قِيلَ ، اذْهَبُوا بِهِ إلَى النَّارِ )
أنواع الرياء في الإسلام
الرياء ممنوع بشكل كبير في دين الإسلام، ولكن لسوء الحظ، فإن معظمنا، عن قصد أو عن غير علم، يقعون في هذه الجريمة في حياتنا عندما نجري محادثات غير رسمية مع الآخرين،نميل إلى نسيان أنه بينما نقوم بعمل ما لاكتساب متعة الله، فإننا نهدر جهودنا من خلال نشرها علنًا من أجل احترام الذات، الرياء من أنواع كثيرة أو أشكال بعضها موضح أدناه:
الرياء في الإيمان
وبيعد أقبح أنواع الإيمان وهو شأن المنافقين الذين أكثر الله من ذمهم في كتابه العزيز : (( إنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ ))
الرياء في المظهر
الرياء من خلال الكلام
الرياء في العبادة
كتحسيِنها وإطالة أركانها ، وإظهار التَّخشُّعِ فِيهَا ، والاقتصار في الخلوةِ على أدنى واجباتها، فهذا محظورٌ أيضًا لأنَّ فيه كالَّذي قبله تقديم المخلوقِ على الخَالِقِ
الرياءفي النوافل
طرق الوقاية من الرياء
يمكن للمسلم التخلص من الرياء أو الحذر من الوقوع فيه من خلال مجاهدة النفس البشرية وبذل أقصى الطاقات للإبتعاد عن الرياء في أفعالنا، وتأكد أن من ترك شيئًا في سبيل الله عوضه الله، فما بالك أخي المسلم بتعويض الله.
الإستعانة بالله من خلال الإكثار بالدعاء وأن يتقبل الله صالح أعمالنا من صلاة وصيام وزكاة وغيرها من العبادات والنوافل.
الإستشعار بخطر الرياء مهما صغر، فبيعد الرياء نوع من انواع الشرك الأصغر الذي حدثنا عنه لنبي صلى الله عليه وسلم، ودعانا لتجنبه، وتذكر أن الرياء هو محبط للأعمال وينقص من ثوابها، وأن يتذكر المصاب بهذا المرض أن الناس لو اطلعوا على أنه أراد بعمله مدحهم وثناءهم لمقتوه.
وفي كلام بعض العلماء المعاصرين التنبيه على أن العبادة التي يقصد بها الرياء فقط، ولا يقصد بها وجه الله أصلا، أن هذا من الشرك الأكبر.
وخلاصة القول احذر أخي المسلم من الرياء في الإيمان لأنها عظيمة عند الله تقضي على الأفعال الحسنة، وإعرف أخي المسلم أن النار ستُشتعل أولاً للأشخاص الذين أظهروا ذلك لأنهم استفادوا من نتائج أعمالهم في حياة هذا العالم، لذا اهرب يا أيها العبد من الرياء كأنك تفر من أسد.