يعاني بعض الأشخاص من مرض البوليميا حيث يسعون لتناول الكثير من الطعام ثم يفعلون مابوسعهم ليتخلصون منه عن طريق التقيؤ أو ممارسة التمارين الرياضية بطريقة مبالغ فيها أو من خلال استعمال الأدوية التي تسبب الإسهال ويعتبر البوليميا نوع من أنواع اضطرابات الطعام المرضية.
إن الشخص المصاب بالبوليميا يتناول الكثير من الطعام مما يعطيه شعورا بالراحة ولكن كثرة الطعام الذي تناوله تخرجه عن نطاق السيطرة حيث يشعر بالخجل بعد الأكل وبالذنب والخوف من الإصابة بزيادة الوزن مما يدفعه إلى التخلص من الطعام بسرعة.
إن عدم علاج المريض في هذه الحالة من الممكن أن يتعرض للكثير من المشاكل الصحية الخطرة للغاية لأن الحمض الموجود في الفم الذي ينتج من التقيء يتسبب في تسوس الأسنان والإصابة بأمراض اللثة بالإضافة إلى خسارة مينا الأسنان أما التطهير فيصيب صاحبه بترقق العظام أو بالتلف الكلوي وربما في الإصابة بأمراض القلب التي من الممكن أن تؤدي للموت.
لذلك يجب طلب المساعدة فورا إذا شعرت بوجود أي نوع من أنواع اضطرابات الطعام لأنه يهدد حياة الإنسان كما أن قوة الإرادة وحدها لاتكفي لتخطي هذه المشكلة وحلها.
أسباب البوليميا
- وتعتبر مشاكل الطعام جميعها من المشاكل المعقدة التي يصعب تحديد سببها الأساسي ولكنه ربما يكون مزيج من التاريخ العائلي أو وفقا لبعض العوامل الإجتماعية أوالسمات الشخصية.
- وهناك أشخاص أكثر عرضة للإصابة بمرض البوليميا
- إن كان أحد أفراد العائلة يعاني من البدانة أو من أي نوع من أنواع اضطرابات الطعام.
- إن كنت من الأشخاص الذين يحاولون أن يكونوا مثاليين.
- المرور بظروف صعبة مثل الطلاق أو الإنفصال أو الإصابة بالتوتر.
- ويعتبر الشره المرضي أكثر شيوعا بين فئة المراهقين والنساء كما أنه يوجود أيضا عند بعض الرجال أو الصغار في العمر.
أعراض البوليميا
ويوجد الكثير من الأعراض التي تظهر على الشخص الذي يعاني من البوليميا وهي:
- تناول كميات كبيرة من الطعام خلال فترة قصيرة من الزمن مع فقدان السيطرة على التوقف عن تناول الأكل.
- الرغبة بضرورة التخلص من الطعام لمنع زيادة الوزن أو الإصابة بالسمنة.
- يلجأ الكثير من المصابين بالبوليميا بتقييم النفس على قاعدة الوزن والمظهر.
- ويجب علينا أن نميز بين المصاب بالأنوركسيا والمصاب بالبوليميا فالأول يتناول كميات قليلة من الأكل ويصبح نحيل جدا أما الثاني فيمكن أن يكون وزنه طبيعي ويأكل سرا ولا يعترف بالتقيؤ.
من أهم علامات البوليميا
وهناك عدد من العلامات تظهر على مريض البوليميا ومن هذه العلامات:-
- الذهاب إلى الحمام الدخول إلى الحمام مباشرة بعد تناول الطعام مباشرة .
- تناول الطعام بشراهة وغالبا لم يصاحب هذه الحالة زيادة في الوزن.
- السرية فيما يتعلق بتناول الطعام.
- ممارسة الكثير من التمارين الرياضية بطريقة مفرطة حتى في حالات عدم الراحة.
- الحديث بطريقة مستمرة عن الحمية والوزن.
- استخدام الأدوية التي تسبب الإصابة بالإسهال بشكل مستمر.
كيفية علاج البوليميا
ويمكن علاج البوليميا من خلال طلب المشورة النفسية التي تساعد المصاب على الشعور براحة مع نفسه وغالبا يتم اللجوء إلى بعض الأدوية كمضادات الاكتئاب ولكن لن يتم ذلك إلا باستشارة الطبيب ومن الجدير بالذكر أنه كلما بدأ العلاج في وقت أقرب كلما كان تأثيره أفضل حيث إن اضطرابات الطعام تستغرق وقت طويل للتغلب عليها.
ما هو السلوك التعويضي ؟
- إن مريض البوليميا يلجأ لما يعرف بالسلوك التعويضي وهو بمثابة طريقة للسيطرة على الوزن بعد تناول الأكل بصورة مفرطة عن طريق التقيؤ أو الصوم أو إساءة استعمال مدرات البول أو ملينات الأمعاء أو ممارسة التمارين بإفراط أو استعمال أي نوع من العقاقير بطريقة غير صحيحة من أجل السيطرة على الوزن وربما يتيه مريض البوليميا في دائرة خطرة من تناول الطعام بطريقة لا إرادية ومحاولة استخدام طرق السلوك التعويض مما يؤدي إلى الشعور الخجل والقرف ومن الممكن أن يصبح هذا السلوك خارج عن السيطرة مع مرور الوقت ويؤدي إلى هوس بالطعام والتفكير طوال الوقت في الأكل وخسارة الوزن وصورة الجسم والحميات المنحفة.
- إن هذا السلوك التعويضي يكون مخيفا في بعض الحالات وقد ينجح المصابون بالبوليميا في إبقاء عادات أكلهم وتمارينهم الرياضية سرية لذلك يصعب تشخيص البوليميا لفترة طويلة من الوقت كما أنهم عادة لايصابون بزيادة في الوزن ويبقوا في معدل وزنهم الطبيعي مع الميل إلى اكتساب وزنا ضئيل.
أعراض نفسية وجسدية وسلوكية للبوليميا
ويمكن لأعراض البوليميا أن تكون نفسية وجسدية وسلوكية وفي بعض الأحيان يكشف مريض البوليميا عن كل هذه الأمراض متجمعة:-
الأعراض الجسدية
ومن الأعراض الجسدية التي تظهر على المصاب بالبوليميا هي:-
- حدوث تقلبات بسيطة في الوزن.
- ظهور علامات تلف بسبب التقيؤ ومنها الورم حول الفك أو الوجنتين أو حدوث تلف في الأسنان.
- الشعور بالانتفاخ أو الإمساك أو عدم القدرة على تحمل الطعام.
- تأخر دورة الطمث عند الفتيات.
- الشعور بالإغماء أو الدوار.
- الشعور بالتعب وعدم النوم جيدا.
الأعراض النفسية
- تناول الأكل بشراهة والانهماك في شكل الجسم ووزنه.
- الشعور بالانزعاج من أي تعليق مرتبط بالطعام أو التمارين أو الوزن أو شكل الجسم.
- الشعور بالخجل أو الذنب بعد تناول الطعام.
- امتلاك صورة سيئة للجسم فمثلا الظن بأنه بدينا بالرغم من أن وزنه طبيعي.
- الهوس بالأكل والحاجة إلى السيطرة.
- الإصابة بالاكتئاب أو القلق والعصبية.
- عدم الرضا عن شكل الجسم.
الأعراض السلوكية
- اقتناء كميات كبيرة من الطعام .
- التقيؤ أو استخدام ملينات الأمعاء أو مدرات البول.
- تناول الطعام منفردا.
- تفضيل قضاء الوقت في العزلة والوحدة.
- الحفاظ على السرية فيما يتعلق بالطعام.
- التوجه باستمرار إلى الحمام بعد انتهاء الوجبة ويدل ذلك على الرغبة في التقيء أو استخدام الملينات
- إيذاء الذات والإفراط في استخدام الأدوية.
- محاولة الانتحار إذا تطور الأمر.
المخاطر المرتبطة بالبوليميا
هناك عددا من المخاطر الذي ربما يصيب مريض البوليميا منها:
- التقرح المزمن للحنجرة.
- الإصابة بعسر الهضم أو الإصابة حرقة المعدة.
- الإصابة بالتهاب المريء والمعدة بسبب التقيؤ المتكرر.
- الإصابة بقرحة في المعدة والأمعاء.
- الإصابة باضطراب مزمن في حركة الأمعاء بسبب إساءة استخدام الملينات.
- الإصابة بترقق العظام ما يجعلها هشة وسهلة الكسر.
- حدوث خلل في دورات الطمث عند النساء.
- ارتفاع نسبة العقم عند الرجال والنساء.
- احتمال الإصابة بقصور في القلب.
وفي النهاية عليك أن تعلم جيدا أنه يجب على مريض البوليميا أن يسعى في أن يتعافى من مرضه حتى إن كان هذا المرض يسيطر عليه لأعوام فربما يكون التعافي صعب ولكن مع توافر فريق طبي متخصص من الممكن أن يكون التعافي هدفا قابل للتحقيق وعليك أيضا أن تلتزم باتباع خطوات العلاج جيدا حتى لاتصيبك مضاعفات هذا المرض وكي تتعافى منه بشكل سريع كما يجب أن تعلم أم الإرادة وحدها غير قادرة على اجتياز هذه الأزمة والتعافي من ذلك المرض وإذا لاحظت أن أحد المحيطين بك مصابا بالبوليميا عليك نصحه فورا وتقديم الدعم له ومحاولة اقناعه لبأن يذهب لطبيب مختص قبل أن تتطور حالته ويصعب السيطرة على المرض.