ما فضل بر الوالدين ؟

3 سبتمبر 2024
ما فضل بر الوالدين

ما فضل بر الوالدين ؟ ذكرت العديد من الآيات القرانية الصريحة والأحاديث النبوية الصحيحية بضرورة طاعة الوالدين وبرهما، مهما كانت الأسباب والروف التي تدفع إلى غير ذلك، وقرن القرآن الكريم بر الوالدين بطاعة الله سبحانه وتعالى، حيث يقول الله سبحانه وتعالي في سورة الإسراء: “وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا*وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا”، وينبغي على المسلم أن يلتزم بتلك الطاعة مدام القصد منها إرضاء الله سبحانه وتعالي، بالإضافة لـ رد شيئًا ولو كان يسيرًا مما قدمه الوالدان لأبنائهما خلال حياتهما، وهذا الأمر يعود بالأثر الطيب والفضل على البار بوالديه، وفي هذا الموضوع سوف نتحدث عن بيان فضائل وأهمية بر الوالدين، وحكمه في الدين الإسلامي.

فضل بر الوالدين 

لبر الوالدين فضائل وثمرات كثيرة، ومن تلك الفضائل ما ثبت خلال النصوص الصحيحة والآيات الصريحة، ومنها ما أثبته العلماء، وفيما يأتي بيان تلك الفضائل مع ذكر أدلتها من مصادرها المعتبرة..

طاعة الوالدين من طاعة الله

أهم فضائل طاعة الوالدين أن المسلم منخلالها يصل لطاعة الله سبحانه وتعالى، كما أنها تصل لطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا”، وكما روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: “سألت النبي صلى الله عليه وسلم أيُّ الأعمالِ أحبُّ إلى اللهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ على وقتِها، قلتُ: ثمَّ أيٌّ ؟ قالَ: ثمَّ برُّ الوالدينِ، قلتُ: ثمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثمَّ الجهادُ في سبيلِ اللهِ”.

طاعة الوالدين سببٌ لاستحقاق العبد دخول الجنة

طاعة الوالدين طريق لدخول الجنة، وهذا ما يثبته الحديث الصحيح الذي يرويه الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، فقد ورد عنه في صحيح مسلم: “عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ”.

احترام وطاعة وبر الوالدين يحقق المحبة والألفة والود.

  • يعتبر بر الوالدين واحترامهما وطاعتهما بمثابة الشكر لهما، خاصة وأنهما سبب وجود أبنائهمافي الدنيا، كما أن برهما سبيل لشكرهما لقاء ما قدموه من عناء السهر والتربية حتى بلغ الابناء مرحلة الكبر والرشد، حيث يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ”.
  • جعل الله سبحانه وتعالى بر الولد بوالديه في صغره وبعد بلوغه سببًا لبر أبنائه به بعد زواجه وإنجابه، فالله سبحانه وتعالى يجازي الإحسان بالإحسان، حيث يقول الله تعالى: “هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ”.
  • من فضائل بر الوالدين أيضًا أنه يعد من الصفات التي اتصف بها الأنبياء عليهم السلام، والتي حث عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومما يدل على ذلك قول الله تعالى في كتابه الكريم: “يا يَحيى خُذِ الكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيناهُ الحُكمَ صَبِيًّا*وَحَنانًا مِن لَدُنّا وَزَكاةً وَكانَ تَقِيًّا*وَبَرًّا بِوالِدَيهِ وَلَم يَكُن جَبّارًا عَصِيًّا”.
  • بر الوالدين يبارك في عمر صاحبهن ويزيد البركة في كل شيء بحياة المسلم من مال وتجارة ورزق بجميع أشكاله وأنواعه.
  • البار بوالديه ينال دعائهما التي لا ترد، وتكن مستجابة بإذن الله تعالى جزاءًا له على بره بهما.

كيفية بر الوالدين

يتساءل الكثير من الأفراد عن كيفية الوصول لبر الوالدين، وذلك بالأمر اليسير لمن يريده ولكنه صعب لمن لم يسع إليه، ويمكن توضيح الوسائل والسبل التي تعين على بر الوالدين وهي فيما يلي..

  • يجب على الأبناء الحريصين على بر والديهم أن يطيعونهم في أي أمر يطلبونه منهم، مدام ليس في ذلك الأمر هناك محرم أو معصية ولا بترك واجب، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، حيث قال الله تعالى: “وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا”.
  • خفض الصوت عند حضورهما وخلال الحديث معهما، بحيث لا يعلو الصوت فوق صوتهما.
  • احترامهما وتوقيرهما، والتذلل لهما بجميع سبل التذلل والتوقير، فلا يصح بالابن البار أن يتعالى على والديه أو أحدهما، ومن العقوق أن يتعاظم في نفس الابن طلبهما كأنه حمل ثقيل لا يستطيع القيام به، أو أنه أجل مكانه من القيام بمثل ما طلب منه.
  • الاستئذان منهما إذا أراد ونوى السفر الطويل لأي سبب من الأسباب كطلب العلم أو العمل أو نحو ذلك.
  • تولي ما يلزمهما من قضاء حوائج ونفقات، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: “يا رسولَ اللَّهِ إنَّ لي مالاً وولداً وإنَّ أبي يريدُ أن يجتاحَ مالي فقالَ أنتَ ومالُكَ لأبيكَ”.
  • الدعاء لهما بالخير، ويكن ذلك خلال حياتهما أو بعد مماتهما، حيث يقول الله تعالى: “وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا”.