اختلف خبراء الاقتصاد في وضع تعريف محدد لكلمة التضخم الاقتصادي لكنهم اتفقوا على أنه لفظ يصف الزيادة الكبيرة التي تحدث في الأسعار والتي يقابلها انخفاض كبير في القيمة الشرائية للعملة، هذا وسوف نجيب اليوم عبر موقع “المصطبة” على تساؤل ما هو التضخم الاقتصادي؟ كما سنوضح أسباب حدوث التضخم وأنواعه بالتفصيل.
ما هو التضخم الاقتصادي؟
انتشر في السنوات الماضية مصطلح التضخم ليشير إلى حدوث تراجع في الاقتصاد حتى أنه يصل في بعض الأحيان إلى انهيار الاقتصاد تماما وإفلاس الدول، وقد عانت جميع دول العالم تقريبا أثناء الأزمة الاقتصادية العالمية من الآثار السلبية للتضخم على اقتصاداتها وما يترتب عليه من انخفاض القيمة الشرائية للعملة الوطنية وارتفاع الأسعار وارتفاع معدلات البطالة وغيرها.
يصيب التضخم اقتصادات الدول لأسباب عديدة ويقوم خبراء الاقتصاد بقياس معدلاته عبر معرفة تأثير عدد من الدلائل التي تصاحبه عادة، ولكي نعرف ما هو التضخم الاقتصادي ينبغي أن ندرس الدلائل التي تشير إلى وجوده من الأساس وهي كالتالي:
- حدوث ارتفاع كبير في تكاليف الخدمات مقارنة بالقيمة الطبيعية لها.
- قيام البنوك المركزية بصك كميات كبيرة من النقود وضخها في الأسواق لمواجهة العجز التجاري مع عدم وجود غطاء مالي.
- حدوث ارتفاعات مبالغ فيها في أسعار السلع والخدمات.
- ارتفاع الأجور والأرباح بسبة كبيرة.
أنواع التضخم
هناك العديد من المعايير الاقتصادية التي وضعت لتصنيف أنواع التضخم الاقتصادي حيث يعبر كل نوع منهم عن خلل محدد يحدث في الاقتصاد، وقد ساعدت هذه التصنيفات البنوك المركزية في مختلف دول العالم على تجنب حدوث التضخم عند وضع السياسات النقدية للدولة من خلال بعض القرارات والضوابط.
وقد وضع خبراء الاقتصاد قائمة بأهم وأخطر أنواع التضخم الاقتصادي التي تصيب دول العالم، وقد تضمنت القائمة الأنواع التالية: التضخم الركودي، التضخم المكبوت، التضخم المفرط، التضخم المتسلل أو الزاحف، التضخم الأصيل، التضخم المستورد، التضخم جامح، التضخم المتسارع، وتضخم الأجور وغيرها.
أسباب التضخم
وبعد أن أجبنا على التساؤل بخصوص ما هو التضخم الاقتصادي؟ سنتجه الآن لبيان الأسباب التي تتسبب في حدوث ظاهرة التضخم الاقتصادي في الدول، ومن أهم هذا الأسباب ما يلي:
- حدوث عجز في الموازنة العامة للدولة: يحدث عجز الموازنة عندما يختل الميزان التجاري، حيث تحدث زيادة كبيرة في النفقات العامة مقارنة بالإيرادات التي تدخل الخزينة.
- حدوث زيادة كبيرة في الطلب: على شراء شراء سلعة ما مع ثبات الكمية المعروضة منها للبيع في الأسواق وهو ما يتسبب في ارتفاع الأسعار، وترجع أسباب تلك الظاهرة إلى عدد من الأسباب مثل تقليل عدد العمالة في المصانع والتي يصاحبها انخفاض في الإنتاج، أو حدوث الزيادة السكانية مع ثبات الإنتاج وغيرها.
- الحصار الاقتصادي: وهو أسلوب تتبعه بعض الدول العظمى كعقوبة للدول الأقل منها اقتصاديا، وغالبا ما يحدث الحصار الاقتصادي أثناء فترات الحروب، حيث تمنع الدول العظمى الدول الأخرى من الاستيراد والتصدير وبالتالي يقل العرض في الأسواق في سلع ما ويقابله زيادة الطلب على سلع أخرى غير متوفرة مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وحدوث التضخم الذي يؤثر سلبيا على قيمة العملة الوطنية الشرائية، وقد استخدم هذا الأسلوب من قبل الولايات المتحدة الأمريكية أثناء احتلال العراق.
- انخفاض قيمة رأس المال العيني: ويحدث عندما تقل حجم رؤوس الأموال الكلية المستخدمة في تشغيل المصانع وإدارة عجلة الإنتاج في الدول، مما يسبب عدم مرونة الإنتاج وبالتالي يقل الإنتاج مع ثبات نسبة العرض مما يعني زيادة المسافة ما بين المعروض في الأسواق وكمية النقود المتداولة فيظهر التضخم.
- حدوث تغيير كلي في تركيبة الطلب الكلي في الدولة: وهو ما يعني حدوث ارتفاع كبير في أسعار السلع والخدمات مع عدم قابلتها إلى الانخفاض مرة أخرى وذلك على الرغم من حجوث التوازن في الميزان التجاري سواء سواء بانخفاض الطلب أو زيادة العرض.