ما هو اللغو ؟

3 سبتمبر 2024
ما هو اللغو

بالقول الحسن الصادر من العبد والكلمة الطيبة التي يتحدث بها للآخري تؤدي لزيادة حسناته ورفع درجاته عند الله تعالى، لذلك حث الله تعالى رسوله الكريم على الكلام الطيب، حيث قال في كتابه الكريم: “وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا”، وقال أيضًا “أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ”.

الكلام الطيب الحسن

  • التقرب لله تعالى بالدعاء والذكر وقراءة القرآن الكريم، وتذكير النفوس بنعم الله تعالى عليها.
  • أمر الناس بالخير والمعروف ونهيهم عن المنكروالفواحش.
  • تحقيق الإصلاح بين الناس، ودرء المفاسد المنتشرة بينهم.
  • فالكلام الطيب من أسباب مغفرة السيئات، وينشر المودة والمحبة بين الناس، ويحقق التعاون على الخير والبر والمعروف.

ما هو اللغو ؟

اللغو في اللغة يطلق على التحدث بالمواضيع التي ليس لها قيمة أوفائدة ولا يؤخذ منها أي شيء، كما يطلق أيضًا على القول الباطل، والتحدث دون تفكير.

أما اللغو اصطلاحًا فهو الكلام الذي ليس له فائدة، وكل الكلام الباطل وما فيه من شرك ومعاصي، وحثّ الله تعالى على الابتعاد عن اللغو، كما جاء في سورة المؤمنون قوله: “قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ”، كما قال الله في موضع آخر في كتابه الكريم: “وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا”.

واللغو يطلق أيضًا على اليمين الذي لا يعتد به، ولا يآخذ به المسلم، وقد ذكر لفظ اللغو في 11 موضعًا من القرآن الكريم، وذلك تحقيقًا لمعاني عديدة.

ومن المعاني المرادة من اللغو الكلام الباطل، والباطل المراد منها أي كلام أو أي فعل ليس له حقيقة أو أصل، كما يطلق اللغو على القبيح من الأفعال والأقوال وهو المعنى المراد في أكثر المواضع التي ورد فيها لغظ اللغو، والمعنى الثاني للغو الوارد في القرآن الكريم يقصد به اليمين التي لا تعقد من القلب، أيّ ما يخرج من اللسان من غير تقصّدٍ وإرادةٍ له، والمعنى الأخير المراد من اللغو؛ ما يطلق على المكروه من الكلام وما سقط منه، إلا أنّه روي عن بعض أهل العلم أن المقصود باللغو الشرك والكفر، وتحديداً في قول الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)، إلا أنّ الحسن البصري -رحمه الله- ذهب إلى القول بأنّ اللغو المقصود بالآية السابقة؛ جميع المعاصي.

حفظ اللسان

كل ما يخرج من لسان الشخص يدل على أصله وما يتحلى به من صدق وخلق وإيمان، فيقال: إن فلان يتحدث بلسان الله، أي بحجته وكلامه وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقال أيضًا: إن فلان حلو اللسان أي أن كلامه طيب، وأنه يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر والفواحش والرذائل، ويقرّب إلى الله تعالى بالشكر والحمد والثناء، وممّا ورد في ذلك؛ دعاء النبيّ إبراهيم عليه السّلام، حيث قال الله تعالى: “وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ”، فاستجاب الله تعالى دعاءه، فجعل الصّلاة والسلّام على محمدٍ مقرونةً بالصّلاة والسّلام على إبراهيم.

ومن الواجب على المسلم أن يحفظ لسانه، فلا يخرج منه القبيح من الأقوال؛ فاللسان هو الساتر لعقل الإنسان، وبالمقابل فإنّه يتسبّب للإنسان بالوقوع في العديد من المهالك والمصائب، ومن ذلك قول الله تعالى: (فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ)، والألسنة الحداد كنايةٌ عن الكلام الشديد، والتطاول على الناس والتعدي عليهم، وإصابة أعراضهم، والسلق الوارد في الآية يقصد به الأذى والاعتداء باللسان.

ويتحقّق حفظ اللسان بالسكوت وعدم التحدّث بالكلام البذيء، الذي يتسبب بغضب الله عزّ وجلّ، وذلك فرض عينٍ على كلّ مسلمٍ، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (مَن كان يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلْيَقُلْ خيرًا أو لِيَصمُتْ).

وفي سبيل تحقيق حفظ اللسان حثّ الإسلام على الابتعاد عن الغيبة وعدم الوقوع فيها، والغيبة: هي ذكر الناس بما يكرهون، ونهى كذلك عن الوقوع في النميمة؛ أي نشر الفتنة بين الناس بقصد الإيقاع بينهم، حيث قال الله تعالى: (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ* هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ)، والمقصود من الآية عدم اتّباع كثير الغيبة للناس، ومن ينشر الفتنة ويوقع بين الناس بالباطل، كما نهى الإسلام عن النفاق ومواجهة الناس بأكثر من وجهٍ، فالنفاق من صفات المنافقين، والنهي أيضاً عن السب والشتم وقذف الناس بالباطل، وعن كشف عورات الناس.