ما هو باب الريان ؟

3 سبتمبر 2024
ما هو باب الريان

ما هو باب الريان ؟ خصص الله لعباده الصالحين الذين تثقل موازينهم بالأعمال الصالحة ثوابًا عظيمًا حيث سيدخلون الجنة ويتمتعون بما فيها من نعيم وأشياء لم تخطر على بال بشر، حيث يحشر أهل الجنة إليها زمرًا وهم يركبون على نوق عليها رحال من ذهب، حتى يأتوا باب الجنة، ويجدون ماء ينبع من تحت شجرة، فيشربون من أحد الأعين، فلا يبقى أي شيء به أذى أو بأس في بطونهم، ثمّ يغتسلون من العين الأخرى حتى يبدو عليهم أثر النعيم، وشعورهم تبدو لامعةً، وتظل أشكالهم على ما هي عليه من جمال ونضارة إلى الأبد.

وبعد ذلك يدخلون الجنة وتستقبلهم خزنة الجنة، كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: “وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ”، ثم تلقاهم 70 ألف خادم كأنهم اللؤلؤ، وقيل بل يتلقّاهم ولدان الجنّة بلهفةٍـ كما يتلقّى الأطفال في الدنيا أحبابهم بعد غيبةٍ واشتياقٍ، ويقولون لهم أبشروا بما أعدّ الله لكم، فينطلق غلامٌ منهم إلى زوجاتهم من الحور العين، فيُبشّر زوجة كلّ واحدٍ منهم بقدوم زوجها، ويؤكّد لها ذلك بذكر اسمه الذي كان يُنادى به في الدنيا، فتفرح فرحًا شديدًا بقدومه، حتى إذا وصل إلى منزله وجد أنّ أساسه من لؤلؤٍ، فينظر إلى السقف، فيُوشك بصره على الزوال من شدّة الجمال الذي يراه، ثمّ ينظر إلى ما أنعم الله عليه من الزوجات، والنمارق المصفوفة، والزرابي المبثوثة، فيقول: “الحَمدُ لِلَّـهِ الَّذي هَدانا لِهـذا وَما كُنّا لِنَهتَدِيَ لَولا أَن هَدانَا اللَّـهُ”، وبينما يتمتع أهل الجنة بما أكرمهم الله به، يسمعون صوتًا يبشّرهم بأنّهم سيعيشون للأبد فلا موت، وأنّهم سيصحّون للأبد فلا مرض، وسيُقيمون للأبد فلا يرحلون.

باب الريان

هو أحد أبواب الجنة وسمى بهذا الاسم المشتق من الري أي ضد العطش، فاسمه كان مناسبًا لمعناه، فهو الباب الذي يدخل منه الصائمون، وهو ما يدل على عظم فضل الصوم، خاصة وأن أبواب الجنّة كلّها تُفتح في رمضان، كما خصص الله -تعالى- باب الريان لعباده الصائمين دون غيرهم، والمقصود من الصائمين ليس الذين يصومون ما فرضه الله عليهم من الصيام فقط؛ لأنّ كلّ المسلمين من أهل صوم رمضان، ولكن الذين خصّهم الله -تعالى- بالدخول من باب الريان هم الذين يُكثرون من صيام النوافل، ويُتبعون صيام الفريضة بالنافلة.

ويذكر أن الجنة لها 8 أبواب مقسمة حسب الأعمال، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أول من يفتح تلك الأبواب ويدخلها، ثمّ يدخل كلّ مؤمنٍ من الباب الذي يختصّ بعمله، فيدخل المخلصين في توحيدهم من أمّة محمّد -عليه الصلاة والسلام- من أحد أبواب الجنّة، ويسمّى الباب الأيمن، ومن المسلمين من يُدعى من كلّ أبواب الجنّة بسبب عِظَم أعماله، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن أَنفَقَ زوجَينِ في سبيلِ اللهِ، نودِيَ من أبوابِ الجنةِ: يا عبدَ اللهِ هذا خيرٌ، فمَن كان من أهلِ الصلاةِ دُعِيَ من بابِ الصلاةِ، ومَن كان من أهلِ الجهادِ دُعِيَ من بابِ الجهادِ، ومَن كان من أهلِ الصيامِ دُعِيَ من بابِ الرَّيَّانِ، ومَن كان من أهلِ الصدقةِ دُعِيَ من بابِ الصدقةِ”، فقال أبو بكر رضي الله عنه: “بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورةٍ، فهل يُدعى أحدٌ من تلك الأبواب كلّها؟” فقال: “نعم، وأرجو أن تكون منهم”.

ورغم أن أبواب الجنة عظيمة الحجم وهائلة السعة، حيث قال عتبة بن غزوان -رضي الله عنه- فيما سمعه أنّ بين مصرعي الباب مسيرة أربعين سنةً، لكن الناس يزدحمون عند دخول تلك الأبواب، وهو ما يدلّ على كثرة الداخلين إليها.