ما هي صلاة الفتح؟ وكيف صلاها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؟، لا شك أن صلاة التطوع لها عظيم الأجر عند الله سبحانه وتعالى، فقد ذكر لنا الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه أن العبد يظل يتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بأداء صلوات النوافل حتى ينال حب الله وهي غاية يسعى إليها كل مسلم، وتنقسم النوافل إلى عدة أقسام منها السنن الرواتب مثل السنن الخاصة بالصلوات الخمس ومنها السنن التطوعية وهي التي يصليها الإنسان في أي وقت تطوعاً لله عز وجل، والآن دعونا نتعرف معاً ما هي صلاة الفتح وكيف صلاها رسول الله ومتى علينا أن نؤديها من خلال الأسطر القادمة من هذا المقال.
ما هي صلاة الفتح؟
روي عن أم هانئ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذهب إليها في بيتها ثم صلى ثماني ركعات من غير الفريضة، بكيفية كما ذكرت أنها لم تراها من قبل، حيث كان هذا الوقت بعد فتح مكة مباشرة وتمكن الإسلام من مكة المكرمة، فعللت أن تلك الصلاة قد أداها رسول الله صلى الله عليه وسلم شكراً لله على نصره وتأييده للمسلمين وعلى عزة الإسلام ورفعة رايته، وقد ذكرت أم هانئ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أدى هذه الصلاة في وقت صلاة الضحى مما جعل الكثير يذهبون بأن تلك الصلاة كانت صلاة الضحى.
حكم صلاة الفتح
أما عن حكم صلاة الفتح فقد اختلف فيها العلماء، فمنهم من قال أنه يجوز أداء صلاة الفتح في وقت نصر المؤمنين لأي سبب من الأسباب في أي مكان في العالم، وتكون صفة صلاة الفتح حينها مثل صفة الصلاة التي صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أم هانئ أي ثماني ركعات من غير الفريضة، وفي نفس الوقت الذي صلى فيه رسول الله تلك الصلاة أي وقت الضحى، وذلك اقتداءً بالرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه.
ولكن القسم الآخر من العلماء قد أكدوا على أن تلك الصلاة هي صلاة الضحى وليس لها علاقة بالفتح حيث أن هذا الوقت هو خاص بصلاة الضحى وكذلك استناداً على أن صلاة الضحى يمكن أن يصليها الفرد ركعتين أو أربعة أو ثمانية أو مضاعفاتها، فعلى الأرجح أن تلك الصلاة هي صلاة الضحى وإنما أداها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثماني ركعات حتى يشكر الله سبحانه وتعالى على توفيقه للمسلمين في أمر فتح مكة.
أهمية صلاة النوافل
يحرص المسلم أشد الحرص على اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والسير على خطاه في كل ما يتعلق بأمور الدين والحياة، حيث أن رسول الله هو القدوة التي علينا اتباعها حتى تنال خير الجزاء في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ومن أهم الخطوات التي يسير فيها عباد الله على درب الرسول الكريم هي أداء صلوات النوافل، فالنوافل هي من وسائل التقرب إلى الله سبحانه وتعالى ومن وسائل حب الله للعبد، فمن خلالها يرضى الله عنه ويحبه ويرفع مكانته في الدنيا والآخرة.
من أسباب زيادة البركة في البيت أن يؤدي العبد صلاة التطوع فيه، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي صحابته الكرام بصلاة الفرائض في المسجد ويوصيهم أن يجعلوا نصيباً من الصلاة في منازلهم في إشارة لهم بصلاة السنن الرواتب الخاصة بكل صلاة، وتعتبر صلاة التطوع من أفضل الحركات البدنية التي يقوم بها المسلم، بها ينال خيراً كثيراً في الدنيا والآخرة.