طرق زيادة الرزق الله سبحانه وتعالى هو خالق هذا الكون، فالله له تسعة وتسعون اسم، وواحد من اسمه هو الرزاق، وهو مايعني بأنه مقدم الرزق لجميع خلقه، يوفر الله القوت للبشرية جمعاء ، سواء كانوا مؤمنين أو غير مؤمنين ، وجميع مخلوقاته بما في ذلك الحيوانات والنباتات.
يقول الله تعالى في القرآن ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾
﴿ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾
قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾
الله هو الذي يقدم كل ما نحتاجه للعيش في هذا العالم، هذه الأشياء التي طلبناها من أجل المعيشة تسمى رزق، ومن الآيات أعلاه، نستنتج أن الله قد تحمل مسؤولية البشرية جمعاء بما في ذلك الحيوانات والنباتات لتوفير الرزق لغرض المعيشة في هذا العالم.
ما هو الرزق؟
عندما نشير إلى الرزق، يفترض الكثير من الناس أنها مجرد أموال، ولكن فعليًا هناك العديد من الرزق غير المال يمنحها الرزاق لخلقه، فالرزق الفعلي هو ما يفيدك.
لذلك يمكن أن يكون المال والبنون وأي شيء مادي آخر في هذا العالم، فالرزق يشمل العديد من الأشياء ليس المال فحسب، فيضم الرزق الثروة والروابط الأسرية والروحانية وإيماننا وفكرنا وصحتنا وكل ما هو مفيد لنا ويمكننا أن نساعدنا على الوفاء بواجباتنا وواجباتنا في خدمة وطاعة الله وأداء أعمالنا في هذا الكون.
الأحاديث النبوية عن الرزق
وعن الرزق حدثنا النبي (صلى الله عليه وسلم): “قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ رَوْحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رُوعِيَ أَنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ أَجَلَهَا وَتَسْتَوْعِبَ رِزْقَهَا ، فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ وَلا يَحْمِلَنَّ أَحَدَكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ يَطْلُبَهُ بِمَعْصِيَةٍ ، فَإِنَّ اللَّهَ لا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلا بِطَاعَتِهِ””
وذلك لما روى البخاريّ ومُسلم عن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه قال: (إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قد وَكَّلَ بالرَّحمِ ملَكًا، فيقولُ: أي ربِّ، نُطفةٌ، أي ربِّ، علقةٌ، أي ربِّ، مضغةٌ، فإذا أرادَ اللَّهُ أن يقضيَ خلقًا، قالَ: قال الملكُ: أي ربِّ ذَكَرٌ أم أنثى؟ شقيٌّ أم سعيدٌ؟ فما الرِّزقُ؟ فما الأجلُ؟ فيُكْتبُ كذلِكَ في بَطنِ أمِّهِ”.
ما هي طرق زيادة الرزق ؟
لا شك أن جميعنا يعلم أن الله قد قدر لكل واحد رزقه وهو في بطن أمه كما هو مشار إليه في الحديث أعلاه، ولكن هناك بعض الطرق التي يمكن من خلالها زيادة الرزق، والتي سنطرحها أدناه
التوبة الصادقة
يجب أن نسعى إلى التوبة عن الذنوب والخطايا، ونطلب التوبة الصادقة من الله سبحانه وتعالى كل يوم عن ظهر قلب، وليس فقط باللسان، فطلب التوبة والإستغفار يساعد في زيادة الرزق كما أخبرنا الله عز وجل في كتابه العزيز
“فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا “.
لذلك عندما تواجه خسارة في عملك أو تشعر بالقلق من الوظيفة ، حاول أن تقول استغفر الله قدر استطاعتك، لذا يجب على المسلم السعي المستمر نحو رضا الله وطلب المغفرة عن أي خطايا، وهذا سينتج عنه مسامحة الله وإزالة أي صعوبات باذن الله.
تقوى الله
قال الله في كتابه العزيز{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}
لقد وعد الله في القرآن الكريم أن كل من يخاف الله، ويتقيه ويطيع أوامره، سوف يزوده بمصادر لم يتخيلها الشخص أبدًا، لذلك، كمؤمن حقيقي يجب أن نتقي الله قولًا وفعلًا، ويجب أن نطيع الله عز وجل ، وأداء واجباتنا وفق الشريعة الإسلامية، يقول الله تعالى في القرآن الكريم: ” وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ “.ومن هذه الأياتين السابقتين يتضح ربط التقوى بزيادة الرزق.
صلة الرحم
يجب الحرص دائمًا على صلة الرحم، فقطع صلة الرحم هي من الأشياء التي يكرها الله عز وجل فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه» رواه البخاري ومسلم. فيجب على المسلم صلة رحمه التي هي الأخوة والأخوات والعم والخالة والآباء والأمهات لديها بعض الحقوق علينا وإذا أردنا زيادة الرزق يجب أن نحسن إليهم، إذا كنا نريد النجاح في حياتنا، يجب أن نفعل تلك الأعمال التي يحبها الله سبحانه وتعالى، وصلة الأرحام أحد هذه الأفعال.
إخراج الصدقات
عندما يقوم المسلم بإخراج الصدقات، يبدو أن ماله قد نقص، وهذا ما نفاه النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف قائلًا ” عن أبي هُريرة t: أَنَّ رسولَ اللَّه ﷺ قَالَ: مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ ” رواه مسلم.
ولكن يمنح الله لمخرجي الصدقات البركة في ماله، وهناك العديد من المكافات التي تنتظره في الدنيا والأخرة،
وعن أبي هُريرة t قَالَ: قالَ رَسُول اللَّه ﷺ: مَا مِنْ يَوْمٍ يُصبِحُ العِبادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا متفقٌ عَلَيْهِ. وعنه : أَن رسولَ اللَّه ﷺ قَالَ: قَالَ اللَّه تَعَالَى: أَنْفِق يَا ابْنَ آدمَ يُنْفَقْ عَلَيْكَ متفقٌ عَلَيْهِ.
لذلك يجب ألا يبخل المسلم أبدًا بماله، وإخراج الصدقات وحتى لو القليل منها، فأثرها على الرزق وزيادته ملحوظ.
العبادة
فالصلاة على وقتها، ومراقبة الله في كل أفعالك بغض النظر عن مدى انشغالك بروتين حياتك اليومية، يجب ألا نكون من أولئك الذين يصلون بسرعة، بدلاً من ذلك، خذ وقتًا من جدولك المزدحم إلى العبادة وإلا فلن يزيل الله الفقر منك أبدًا.
إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ”.
الدعاء
الدعاء هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يغير مصيرنا ، وإذا شاء الله ، فقد يزودنا أكثر عندما نتضرع كثيرًا، الله يحب أولئك الذين يقدمون الدعاء ويسألونه عن كل شيء، لذلك يمكننا أن نقول الدعاء هو السلاح السري للمؤمن.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّهُ مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ) .
الشكر والحمد لله
قال الله تعالى في كتابه العزيز”وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ “.
ينبغي لنا دائمًا أن نشكر الله تعالى لأن كل ما لدينا في هذا العالم هو فقط بسببه، أفضل طريقة لشكره هي قول “الحمد لله”.
كن صادقا في تعاملاتك
يجب أن يكون المرء صادقا في تعاملاته وأن يخبر الناس عن أي عيوب في بعض العناصر، إذا وجد بعض العيوب، فيجب عليه أن يكون صادقًا بما يكفي لإعلام المشتري بذلك، فهي أحد الطرق الفعالة لزيادة الرزق
بإختصار فترك الخطايا الكبرى، ونمنح الصدقة قدر الإمكان، ونصلي في الوقت المحدد، ونستغل الوقت لعبادة الله، من خلال القيام بهذه الأشياء، يمكننا كسب وزيادة الرزق بالطريقة الحلال.