يتسائل عدد كبير من الناس عن ما هي وظائف الغدة النخامية في جسم الإنسان، والتي تعتبر واحدة من أهم الغدد الموجودة في جسم الإنسان، ويمكننا أن نشير إلى أن الغدة النخامية تتواجد عادة في تجويف عظمي خلف جسر الأنف، وترتبط بقاعدة الدماغ عن طريق ساق رفيعة، وهي بحجة حبة البازلاء، ويسميها البعض أحيانا بالغدة الرئيسية حيث إنها تتحكم بالكثير من الهرمونات بجسم الإنسان.
وظائف الغدة النخامية
ويوجد العديد من وظائف الغدة النخامية وهرموناتها وعادة يتم إفراز تلك الهرمونات من جزأين أساسيين للغدة النخامية، والتي بدورها تقوم بالكثير من الوظائف، ومن أبرز الوظائف التي تقوم بها الغدة النخامية، وهرموناتها:
الهرمون المنشط لقشرة الكظرية
وهذا الهرمون يعتبر من أهم وظائف الغدة النخامية، والذ يعمل بدورة على الغدة الكظرية ليجعلها تفرز هرمون الكورتيزول والذي يساعد الجسم على الاستجابة للإجهاد، فضلا عن تنظيم مستوى السكر داخل الدم لكل إنسان، والتحكم في ضغط الدم الخاص بكل فرض، فضلا عن امتلاكه للعديد من الخصائص التي تكون مضادة للالتهابات.
الهرمون المنشط للدرقية
وأيضا من ضمن وظائف الغدة النخامية أنها تفرز هرمون منشط للغدة الدرقية، واسمه “الثيروتروبين”، ويتم إفراز هذا الهرمون من الغدة النخامية الأمامية، ويستهدف الغدة الدرقية ويعمل على تحفيزها من خلال إفراز هرمونات الثيروكسين.
الهرمون المنشط للجسم الأصفر والحوصلة
وهو أحد الهرمونات التي تٌفرز عادة من الغدة النخامية الأمامية والتي تعمل على تنظيم وظائف الفرج التناسلية والتحكم في الصفات الجنسية كل من المرأة والرجل، ويستهدف لدى المرأة المبيضان لتحفيزه على هرموني الاستروجين والبروجسترون، ولدى الرجل يحفز الخصية على إفراز هرمون التستوستيرون والخاص بالصفات الجنسية لدى الرجل أيضا.
هرمون البرولاكيتن
ويعتبر هذا الهرمون من أهم وأكثر وظائف الغدة النخامية شيوعا بين الناس، حيث يعمل على إفراز الحليب داخل ثدي المرأة، وله أهمية كبرى حيث بدونه لا تستطيع المرأة أن ترضع طفلها، ويتواجد عادة هذا الهرمون في كل الأوقات بشكل طبيعي لدى الرجال والنساء، ولكن عادة يزيد إفرازه خلا فترة الرضاعة، والحمل أيضا.
هرمون النمو
أيضا من أهم إفرازات ووظائف الغدة النخامية أنها تفرز هرمون النمو لدى الفرد، ويسمى هرمون (السوماتوتروبين)، والذي يُفرز عادة من الغدة النخامية الأمامية لكل فرد، ويعمل هذا الهرمون على تحفيز كافة خلايا جسم الإنسان، وتنشيط عمليات النمو بها، ويعمل على تحفيز عملية بناء البروتين فضلا عن دوره في تحطيم الدهون لتوفير الطاقة اللازمة لأنسجة الجسم، كما أن له دور كبير في عكل عمل الإنسولين، ومن الممكن أن يؤثر هرمون النمو بشكل مباشر على الخلايا أو من الممكن أن يحفز الكبد والأنسجة الأخرى.
الهرمون المحفز للخلايا الصبغية
وهو أحد أهم إفرازات ووظائف الغدة النخامية، وعادة يُفرز من الأمامية وليست الخلفية، ويعمل على تحديد وظيفة الإنسان الفسيولوجية.
الهرمون المانع لإدرار البول
وهو هرمون يعمل على منع إدرار البول في كل الأوقات، ويتم إفرازة عادة من الغدة النخامية الخلفية، ويضبط كافة المعادن والسوائل التي تدخل جسم الإنسان، ويعمل على التأثير على احتباس الماء داخل كلي الفرد.
هرمون أوكسايتوسين
وهو أحد إفرازات الغدة النخامية الخلفية، ويعمل هذا الهرمون بدوره على التأثير على كافة انقباضات الرحم، خلال فترة الحمل والولادة أيضا، فضلا عن دوره الكبير في التحفيز لبدء عملية المخاض والولادة لدى المرأة، كما أن له دور كبير في زيادة إفراز هرمون يحفز على زيادة انقباضات الرحم بشكل كبير، وهو أحد أهم وظائف الغدة النخامية أنها تقوم بإفراز هذا الهرمون.
ومن الجدير بالذكر أن هرمون الأوكسايتوسين الصناعي يتم استخدامه بشكل شائع جدا في تحفيز الولادة والمخاض، في حالة لم يبدأ المخاض لدى المرأة بشكل عادي وطبيعي أو لزيادة قوة انقباضات الولادة في حالة كان المخاض بطئيا، كما أنه يحفز على إفراز الحليب من ثدي المرأة بعد الولادة مباشرة، حيث إنه يعمل على تحفيز عملية الرضاعة للطفل من خلال الثدي، وفي نفس الوقت يعمل على تحفيز الدماغ لإفراز المزيد من الحليب.
ويعتبر هذا الهرمون على الرجال أقل أهمية وليس له تأثير بالغ مثلما هو مهم بالنسبة للمرأة، حيث إنه يؤثر على الحيوانات المنوية في الفرد، ويعمل على إفراز هرمون الذكورة لدى الرجل من الخصية.
اضطرابات الغدة النخامية
ومن الممكن حدوث العديد من الاضطرابات في الغدة النخامية والتي تؤثر على وظائفها بشكل كبير، حيث إنه يعتبر ظهور ورم حميد في الغدة النخامية من أكثر مشاكل الغدة شيوعا، ومن الممكن أن تحدث بعض الأورام دون حدوث أي أعراض لسنوات عديدة.
ويجدر بنا الإشارة إلى أن الأورام التي تصيب الغدة النخامية عادة ليست أورام خاصة في الدماغ، وإنما تكون أورام غير فعالة في أغلب الأوقات، حيث لا تفرز تلك الأورام أي هرمونات داخل جسم الإنسان، ولكن من الممكن أن تؤدي ِإلى شعور الإنسان بصداع دائم، وحدوث بعض المشاكل في النظر، ومن الممكن أن تؤدي إلى الضغط بشكل كبير على الغدة النخامية، وهو ما ينتج عنه توقف في إفراز للكميات اللازمة لواحد من الهرمونات أو أكثر، كما من الممكن أن يحدث ذلك بعد أخذ علاج خاص بهذا الورم من قبل اللجوء لطبيب وهو الذي يحدده، وفي أغلب الوقت يكون هذا الدواء إما علاج إشعاعي، أو استخدام العمليات والتدخلات الجراحية لإزالة الورم من الغدة النخامية، ويجدر بنا الإشارة إلى أن هناك كثير من الأشخاص التي أُصيبت بأورام متعددة داخل الغدد النخامية، ونجحت في الشفاء منه بشكل كبير، وعادت الغدة النخامية للعمل مرة أخرى، وللوقاية من هذا المرض يجب مراجعة الطبيب كل فترة لفحص الجسم وحمايته من التعرض لأي أمراض.