محاكمة رية وسكينة قصة إعدام أول سيدتين في العصر الحديث في مصر، حدثت القصة في عام 1920، قامت المحكمة بتوجيه تهمة القتل مع سبق الإصرار وتهمة السرقة الشقيقتين ريا وسكينة وزوجها عبد العال، بالإضافة إلى إثنين بلطجية كانوا مكلفين بحماية المنزل الذي تقع في الحادثة وهم عرابي وعبد الرازق، تم إعدامهم جميعًا في يومين، كما تم إعدام السيدتين في خارج الحبس، حيث كان القانون وقتها يحرم شنق النساء داخل السجن، لهذا تم تنفيذ الحكم خارج الحبس، وكانت المحاكمة يحضرها جماهير عديدة، وكانت تشبه المسرحية الدرامية، حيث أن الجمهور كان يقطع تذاكر لحضور أو محاكمة يُعدم في النساء.
محاكمة رية وسكينة
قامت المحكمة بتنفيذ حكمها يوم 21 و يوم 22 من شهر ديسمبر في عام 1921، في البداية وجهت لهم الشرطة عدة تهم منسوبة إليهم، ولكنهم جميعًا أنكروا القصة بأكملها، كان جميع أفراد العصابة في مكان واحد، ريا وسكينة في عنبر واحد، والرجال الثلاثة في عنبر ثاني، عندها أمر الشرطي بتفريق أفراد العصابة لك واحد في مكان، وقام بسؤال ابنه سكينة بديعة، و استدراج الفتاة في الكلام، حتى أبلغت الشرطة عن جميع الجرائم التي شاهدتها.
اعتراف ريا وسكينة
قبل محاكمة رية وسكينة أخذ الشرطي يسأل كل واحد من أفراد العصابة ويبلغه أن الآخر قد أعترف بالقضية، وبعد الإيقاع بجميع أفراد العصابة، تم مواجهتهم ببعض، حتى أعترف الجميع، يذكر أن سكينة سألها قبل الإعدام أن كانت تريد شئ قبل الموت قالت يكفي أني أول سيدة تعدم مثلها مثل الرجال، كانت سكينة الزعيمة وكانت شخصيتها قوية، أوصت سكينة أثناء محاكمة رية وسكينة بوضع ابنتها في أحد الملاجئ، حيث أنها وحيدة ولا أقارب لها، وافقت الحكومة، إلا أن بديعة تلقت معاملة سيئة جدًا في الملجئ، كما أن الملجئ أحترق وماتت بديعة.
جريمة ريا وسكينة
بدأت الحكاية منذ أن كانت ريا وسكينة في الصعيد ثم توجهوا للإقامة في بني سويف وكفر الزيات، استقر بهم الحال في الاسكندرية في شارع حي اللبان، كان وقتها الثورات ضد الاحتلال، لهذا أخذ المجرمين يقومون بأفعالهم في أمان تام، كان بيت سكينة وريا يفتح لأصحاب الهوى من الرجال، كما قال شهود العيان وبعض من الباحثين، كانت سكينة وريا يقومون بالإيقاع بالسيدات أصدقائهن أو على معرفة مسبقة بهم، لهذا كانت المرأة لا تحدث ضجيج عند الدخول إلى منزلهم، لأنهم أصدقائها أو معارفها.
عصابة خطف النساء
كذلك كانت النساء وقتها يمشون في الشوارع بملابس سواء وبرقع، يعصب معرفة ملامحهن، وكان ليس لديهن هوية شخصية، لذلك كان تنفيذ هذه الجرائم أمر سهل في الماضي، بعد أن كثرت البلاغات حول السيدات المتغيبات في الإسكندرية، كلفت الشرطة المخبر أحمد البرقي، وكان هو خيط الوصل في كشف القضية، حيث أكتشف بذكائه أن هناك رائحة بخور تأتي من غرفة بصورة متواصلة، ولا تنقطع الروائح في هذه الغرفة.
المخبر يكشف العصابة
سأل المخبر ريا من النافذة عن سبب هذا البخور، كانت أجابه ريا غبية أوقعت بها، أخبرته أن الغرفة تتركها لعدد من الرجال والنساء معًا، وعندما تعود للغرفة تجد رائحتها كريهة، لهذا تشعل البخور، لكن البلقي لم تقنعه أجابه ريا، حيث أن البخور يصعد ليل نهار من دون توقف، لهذا توجهت الشرطة إلى منزل ريا وسكينة، وهنا وجدت بطلا الغرف جميعه قديم، ما عدا بلاط غرفة واحدة كان جديد.
كانت هذه غرفة وسندره من الخشب أعدت للنوم فوقها، أو تخزين أشياء، كانت الغرفة رائحتها كريهة، أمر الضابط برفع حجر من البلاط ووجد أن الرائحة كريهة، وبعد أن رفع جميع البلاط أكتشف أن العصابة تقتل النساء وتدفنهم أسفل الغرفة، وتعتبر محاكمة رية وسكينة ملحمة تاريخ في تاريخ الإجرام الإنساني.